(f)

عزيزتي أمان

يروق لي أن تكوني سريعة في الإجابة وبتلك اللهفة الجميلة

ربما لم تسنح الظروف لأن تكون ردودنا سريعة لظروف خارجة عن إرادتنا
لكني سعيد حقيقة أن نقف زمنياً على مستوى واحد وأن نتواصل

:Asmurf:

سأكون في دمشق في بداية الشهر الرابع
وسأحمل من صعيدي المترع بالقصص الفرحة

روايات
عن الخط
وتفيدة
وهريدي
وشيخ الغفر
وأبويا العمدة

عن حب لم يكتمل
ولن يكتمل

عن قارب صغير
يركبه صيادان
ونخلة باسقة الطول


عن جبل موحش تقطنه الديابة
عن غور
يسكنها الفارون

عن سنابل القمح الصفراء
عن نبتات القطن ورؤوسها البيضاء

عن كل الفواكه الطيبة

وبالمقابل أمان
أنا مشتاق لتفاح الشام
لأجاصها وعنبها
إلى اللاحات الوردية التي لوحتها الشمس
إلى شكل الغيم الذي يزين السماء

مشتاق لأن ألقاكي وجهاً بوجه
لتتحدثي لي عن يوم غياب طويل يجب أن ينقطع

أن اساعدك أنا جرمانيوس الفقير
بجمع الأحبة وتبادل كلمات العتاب

لقد قلت لك يوماً
أني أشتاق للهفة اللقاء بعد طول الغياب

وأحس
أن لقاءاً آخر ينتظر
شعلة تكاد لا ترى

لكنها سرعان ما ستتحول إلى دفء عارم يسكن الروح

نعم أمان أنا جاد بزيارتي
وربما يرتب عليك التزاماً وعدت بتحقيقه
هو ان ادخل بيتكم العامر وألقاك تزينين ركناً وتضيفين ضياءاً

وأن تجمعيني بصديقة
رشيقة القوام والقد
تفتن جرمانيوس من أول نظرة

لنجلس في ضيافتك في دفء تحدثتي لنا عنه
ولمسناه يتطاير مع الأحرف

نعم
أشعر بأن هناك ستكون شعلة

وستكونين مع القادم من الغياب
حيث يخرج من بين الجدران
كما الأساطير وسيرة بني هلال

عزيزتي
نحن على موعد
فالدنيا لم تكن صغيرة كما هي اليوم

وأحن إلى سطورك الأولى التي فجرت لدي ينابيع التفاني والإخلاص

أشعر وأن شيئاً كبيراً سيحدث
شيئاً لم يسبق له مثيل
أقوى وقعاً
وأشد فعلاً
من كل تأثير مر

ومهما تحدثت لك عن ولعي بالطعام
يبقى ولعي الأزلي هو للحظة دافئة

لدمعة تترقرق فوق جفون الأحبة

كثيرة هي الأفلام التي ابكتني
أنا جرمانيوس الصعيدي السمين
جميع الصعايدة تبرؤوا مني

لم يعتادوا رجلاً ضخماً يهابه المارة
أن يخشع أمام لقطة سينمائياً مدمع العينين

لكني كذلك
بكل ما في من تناقضات
غريب حتى في بيتي بين أبوي وأمي وأخوتي

لذلك أتوق للهرب بعيداً
للسفر والترحال

مع أسراب الطيور المهاجرة كل سنة
أضع رحالي
وأحلق
علني ومن السماء
أتعرف أكثر
على مئات الصور والحكايا

عزيزتي
ربما أطلت عليك
وتحدثت كثيراً
فهل تنتظريني لتفي بوعدك
ونجلس على صفرة واحدة وقد استبدلت الجرس المعدني
بقطعة موسيقية
تطرز كلماتك بذوق رفيع
لتبدو وكأنها قصيدة أو أغنية لفيروز

إنتظريني
سأتي مع طيور السنونو
مع طيور اللقلق الأبيض بعد أن حطت في الفيوم وارتاحت
لتأتي إلى دياركم ، ويكون لها محطة

عل المحطة تضيف إلى تلك الصور
صورة أخاذا أرتاح لدى تأملها ويطيب لي المقام

مشكورة أنت
مشكورة أنت يا أمان

جرمانيوس
والأجر على الله

(f)