أنا عزيزي لم أهتم بقضية فلسطين ببيت دافئ، بل تعلمتها من الفلسطينيين ومن الحكيم جورج حبش، أبي كان في الأردن مع كوادر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وكان قبلها معهم في حركة القوميين العرب، وجدي كان يعمل في فلسطين قبل النكبة.
وأبي كان في السجن بسوريا مع جورج حبش ووديع حدام عام 69 وهرب مع من هرب بعد أيلول الأسود من الأردن وللآن ممنوع دخولها إلا بمروره لمخابرات عمان، وكان من كوادر الجبهة والمسؤول السياسي عن ساحة سوريا في الجبهة الشعبية بلبنان طويلاً.
أنا حين سأذهب لفلسطين فلأني أعتبرها بلدي وجزء من أمتي وأعرف أني لن أحس نفسي فيها غريباً، فأمتي ليست سوريا هكذا تعلمت، أمتي عربية، وتعلمتها من الفلسطينيين يا عزيزي. ولا أعتقد بإمكانية حل القضية الفلسطينية بمنأى عن الأمة العربية ولم تكن لتبقى شعلة متوقدة بدون المحيط العربي حولها، لولاه أي لولا هذه العمق العربي لتحولت لمشكلة لاجئين واضمحلت مع الزمن.

خالص تحياتي.

(f)