الغالية bassant:

أسرار الكنيسة لم تكن في الأصل 7 أسرار (ولا سبع طبقات وأستك) ولكن كنت أكبر بكثير وتم اختصارها وأخيراً وصلت وصفيت على 7 أسرار وبس. رجاء أن تراجعي صحة ما أقول في كتاب للأب متى المسكين بعنوان "حياة الصلاة الأرثوذكسية" وهو يتناول هذه الناحية من زاوية التاريخ كمؤرخ قدير. مثل هذه الأمور ندرسها دراسة تاريخية واعية ولا نصدق كل شيء بسهولة.. لا اعتراض على الأسرار بالمرة ولكن لابد أن نكون فاهمين ماذا يحدث في الأصل من وجهة نظر تاريخية.

صحيح أن الكنيسة الإنجيلية ليست فيها "أسرار" بالمفهوم الكنسي لأنها تأثرت بعلمانية أوروبا وأخذت بروح الإيمان لا بكهنوتيته وطقوسيته. المسيح قال: الله روح والساجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا. لكن يا bassant الإنسان يميل بطبعه للتعقيد ويعمل على السر مليون سر وعلى العقيدة مليون عقيدة. المسألة بسيطة: الله روح والساجدون له بالروح يسجدون. والمسيح أيضا قال: متى صليت اذهب إلى غرفتك واغلق بابك وصلّ لأبيك الذي في الخفاء. هذا هو جوهر الروحانية الحقيقية. الأمر، من وجهة نظري، ليس بحاجة لتعقيد، وأسرار وألغاز وكل هذا الكلام.

نقطة أخرى يا غاليتنا وأقولها لك بصفتي الدارس لا المؤمن: موضوع الأسرار أصله موجود في الأديان الإغريقية. راجعي أي موسوعة أديان محترمة على النت مثل عمل مرسيا إلياد الجبار Encyclopedia of Religion وإقرأي أي مقالة تحت عبارة Mystery. ماهي فكرة الـ ميستري أي السر في الأديان القديمة؟ وهل من المحتمل أن تكون قد انتقلت إلى المسيحية؟ والجواب هو قطعاً نعم و A big YES.

لذلك، لا داعي للدوجمائية والجمود العقائدي والكلام وكأن فلان وحده يحتكر الحقيقة ولكن الدعوة هو يا غاليتنا إلى أن نذكر الحوار الذي دار بين وكيع والإمام الشافعي حينما قال:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي * * * فأرشـــدني إلى ترك المعاصي. وقال اعلم بأن العلم نـــور * * * ونــور الله لا يهـدى لعـاصي.

لا داعي للجمود وإنما لتنطلق أفاقنا ونحاول فهم الآخرين ولا ننظر للعالم كله من زاوية واحدة ووحيدة فقط بل يصبح لدينا بعد مركب complex في النظر للأمور. رجاء أن تقرأي كتابات مرسيا إلياد وتطالعي موسوعته وهي عندي إذا تريديها. هو احنا مثلا عندنا كام بسنت؟ هي واحدة وبس!