غادة عبد الرازق: قبلت دور الفتاة الشاذة جنسيا في حين ميسرة رغم أن الممثلات يخشين تمثيله
لأن هذه الشخصية موجودة في الواقع ولا يجب أن نغمض عنها

26/02/2008

القاهرة ـ القدس العربي ـ من عمر صادق: اعترفت الفنانة غادة عبد الرازق بانها كانت مترددة بشأن قبول شخصية الفتاة الشاذة التي قدمته في فيلم حين ميسرة ـ اخراج خالد يوسف.. وأكدت بأنها مقتنعة بالدور بعد ان أقنعها المخرج بضرورة قبوله.. وقالت غادة ان مثل هذه الشخصيات موجودة في المجتمع ومن الظلم ان نغمض العين عليها ولا نطرحها علي الشاشة، ووجهة نظري انه طالما ان هناك كراكترات مهما كانت سيئة فلا بد من القاء الضوء عليها وطرحها للجمهور.
وحول اسباب موافقتها علي دور الشاذة، ورد فعل الجمهور عليها قبل وبعد كان الحوار..

سألتها في البداية: كيف كان ترشيحك لدور الشاذة في حين ميسرة ؟
جاء ترشيحي بالصدفة من خلال جلسة مع المخرج خالد يوسف والاتفاق علي فيلمه الجديد آنذاك، والطريف ان خالد عرض عليّ شخصيتين لأختار واحدة منهما ووافقت علي الثانية وهي الفتاة الشاذة جنسيا ورفضت الأخري.
ولماذا وافقت علي الفتاة الشاذة ورفضت الدور الآخر؟
وافقت علي دور الفتاة الشاذة بعد ان أقنعني المخرج خالد يوسف بأن هذا الدور سوف يمثل لي نقلة فنية كبيرة في مشواري السينمائي بالاضافة الي انني اراه جديدا فلم يعرض علي الشاشة كثيرا والجميع يخشاه او يخشي الاقتراب منه.. اما الدور الآخر الذي رفضته فان سبب الرفض يرجع الي انني سبق ان قدمته وبالتالي لم أشأ ان أقدمه او أكرره مرة اخري.
بعد موافقتك مباشرة.. هل وضعت سيناريو الجمهور تجاه الدور، بمعني كيف سيقبلك في هذا الدور؟
الحقيقة انني وضعت بالفعل سيناريو لهذه الشخصية قبل تقديمها وفور موافقتي علي أدائها وكنت مرعوبة جدا لولا تشجيع المخرج خالد يوسف.
وبعد خروج الدور الي النور.. كيف تلمسين ردود افعاله؟
الحمد لله النتيجة ظهرت ايجابية لأن الجمهور عنده وعي وادراك ويعلم اننا كفنانين نجسد هذه الادوار علي الشاشة اي ان حياتنا الشخصية تختلف بالتأكيد عن أدوارنا الفنية التي نجسدها فيها علي الشاشة.
معظم الفنانين يخشون تجسيد الادوار الشاذة علي الشاشة.. هل تعتقدين ان نجاح مثل هذه الادوار يتيح للفنانين الذين يجسدونها نقلة فنية اكبر؟
اعتقد انها بالفعل تتيح نقلات افضل بدليل ان الفنان خالد الصاوي عندما قدم شخصية الشاب الشاذ في فيلم عمارة يعقوبيان .. فالدور بالفعل نقل خالد نقلة كبيرة وأصبح اسما مطلوبا في عالم السينما ويتكالب عليه المخرجون والمنتجون.. ووجهة نظري ان مثل هذه الشخصيات قد تصنع نجومية فنان وقد تكون نقلة جريئة وخطوة اكبر في عالم النجومية الحقيقية.
تقولين ان عالم الشواذ موجود في المجتمع.. فهل قابلت مثل هذه النماذج قبل موافقتك علي التصوير؟
لم أقابل.. ولكن من خلال مشاهدات وقراءات تعرفت اكثر علي هذا العالم المليء بالاسرار والألغاز.
البطولة المطلقة ما زالت غائبة عنك فما السبب؟
بصراحة البطولة المطلقة لا تهمني ولا تشغل بالي فأنا أقدم ما يروق لي وما أحب ان أقدمه علي الشاشة وهذه نعمة من الله ان تقدم أدوارا برضاك وبعيدا عن ضغوط المنتجين والمخرجين.
لكن توقفت اول بطولة مطلقة لك في فيلم كاشي مع الفنان اللبناني عاصي الحلاني فما السبب؟
توقف التصوير في البداية بسبب رحيل والدة عاصي وفي الوقت الذي من المفترض ان نبدأ فيه التصوير انشغل كلانا بأعماله الجديدة ونحن حاليا في انتظار ترتيب موعد جديد لبدء التصوير.
لماذا لم يلق مسلسل أولاد الليل النجاح رغم مشاركة نجم سورية جمال سليمان؟
