Array
سعيد برؤية اسم صديقي الشاعر منذر هنا
ولكني حزين لهذه المناسبة ولسوء الفهم

اني في مقالتك هذه يا عزيزي منذر احسست بالنعوة التي تُندب بها المعارضة السورية واغلبها سجين حاليا وكأن السجن هو القبر الأخير للمثقف او السياسي او ...

في الحقيقة هناك اكثر من اسلوب يمارس عبر المثقفين تجاه المعارضة بكافة اشكالها.. فالعزف مثلا على مقولة ان المعارضة حين تستلم السلطة ستصبح اشد ديكتاتورية من السلطة ..واحد من اساليب هذا الجلد
هذا الكلام يعبر عن نقص خطير و فهم خاطئ و يأس عارم بتاريخ سوريا و احوال الثقافة و الفكر و السياسة فيها
باختصار شديد جدا .. ان تاريخ المعارضة السورية معروف منذ ماقبل الاستقلال حيث كانت الاحزاب السياسية تتواجه و تتصارع فكريا في اوساط الثقافة و الجامعة السورية و حتى تحت قبة البرلمان و هي كانت تضم تحديدا وطنيين من حزب الشعب و رفاق من حزب البعث ومن الاخوان المسلمين ومن الشيوعين واخوة من القوميين السوريين الخ ,,, ولم نجد ان احدا منهم مارس طغيانا و عنفا ولو اقل بمئات المرات عما تمارسه السلطة حاليا ...
فبعد التخوين السلطوي التي تمارسه السلطة واعوانها و الحثالات المرتبطة بها والى درجة اقل يأتي هذا التقليل والتخويف والاتهام بالديكتاتورية و نزع الفاعلية عن المعارضة و الذي يقع به الكثير من اصحاب الرأي و الفكر,, وهو ليس سوى نتيجة للهزيمة الداخلية ممزوجة بالخوف مصطدمة بالدعاية السلطوية بكافة اشكالها...على نمط كلهم في الهوا سوا ويا ربي السترة..
من من الاحزاب السياسية يمكن له ان يكون اشد قهرا من هذه الطغمة البالية التي تحكم سوريا؟؟؟ .. واقول طغمة لانه لا تستاهل ان تسمى حزبا او تيارا او فكرا و لا حتى حركة...
كلا المعارضة السورية لها تاريخها السياسي و لها رجالاتها و مفكريها ومثقفيها الذين يقبعون الآن و في هذه الساعة في السجون في عام دمشق العاصمة الثقافية للعرب وهم مهما بلغ تسلطهم و تنابذهم لايصلوا ولو لنقطة في بحر طغيان و تعسف و شرور الطغمة الحاكمة

وهناك اسلوب اشد جلدا وقهرا من اسلوب التحذير هذا والوصف بالديكتاتورية .. وهو النعي و نثر التراب على قبر المعارضة بمعنى تذكية وتكريس الفشل الذي يصيب كل اشكال المعارضات السياسية في العالم و مزجه من حيث لا يمزج مع افعال السلطة من قمع وسجن وتكميم و ترهيب ,,, وهذا ما رأيته في مقالة منذر المصري الشاعر السوري الجميل الذي نعرفه منذ ازمان.. واتمنى ان يكون فهمي خاطئا .. رغم ان هذا الاحساس الذي وصلني من المقالة مر بي في اكثر من لقاء مع اصدقاء و مثقفين و مفكرين من الداخل السوري لا زالوا على قيد اللاسجن .. واتمنى ان يبقوا بعيدا عنه وبعيدا عن تشاؤمهم القاتل هذا...
ما كتبته هنا ليس دفاعا ابدا عن وجهة نظر اوارفي الذي اختلف معه فيما اختلف بل هو محاولة لتفسير ما قرأته و ما احسسته من هذا الموضوع و التعليقات عليه مع التأكيد والتقدير لما عبر به اوارفي هنا

وارفع قبعتي بدوري احتراما له :yes:

[/quote]


تموز المديني :yes:

:Asmurf: