لا أعتقد أنّ أحداً ممن ناقش هنا وتحدّث عن "ذكوريّة الله" .. ينتظر أن يتبرهن الأمر بجسّ "القضيب" .. أو بتحليل DNA !!
بل إنّ المجازات اللغويّة والتحيّز الإلهي الذكوري في تشريعاته .. يكفينا لنتحدّث عن "ذكوريّة" الله ..
أذكر أنّ أقدم تساؤل ميتافيزيقي خطر ببالي "حينما كنت بالمرحلة الإبتدائيّة" وقد أردفت أسأله لأستاذي "الديانة" .. هو : لماذا الله ذكر .. !!
وقد أقنعني يومها أنّه ليس بذكر .. ولا بأنثى .. وليس كمثله شيء ..

لكنني حينما قرأت القرآن .. والحديث .. وتاريخ حياة الرسول .. ومثولوجيا الأديان قبله .. تيقّنت أكثر فأكثر من ذكوريّة الله .. ربّما لأنّ العصر الذي اخترعوا فيه هذا الله كان ذكورياً .. وكانت الآلهة الأنثويّة وكلّ "التماثيل العشتاريّة" قد انقرضت وتحوّلت إلى "حوريّات" للمتاع ..

الله في الأساطير الإسلاميّة لم يتحدّث عن "جنسه" .. ولم يكن له أساطير جنسانيّة تؤكّد ذكورته أو أنوثته .. لكنّه "الفاعل" الذي لا يكون "مفعولاً به" .. الموجب المؤثّر لا الكامن السالب .. الشامخ العمودي .. لا المستوي الافقي .. ربّ المنزل الذي يثيب ويعاقب .. لا ربّة المنزل التابعة والخاضعة .. القائد صاحب الموقف الذكوري (كما يقود الرجل مسرى بوله) .. الذي لا ينقاد يوماً ليكون بموقف أنثوي (كما الأنثى يوجهها بولها) .. القضيب .. لا الفرج ..

بينما صفات الآلهة السابقة تتنوّع وتختلف .. وتكون أقلّ حزماً لتتراوح بين الذكورة والأنوثة .. عدا الأساطير الجنسانية الواضحة التي يخلو منها الدين الإسلامي ..

استقاط صفات الله .. على طبيعة العلائق الجنسية التاريخيّة .. وبالذات في حقبة الرسول .. تبدو ذكوريّة الله جليّة ..

لذا .. فالله ذكر .. رغم إنّي لست متأكداً من امتلاكه "للقضيب" ..

خوليو