المسلسل لم ينجح: كلام تجابهه الحقيقة لأن هذا العمل لم يلق حظه من العرض اذ عرض في وقت لم يتابعه كل الجمهور وأتصور انه في حالة نيله حظه من العرض ويشاهده الجمهور فسوف تعاد له اسباب تفوقه خاصة انه عمل بذلنا جميعا فيه جهدا مضاعفا.. اما جمال سليمان فنجم كبير واقنعنا بادائه الساحر عندما قدم مسلسل حدائق الشيطان في رمضان منذ عامين وبسبب هذا المسلسل فرحت جدا بأنني سأمثل معه في أولاد الليل .
هل صحيح ان التلفزيون يحرق نجوم السينما؟
لا أعتقد بصحة هذا الاعتقاد او من يروجون له.. لأن التلفزيون يساهم في النجومية وليس في الحرق..
هل تعتقدين ان الشاشة الصغيرة يمكن ان تحرقك في حالة لجوئك للسينما مثلا؟
لا أعتقد ذلك لسبب بسيط انني لم أمثل كثيرا للتلفزيون.. انا عدت للشاشة الصغيرة في مسلسل أولاد الليل بعد غياب ثلاث سنوات عن آخر أعمالي فيه وهو مسلسل محمود المصري بطولة النجم محمود عبد العزيز وبالتالي انا بعيدة عن عملية الحرق او غيرها.
هل تعاني الساحة المصرية من غزو كاسح من الدراما السورية كما يشاع في الآونة الاخيرة؟
نحن لسنا في حالة صراع مع الدراما السورية ولكن هناك حالة تنافس مشروعة بين الاثنين نعم ـ لا بد ان نجعلها في خانة التنافس وليس في خانة الصراع لأننا بالفعل لسنا في حالة حرب وصراع ولكن في حالة السباق نحو تقديم دراما عربية متطورة ومنظمة وهذا هو الاهم.
لك تجربة يتيمة بالاذاعة في العام الماضي.. كيف تقيمينها؟
هي تجربة كانت جديدة عليّ لأنني لم أقدم اي اعمال اذاعية قبلها وأعترف بأنها كانت صعبة لأن السينما او التلفزيون يمكن ان تقيم او تعرف ابعاد دورك وهل وفقت او فشلت من خلال عرض الادوار علي جهاز المونتير، اما الاذاعة فلا تستطيع ان تعرف مدي اجادتك من عدمه ولذلك كنت استشير من حولي عن ادائي وهل نجحت ام فشلت والحمد لله كانت اجابتهم بان الله وفقني فيها.
شهرتك جاءت من خلال التلفزيون رغم ان بدايتك مسرحية.. كيف حدث هذا؟
بالفعل انا شهرتي الحقيقية جاءت من خلال مسلسل عائلة الحاج متولي بطولة النجم نور الشريف حيث كنت واحدة من زوجاته في هذا العمل وسر نجاحي ان هذا المسلسل شاهدته ملايين العيون في الداخل والخارج وكان يتابعه الجمهور بشغف شديد.. اما شهرتي فالمفروض انها تأتي من خلال المسرح عندما قدمت مسرحية نخلتين في العلالي اخراج عبد الرحمن الشافعي في مسرح البالون منذ اكثر من سبع سنوات الا ان حظي كان مع التلفزيون.
البعض ينسب نجاحك الي زوجك المنتج وليد التابعي الذي سبق ان انتج لك فيلم 90 دقيقة بطولة جماعية، سامو زين وزينة وغادة عبد الرازق.. فهل صحيح انك تعملين بفلوس زوجك؟
غير صحيح.. والا كنت ستراني في أفلام كثيرة غير 90 دقيقة .. انا فقط شاركت في هذا الفيلم ولم أقدم اي أفلام اخري بفلوس زوجي.. ما زلت اعمل بالدفع الذاتي وعن طريق اقتناع المنتجين والمخرجين بمواهبي الفنية كما حدث مع آخر أفلامي حين ميسرة عندما اقتنع خالد يوسف واسند اليّ دور الفتاة الشاذة.
بعد نجاحك في حين ميسرة ما هي أحدث أفلامك وما هي القضية التي يتناولها؟
أصور حاليا فيلم 1: صفر اخراج كاملة ابو ذكري وهو بطولة نسائية ويناقش قضايا عديدة للمرأة لهذا انا سعيدة لمشاركتي فيه.
أبرز ما شدك فيه؟
ان الورق جيد ويخاطب المرأة.
هل ما زلت راضية علي وضعك علي خريطة الفن؟
قياسا الي الاعمال الفنية التي قدمتها خلال عشر سنوات فأنا راضية جدا واستطعت خلال هذه الفترة ان ألعب في مناطق عديدة وأتقمص أدوارا متباينة وأغير جلدي ولا أكرر نفسي فأنا مثلا لم أكرر دورا مرتين وأرفض ان ألعب شخصية سبق ان قدمتها حتي لا يمل الناس مني.. ودوري في حين ميسرة يؤكد انني ما زلت متمردة علي القوالب التي تحكم الفنان والتي تكبله بأدوار معينة وانا كسرت هذا الحاجز بنفسي من أجل تطوير ادائي.