ردًا على فتوى رئيس جمعية أنصار السنة بدمنهور.. خبراء وعلماء: ليس هناك نص يبيح توريث السلطة في الإسلام وواقعة "يزيد" ليست سندًا

أثار الشيخ محمود لطفي عامر، رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية بدمنهور، جدلا واسعا بفتواه التي تبيح توريث السلطة في مصر، بعدما قال إن توريث الحكم ليس ببدعة بل هو ما استقر عليه السلف الصالح، فضلا عن خلعه لقب أمير المؤمنين على الرئيس حسني مبارك.
ورفض الدكتور كمال حبيب، الخبير بشئون الجماعات الإسلامية، ما ذهبت إليه الفتوى من جوزا التوريث، مؤكدًا أنه ليس هناك سند شرعي يبيح للحاكم توريث السلطة لنجله من بعده، وجزم بأن الفقهاء كلهم يحرمون ذلك ويمنعونه.
وأضاف أن الصحابة عارضوا ذلك وقاتلوا عندما تحولت الخلافة إلى ملكية على يد معاوية بن أبي سفيان، وطلب البيعة لابنه يزيد، وإن الخلافة تقوم على اختيار المسلمين من يمثلهم "وهذا هو الثابت في السلف الصالح".
ودلل بأسلوب انتقال السلطة في عهد الخلفاء الراشدين، حيث انتقلت الخلافة من أبي بكر الصديق بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ومنه إلى عمر بن الخطاب، وهو ليس من أقاربه، بينما رفض عمر أن يكون ابنه عبد الله "وهو منه هو" أن يخلفه، وجعلها في مجموعة منتقاة من الصحابة تتوافر فيهم الصفات الرئاسية ليختار المسلمون أحدهم.
وقال إنه ليس صحيحا إن التوريث هو ما "استقر عليه السلف"، كما يذهب رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية بدمنهور في فتواه، مشيرا إلى أن الثابت هو أن الصحابة أنكروا على عثمان بن عفان، تقليد أقاربه المناصب الرفيعة مع أنهم أصحاب سياسة. وقال حبيب "الإسلام ليس مع التوريث ولا أي شكل من أشكال الحكم العلمانية".
وأضاف معلقا على توصيفه الرئيس مبارك بـ "أمير المؤمنين"، إن الصيغة السياسية للرئاسة التي ترتكز على أسس علمانية، لا يمكن مقارنتها بحكم "أمير المؤمنين" القائم على أسس إسلامية.
أما المستشار الإعلامي لجماعة "الإخوان المسلمين" الدكتور جمال نصار، فأكد أن لقب أمير المؤمنين أطلق أولا على الخليفة عمر بن الخطاب، وأجاب بدبلوماسية في رده على سؤال بشأن جواز إطلاق الوصف نفسه على الرئيس مبارك، بقوله: إن هذا التشبيه يخص الشيخ وحده.
لكنه لم يخف رأيه بشأن توريث السلطة، مجددا رفض "الإخوان" للتوريث بكافة أشكاله، سياسيا كان أو أبويا، مشددا على أن جماعته معنية بالحريات العامة والممارسة الديمقراطية بشكل سليم.
من ناحيته، أشار الدكتور عبد الحليم عويس أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة إلى أن الإسلام قائم على أساسين: الشورى والعدالة، مشددا على أن التحولات التي شهدتها فترة حكم معاوية كانت لظروف خاصة، لكنها تجوز بـ "الغلبة دون منازعة الحاكم لما فيه من مفاسد ظاهرة".
وقال عويس إن هناك شروطا في المستخلف، وهو أنه يجب أن يكون شخصا صالحا موثوقا في انتمائه لدينه ووطنه، وشخصية جديرة بالمسئولية عن حراسة الدين وسياسة أمة، وأن يكون ذلك برضى الوارث والموروث له والأمة.
وأكد أن هذه قواعد عامة، لا يقصد بها مبارك دون غيره، وقال إن هذا الأمر شرط حتى في العبادة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم، "أيما رجل أمَّ قوما في الصلاة وهم غير راضين عنه، ردت عبادتهم عليهم".

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	فتوى عجيبة لحارث الضاري تدعو النساء المزوجات الى جهاد النكاح !! فتوى عجيبة لحارث الض	Rfik_kamel	8	1,089	06-28-2014, 06:22 AM آخر رد: Rfik_kamel
	وفاة مبارك	فضل	51	8,715	06-20-2012, 07:13 PM آخر رد: نظام الملك
	كتيبة يزيد بن معاوية في الجيش الحر!	فارس اللواء	31	6,294	05-31-2012, 09:12 PM آخر رد: ((الراعي))
	جندي اطلق النار ، ويفكر بالانتحار ويطلب فتوى	طريف سردست	10	2,141	02-28-2012, 11:13 PM آخر رد: طريف سردست
	شيخ سلفي يعلن وجوب الجهاد ضد النظام السوري	فارس اللواء	2	1,342	01-30-2012, 06:21 PM آخر رد: نضال الأمير