طبعاً أنا ضد هذا الطلب جملة وتفصيلاً
من ناحية المبدأ أولاً لأن العزيز كيمو وضع بكفة طرد "زياد" وبكفة أخرى وجوده معنا، وهذا يعني أننا لا نعني له في هذا النادي أكثر من موقف وسعرنا بسعر أي مكان يدخل فيه فلا يعجبه شيء فيتبرأ من كل من فيه، ولأنه بهذا الموقف يبتز ـ ولو لم يعِ ذلك، كل من يكن له عاطفةً ومودة، رغبةً بأن يقف بجانبه ويحيد رأيه، وكم نحن بحاجة أكثر للآاراء وتناقضاتها وتلاقحها لا سيما بمشروع كنادٍ للحوار. وإلا فماذا يعني مفهوم "نادي الفكر" بحد ذاته.

البعض يقول بأن العرب اتفقوا على ألا يتفقوا، بل "يا ريت"، إن واحدة من أهم أزماتنا العربية هي فقدان ثقافة الديمقراطية والقبول بالآخر المختلف رغم اختلافه، وجل حروبنا سببها أننا لم نتفق على ألا نتفق. فمن أولى أبجديات الديمقراطية هي الاتفاق على الاختلاف وعلى احترام اختلاف الآخر معنا، وعلى القبول بمبدأ المحاورة والجدال ونسبية الحقيقة وعدم إطلاقها. ولكن عندما ندخل بحوار وجدال أياً كان ونحن من البداية للنهاية لا نقبل إلا بصوتنا ورأينا كحقيقة مطلقة يجب أن يقبل بها الجميع وإلا فـ ... فهذه مأساتنا التي ما زلنا لليوم نكابد من تداعياتها. بل وما التقاتل الفلسطيني/الفلسطيني اليوم في غزة إلا أحد تجلياتها.

من ناحية أخرى، أنا أخالف "أبي إبراهيم" الرأي تماماً، ولا أرى بقرار طرد "زياد" إلا موقفاً سياسياً من الإدارة لو اختارته وكان التصويت لصالحه. لأن هذه الإدارة قبلت بوجود "زياد" كممثل لـ"وزارة الخارجية الأمريكية" لا بل وعقدت لقاءاً معه، هذا يعني أنها لم ترَ مشروعية لطرده من خلال وثيقتها، ولم يقم أحد بالاعتراض على وجوده بيننا وبتأصيل طلب الطرد قانونياً، فلن يكون من معنى لطرده غير الأدلجة والتسييس، الذي رفضت الإدارة يوماً الرضوخ له رغم كل الضغوطات في تاريخ النادي الذي ينيف عن ثمانية أعوام.

أخيراً أتمنى أن يصل صوتي لكيمو، من أعماق قلبي وبكل جوارحي طالباً منه، ليس ألا يعترض ويطالب ويغضب، ولكن ألا يربط بين وجوده بيننا وبين ما يطالب به، فوالله ليس هكذا عهدناك تنكر الصداقة والمودة لموقف ورأي، مهما كان غالياً عليك، لأنه مجرد موقف، بينما من يحبك هنا من شحم ولحم ودم وصار بيننا "عشرة وملح وخبز" ولو كان سيبيرياً.

محبتي
طارق
:redrose: