عزيزي ثاندر
عندما كان المد القومي و الخيار المقاوم له الكلمة العليا في الشرق ما كنا نسمع لهؤلاء خبر هنا . فالمغرب بكل قواه الحية الشعبية كان مع القضايا العربية قلبا و قالبا ، لكن للاسف عندما هل علينا زمن الجزر والعدوان الثلاثيني و سلام الشجعان و الاردن أولا و القدافي الافريقي انتعش الفاشيست و طبعا وجدوا في قوى الاستعمار السابق الفرنسيين والاسبان خير محتضن و ممول للمؤتمرات و ناقل لصوت حقوق الشعوب الاصيلة الى المنتظمات الدولية .
قبل سنوات كانوا يعتبرون تيارا في تنظيمات اليسار الماركسي ذوارضية ثقافية اساسا لينتقلوا نقلة ايديولوجية نوعية الى النيوليبرالية على النموذج الذي يسوقه كتبة المارينز العرب و منظروا تقسيم العراق و الشرق الاوسط الى درجة ان اصبح طلبة اليسار الماركسي رفاق الامس هم اعداؤهم في الساحة الجامعية حيث اغتالوا في السنة الدراسية الماضية طلبة يساريين ناشطين في كل من موقع جامعة الرشيدية و موقع جامعة مكناس .

بالنسبة لمشكل الصحراء ، يا عزيزي الصحراء تاريخيا هي ارض مغربية ، والمغرب قبل الاحتلال الفرنسي الاسباني كان يمتد حتى السينغال لولا ان فرنسا عقابا لمحمد الخامس على دعم الثورة الجزائرية اقتطعت موريطانيا ومنحتها الاستقلال ثلاث سنوات قبل استقلال الجزائر .
المشكلة يا عزيزي انه بعد ان حكمت محكمة العدل الدولية بوجود روابط بيعة للملوك العلويين مع سكان الصحراء ( بالمناسبة عدد من يحق لهم التصويت اي الصحراويون الحقيقيون لا يتجاوزون ستين الف شخص) نظم الحسن الثاني مسيرة شعبية ناجحة نحو الصحراء انتهت بتوقيع اتفاق تسليمها بين المغرب و اسبانيا مما اثار حنق عدوه اللذوذ هواري بومدين حاكم الجزائر الذي سلح لاجئين ماركسيين ( في منتصف السبعينات عرف المغرب حملة على الناشطين الماركسيين انتهت باعتقال جل منتسبي مجموعات إلى الامام و 23 مارس و الماويون بينما فر البقية الى المنافي القريبة في اسبانيا و الجزائر و فرنسا ) من اصول صحراوية على رأسهم مغربي هو محمود عبد العزيز المراكشي المولد ليطردوا المغرب من الصحراء و يقيموا نظاما جمهوريا سمي بالجمهورية العربية الصحراوية . الحرب توقفت نهاية الثمانينات و المغرب يسيطر عمليا على كل الصحراء و امكانية اشتعال الحرب ثانية صعبة التحقيق رغم تهديدات البوليزاريو لان الجيش احاطها بجدار امني ملغم يمتد على الاف الكلمترات .
الناس في الصحراء كما قلت لك عددهم محدود جدا و اغلبهم الان هم من اصول مغربية موظفون و عمال و صيادون و هم عمليا يعتبرون مواظنين من الدرجة الاولى حيث يستفيدون من المساعدات المالية السخية من الدولة و لا يعانون البطالة مطلقا بل اغلب شبابهم موظفون اشباح في ادارات مغربية بعيدة لا يلتحقون بها مطلقا و تصلهم الرواتب الى حيث هم . و المواد الغذائية في الصحراء سعرها نصف سعرها في باقي المغرب بسبب الدعم السخي كما ان الاجور مضاعفة لاعتماد مبدأ double solde هناك .
يعني لو قادك حظك العثر الى ان تقف مع صحراوي امام القضاء فثق يا عزيزي ان حقك ضائع ياولدي ، و هذه الايام نقرأ في الصحف عن نواب برلمانيون صحراويين يصفعون رجال درك او شرطة لانهم لم يتعرفوا عليهم و اهانوهم بطلب رخص السياقة او الهوية.
هذا هو تكتيك ادريس البصري لضمان السلم الاجتماعي في الصحراء و شراء الولاء و هو لازال مستمرا لحد الان وسط فرحة الصحراويين بتجارة الابتزاز السياسي .