أخي "عبدالعزيز 2000":

ألف شكر لك على تشجيعك. سوف تجد يا عزيزي مليون واحد يتحمسوا لتوفير الكتب الدينية لأنه في النهاية سيأخذ مكافأة بدافع التدين الساذج؛ إذ الرجل الساذج، كما يقول آينشتاين، يتصور الله على أنه الموجود الذي يرجو رضاه ويخشى عقابه*، ولكن نادراً جداً أن تجد واحد يتحمس لنشر فكر يهدف به إلى ارتقاء العقول والأنفس تبعاً لذلك وبنيانهما خير بناء وصقلهما خير صقل فيخرج الكلام نابعاً عن رجاحة عقل لا عاطفية لزجة مائعة ممجوجة.

بحثت في كل ما عندي من كتب عبد الرحمن بدوي وللأسف لم أجد هذا الكتاب ولكني أعاهدك أن أعمل على خروج كتبه للنور لإيماني بأننا بأشد الحاجة الماسة إليها.

على فكرة، أنا أحمل ماجستير لاهوت. وأثناء دراستي للاهوت كنت أردد كالببغاء ما يروق لأساتذتي من باب التلقين والتكرار رغم أن كل هذا تم في أرض أميركا. لكن عبد الرحمن بدوي مسك بالقديس أنسلم وحجته الشهيرة والمعروفة بالحجة الأنطولوجية و"مسح بيه البلاط" شافعي وحنيفي وحمبلي ومالكي؛ دا غير الـ... الفكة كمان! راجع ما أقوله في الكتاب الذي رفعته لك هنا "مدخل جديد إلى الفلسفة" صفحة 218. ما قضيت شهور أردده كالببغاء رد عليه بدوي بـ "ضربة معلم" وبهذا طارت الحجة الوجودية على وجود الله بـ "ضربة معلم" وما يجيبها إلا رجالها كما يقول المثل الشعبي بمصر.

أعدك أن أعمل ونعمل كلنا على توفير الدسم من المواد المعرفية. شبعنا هبل والآن جاء زمن التعلم ونشر النور لأن العلم فعلا نور ونور الله لا يهدى لمشعوذ مروج للخزعبلات!