فتح مقبلة على تفكك سياسي كبير..


26 - 02 - 2008
--------------------------------------------------------------------------------


عمان – فراس برس: أكد كاتب وإعلامي فلسطيني، أن حركة 'فتح' التي تتجه لعقد مؤتمرها العام السادس، مقبلة على مرحلة تفكك سياسي كبير لأنها فشلت في إنجاز ما وعدت به جماهيرها في مراحلها السياسية المختلفة، واستبعد أن يتمكن قادتها من تجاوز خلافاتهم في المؤتمر العام السادس الذي يجري الإعداد له على قدم وساق.

وأشار الإعلامي الفلسطيني بلال الحسن في تصريحات صحفية إلى أن السجال الذي جرى مؤخرا في وسائل الإعلام بين كل من القياديين في 'فتح' محمد دحلان وحكم بلعاوي ليس إلا جزءا يسيرا من خلاف آخذ في التجذر بين مكونات حركة 'فتح' بفعل التحولات السياسية الكبرى التي يجري الإعداد لها في المؤتمر المقبل، وقال: 'أعتقد أن مؤتمر حركة 'فتح' الذي يصر على إنجازه الجميع سينعقد لكنه سيكون محطة لتجذير الخلاف السياسي بين مكونات حركة 'فتح'، على اعتبار أن ما يجري الإعداد له هو تغيير جذري في هوية الحركة، ذلك أن ما تم إعلانه عن برنامج المؤتمر يصب في اتجاه تغيير الهوية للحركة انطلاقا من إلغاء الكفاح المسلح وصولا إلى شروط تأسيس السلطة ومرورا إنهاء كتائب الأقصى وتسريح العاملين فيها'، على حد تعبيره.

واعتبر الحسن أن هذه القضايا تمس جوهر حركة 'فتح'، وقال: 'حركة 'فتح' حركة جماهيرية كبيرة لا يجمع بينها إلا القتال من أجل طرد المستعمر وتحقيق الاستقلال، فلما فشلت في إنجاز هذا الهدف بدأت في السقوط وكانت هزيمتها في الانتخابات التشريعية التي أفرزت حركة 'حماس' ترجمانا على هذا الفشل، ثم جاء بعد فشلها في البقاء في غزة، وذلك لصالح القوى المناهضة ممثلة في حماس والجهاد الإسلامي والتيار الديمقراطي بزعامة مصطفى البرغوثي والتيار الليبرالي الرأسمالي'.

وأكد الحسن أن الفشل السياسي لحركة 'فتح' الذي نجم عنه أيضا فساد اقتصادي يأتي كله في سياق تتجه فيه الحركة إلى تفككها ونهايتها، وقال: 'لقد فشلت 'فتح' في إنجاز حل سياسي مع (إسرائيل) لإقامة الدولة وتحرير الأرض، ففشلت في الانتخابات ودب الفساد في مختلف مكوناتها، وتعمق الخلاف بين أجنحتها ولا سيما بين الجناح الذي يعتبر محمد دحلان أحد قادته وبين التيار العريض الذي يمثل الأغلبية والذي بدأ في الانسلاخ عن الحركة، إما بقوانين جديدة، مثل قانون التقاعد الذي تم إقراره مؤخرا من أنه يحق لكل رجل أمن عمل 15 عاما أو تجاوز 45 سنة بأن يتقاعد، أو من خلال البرنامج السياسي المقترح إجازته في المؤتمر العام السادس والذي يضع اللمسات الأخيرة على تغيير هوية 'فتح' من الأساس'، كما قال.

ورجح الحسن أن يكون المؤتمر العام السادس لحركة 'فتح' مؤتمرا شكليا لإجازة البرنامج الجديد للحركة، وقال: 'لا أعتقد أن مؤتمر حركة 'فتح' سيكون له أي أثر إيجابي سواء لجهة توحيد الحركة وتجاوز خلافاتها، أو لجهة إعادة وهجها الأول كقائدة للنضال الفلسطيني، وسيكون المؤتمر مناسبة لتعميق الخلافات وتثبيت أغلبية موالية للرئيس محمود عباس لتمرير برنامجه السياسي الذي لا يؤمن لا بالعمل المسلح ولا بحركة 'فتح' أصلا، وسيكون سلام فياض أحد أبرز العاملين على إنجاز هذه المهمة، وككل الأحزاب والحركات الكبرى فإن نهايتها السياسية تأخذ وقتا، تماما مثلما كان أمر حزب الوفد المصري الذي أخذ من 1938 حتى عام 1952 وهو في طريق انهيار حتى وصل مرحلة من الضعف مكنت عبد الناصر من تسلم السلطة، هذا هو ذات المسار الذي تسلكه حركة 'فتح' في المرحلة الراهنة'، على حد تعبيره.