يا جماعة، بالعقل شوي!
من قال أن الحب مقتصر على المعنى السيء؟ لماذا يصر البعض على أن الحب هو مجرد شهوة وعلاقة حقيرة؟

هل يمكن للشاب أن يحب فتاة محبة تخلو من الشهوة أم أن هذا الاحتمال هو خرافة؟
هل يمكن للطالب أن يحب أستاذه؟
هل يستغرب أحد أن يحب المرء والدته؟
أخته؟
صديقه؟

بالطبع فإن من يفهم الحب على أنه مجرد شهوة جنسية سيستغرب الأسئلة السابقة.
ولكن : للحب أشكال مختلفة يعرفها الجميع ويعيشونها، وينكرونها بدون معرفة حقيقتها.

الحب، هو أي عاطفة طيبة تشدك لأي إنسان.
والعاطفة الطيبة بالتأكيد مختلفة عن الشهوة الجنسية.
والعاطفة الطيبة بالتأكيد يباركها الخالق.
ويبارك الاحتفال بها.

هل يمكن للمرء أن يعترف بفضل إنسان عليه بدون ان يشعر نحوه بنوع من المحبة؟

هذا رجل متزوج، يحب زوجته بإخلاص وهي تبادلها المحبة وبينهما ثقة عمياء. الرجل يرى في جارته إنسانة رائعة بكل معنى الكلمة، فجارته متزوجة وتحب زوجها بإخلاص وزوجها يبادلها المحبة ويثقان بعدم خيانة أحدهما للآخر، وهي أيضاً أم رائعة ربت أولادها تربية صالحة، وكانت مثال الجارة الطيبة الودودة لجميع جيرانها، بالإضافة لكونها امرأة أديبة محتشمة ذات أخلاق رفيعة. ما المانع أن يحبها جميع الناس لأجل هذه الصفات؟ وما المانع أن يقوم جارها بإهدائها وردة في يوم من السنة تم تخصيصه ليعترف المرء فيه بوجود إنسان يمكن أن تحبه لكونه إنساناً؟

في عيد الحب يهدي الحبيبين بعضهما.
في عيد الحب يهدي الأبناء أهاليهم، لأن الأهل محبة.
في عيد الحب تهدي الأخت أخيها، لأن الأخوة محبة.
في عيد الحب يهدي الطلاب أساتذتهم، لأن علاقتهم محبة.
والجار لجيرانه.
والعامل لرب عمله وزملائه.
و ....



ما المانع يا صديقي خالد أن أهديك في عيد الحب وردة افتراضية (f) لأنني أفترض أن هناك محبة تجمع بيننا سببها أخلاقنا المتقاربة؟ وما المانع الديني من أن أحتفل بهكذا محبة؟ يلعن كفرك ... مجرد كتابة هذه الكلمات تجعلني أتأثر بالفعل، سامحك الله. أرجو أن تعيد التفكير بالموضوع من وجهة نظر أخرى، وستجد بالفعل أن احتفالي بعيد الحب لعلاقة كهذه لن يحرمه المولى.

الله محبة
الخير محبة
النور محبة ... :D مع تحيات أم كلثوم


تخطر لي هذه الكلمات لجبران:
المحبة لا تعطي إلا ذاتها
المحبة لا تأخذ إلا من ذاتها
لا تملك المحبة شيئاً، ولا تريد أن أحد يملكها
لأن المحبة مكتفية بالمحبة.
مع تحيات فيروز والأخوين رحباني.

وهذه (f) كاحتفال بمحبة للجميع.