قرأت اليوم خبر إهدار دم كاتبة اسمها "بسنت رشاد" .. ألّفت كتاباً بعنوان "الجنس في حياة النبي" .. ورغم إنّي لا أتوقّع من الكتاب أن يكون "قيّماً" ولست أعلم عن "كاتبته" شيئاً .. إلا أنّ تصريحات شيوخ الأزهر وبعض نوّاب مجلس الشعب المصري استفزّتني فعلاً .. حيث اعتبروا أنّ "إقران" كلمة "الجنس" بالرسول فيها نيلاً من قدسيّة شخص الرسول .. والحط من شأنه إلى شأن الإنسان العادي .. واعتبروا أنّ وصف حياة الرسول الجنسية فيه نيل من عظمة الرسول وترفّعه عن ملذّات الحياة ..
ويبدو أنّ الكتاب حاول فعلاً أن يتدخّل بأدق تفصيلات الحياة الجنسيّة للرسول .. حسبما قرأت بعض المقالات التي تتناولة ..
لكنني في الحقيقة .. لا أريد أن أناقش مدى أحقّيّة المؤلّف أو الصحفي في التدخّل بأدق تفاصيل الحياة لشخصية عامّة كشخصيّة "محمّد" .. فهذه القاعدة تبقى موضع أخذ ورد غير محسوم .. بل أودّ أن أتناول الموضوع من جانب آخر ..

أليس الرسول هو من قال : (حُبّب إليّ من دنياكم الطيب و"النساء" وجعلت قرّة عيني في الصلاة) .. !!
أليست أغلب كتب السيرة تردد : لم يكن شيء أحبّ إلى رسول الله بعد "النساء" من الخيل .. !!
ألم يروَ من الأحاديث ما يجعل له قوّة "أربعين" رجلاً في النكاح .. !!

الرجل يعترف بشبقيّته قولاً وفعلاً .. سيرة حياته ذات الـ12 زوجة وطأها .. والـ30 خطبة .. والـ23 عقد قران .. والـ3 ساريات .. تشهد بذلك ..
محمّد "بذاته" هو من "طلّق" زيداً "ربيبه" من زوجته لمّا اشتهاها .. وهو الذي زوّجه الله إيّاها من سمائه السابعة ليدخل عليها ويطأها دون عقد قران .. وهو الذي حوّل اسم "زيد بن محمّد" لـ"زيد بن الحارثة" بآية قرآنية بين ليلة وضحاها .. لـ"يقونن" اشتهاءه لزوجة زيد .. حتّى أنّ الله عاتبه (بكلّ فجاجة) لأنّه "كظم" شهوته لها طويلاً .. وهو الذي تخاصم مع "حفصة" (أغلب الروايات تقول أنّه طلّقها بعد هذا الخصام) بعد أن شهدته "على سريرها" يطأ ساريته "ماريّة القبطية" .. تلك السارية التي حبلت له بابنه "إبراهيم" .. هو الذي حلف لزوجته أن يتمنّع عن "ماريّة" بعد اليوم .. وهو الذي لم يحتمل فراق "ماريّة" طويلاً فكفّر عن يمينه في اليوم التالي حيث قال تعالى (يا أيّها النبي لمَ تحرّم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم) .. وهو الذي ابتلعه شبقه الجنسي .. فاختلى "بصفيّة بنت حي بن الأخطب" بعد سويعات من قتله لأبيها وأخوتها .. ليقشعرّ بدن "أبو أيّوب الأنصاري" من تهوّر محمّد ويمضي الليلة يدور حول "عشّ الزوجيّة" قلقاً عليه منها .. هو الذي تزوّج بنت "التسع سنوات" .. وسعد بأنّ زوجته الكهلة "سودة" تنازلت بليلتها المخصصة (في جدولة تناوبه على زوجاته) للثيب .. إلخ .. إلخ .. إلخ ..

حياة محمّد كانت "شبقيّة" بكل ما تحويه هذه الكلمة من معنى .. حتّى أنّ أي محاولة لإجراء دراسة نفسية لمحمّد ستتطرّق لهذا الجانب من حياته .. أوّل ما تتطرّق .. لذا لست أفهم تماماً كيف أنّ التيّار الديني اليوم يصوّره بعفاف "مريم العذراء" .. وقد وصل به الأمر إلى حشر السياسة بـ"قضيب" محمّد .. و ترويج فكرة أنّ تعدد زوجاته لم يكن إلا لأسباب سياسية محضة .. لنفع الإسلام والمسلمين .. ولست أرى في زيجة واحدة من زيجاته ما يؤيّد ذلك .. (جميع من تزوّجهم بعد بدء الدعوة كانوا إما من أتباعه بالأصل .. أو ممن "اصطفاهنّ" من الغنائم بعد الغزوات) ..

أليس الرواة وكتّاب السيرة من بعده .. هم من أشبعوا حياة محمّد "الجنسية" تمحيصاً .. وهم الذين نشروا كتبهم في ظلّ دولة يفترض أنّها "إسلاميّة" .. وأتّبعوا مقاييسهم "الفقهيّة" الإسلاميّة في جمع الروايات وتصويبها ومناقشتها .. وهم ذاتهم "سلفكم" الصالح .. !!
أولم تروِ "عائشة" (هذه الشخصية المقدّسة) عن حياة الرسول الجنسيّة وانهماكه بحلّ خلافاته الزوجيّة ما روت .. !! .. أولم ينكبب القرآن في جزء لا بأس منه يحرّم ويحلّل للرسول في أطر الجنس والزواج .. حتّى أنّ عائشة تذمّرت مرّة و"بجّتها" : إني أرى ربّك يسارع في هواك .. !!

المجتمعات الإسلامية اليوم .. تعاني من ردّة "جنسية" غير مسبوقة حتّى في حياة محمّد .. فهو الذي كان يجمع المسلمين حوله ليشهدوا كيف يسابق "عائشة" على الخيل .. وهو الذي ما فتئ يستقبل الزوّار في بيوت زوجاته ذات "الغرفة" الواحدة ..
وهم الذين جعلوا اليوم من "صوتها" عورة .. ومن كشف أصابع يديها جريمة شرف .. !!

يبدو أنّ التشريعات الإسلاميّة التقليدية تعاني اليوم من مشاكل عدّة .. فبغض النظر عن تعارضها الفج مع المفاهيم "الحقوقيّة" لعصرنا هذا (وهذا أمر طبيعي إن قبلنا أن نتناول القرآن كوثيقة "تاريخية") .. يظهر أنّها (التشريعات الإسلاميّة) لم تعد تمتلك القدرة "العمليّة" للمحافظة على أطر العلاقات والمفاهيم الاجتماعيّة التي كانت سائدة عند السلف الصالح .. وذلك لصعوبات مختلفة تقف في وجهها .. مما أثّر سلباً على البنية الاجتماعية التي تضيع بين "مطرقة الدين" و"سندان ظروف اليوم" .. وأخيراً فإنّ الطابع الشبقي الذي لم يعد يتلقّى إشباعاً نتيجة هذه الظروف .. ارتدّ ليتحوّل إلى عصاب "الجسد" .. فوبيا "الجسد" .. "بارانويا" الجسد .. لا يشبه أبداً نظرة "محمّد" و"عصر محمّد" الأكثر انفتاحاً .. وإقبالاً ..
لدرجة أنّ ما كان يفعله محمّد أمام مرأى الصحابة .. أمسى الحديث .. مجرّد الحديث عنه .. من المحرّمات اليوم ..
ولدرجة أنّ الاشتهادات الفقهية اليوم وصلت لتقيّد عري الزوجة مع زوجها .. وهو الذي كان يتفحّص وجود "جبريل" في حجر "خديجة" .. !!

أولا يحقّ لنا بعد ذلك .. أن نتساءل .. عن موضع "سلفيّة" اليوم من "السلفيّة" .. !!

حينما قرأت الخبر .. تذكّرت قول "صديقتي" لي في إحدى المرّات .. وهي تحدّثني عن نظرتها "البريئة" لي أنا المغترب : لو "تفرعن" محمّد إن كان مكانك .. قد أتوقّع منك أن تتفرعن ..

قدّرت لها نظرتها التي تلبسني ثوب "العفاف" حينها .. لكنّني بعد قراءتي لهذا الخبر .. أحسست شيئاً ما "كاد" ينتفش من تحت "سروالي" .. انتشاءً بهذا التشبيه ..

ملاحظة .. يمنع "لي" الموضوع إلى مجرى طائفي :icon26:

خوليو

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	"هي دي مصر ياعبلة "	طيف	8	2,720	03-06-2011, 09:37 PM آخر رد: طيف
	الخروج من الجسد علميا ربما صحيحا	مؤمن مصلح	21	4,271	11-11-2010, 06:54 PM آخر رد: مسلم
	ماهو مضمون مفهوم " الحضارة"؟	طريف سردست	15	8,113	06-30-2009, 03:51 AM آخر رد: tornado
	ومازالت مصر بالمقدمة : أوباما يختار "عالماً مصرياً بارزاً" ضمن مجلسه الاستشاري	ابن نجد	63	14,344	05-13-2009, 08:21 PM آخر رد: السلام الروحي
	اهتمام أمريكي بتعيين "أوباما السعودي" إماماً للحرم المكي	ابن نجد	13	4,260	05-05-2009, 05:54 PM آخر رد: السلام الروحي