Array
عزيزي كمبيوترجي..هدي اعصابك يا زلمه.

اذا كنت بدك تنسحب من كل مكان توجد فيه امريكا ووزارة خارجيتها فلن تجد موطيء قدم لك على هذا الكوكب

ولا حتى الكواكب المجاورة للاسف...

روق واستهدي بالله (f)
[/quote]
هلا صديقي عاصي(f)

على أرض الواقع لن أفعلها لأنني أعي تماما ما تقصده، ولأنني لا أمتلك الحرية لقول كلمة، فما بالك بالإتيان بفعل؟

هنا، عندي هامش الحرية التي منحني إياها نادي الفكر العربي كما جميع أعضاءه هنا، ثلاثُ سنوات قضيتهنّ أستمتعُ بهذه الحرية لأقول ما أريد كيفما شئت ضمن حدود تفوق تلك الحدود الموضوعة على أرض الواقع.

الآن ما عدتُ أنتمي إلى هذا النادي، ما عدتُ أنتمي إلى هذا المكان. كنتُ أظن أنني هربتُ من سياسات حكوماتنا العربية التي تضعُ يدها في يد قاتلينا وتكتفي بالشجب والإستنكار، ومؤخرا لم يعد هناك حتى كلمة "نشجب" أو "نستنكر"!!!!! ... الآن أنظر إلى نادي الفكر العربي لأجد نفسي أنضوي تحت مظلة حكومة عربية أخرى، الحكومة العربية رقم 22 ...

تفضّلي يا وزارة الخارجية الأمريكية واقتلي كل أبناءنا في فلسطين والعراق (والدور القادم على لبنان وسوريا وهلمّ جرى) وتعالي هنا ل"تجبري بخاطرنا" بكام كلمة جرايد ... ومن بعد إذنك، لو سمحتي طبعا، نريد أن تسمحي لنا بفتح موضوع نشجب ونستنكر فيه "العنف" الزائد، يعني لو تقتلون أبناءنا بهدوء أكبر ودون لفت الإنتباه والله يكون ألطف بدل أن نضطر إلى المُجاملة بوردة ذابلة أو بآية من القرآن أو اقتباس من الإنجيل، أو بكلمة لللنين أو ماركس....

توفّي جدي رحمه الله مطلع التسعينيات من القرن الماضي ... كنت لا أزال في السابعة من العمر، وأذكرُ آخر ليلة له على هذه البسيطة عندما كان جالسا على كرسيه، وفجأة بدأ يلبس حذاءه ويصرخ باتجاه المطبخ قائلا "إستنيني يا إم كاسم" (جدّتي التي توفيت قبله بسنة) ... "إستنيني يا إم كاسم، أنا جاي معك على حيفا" ليجهش بالبُكاء بعدها عندما استيقظ من سكرة الموت الأخيرة ليدرك أن حيفا بعيدة كل البعد وأن الموت أقرب، لينام على فراش الغربة بعد أن اغترب ما يزيد على الأربعين سنة وهو يؤمّل النفس كل يومٍ بأنه سيعود إلى حيفا.

والدي سيموت قبل أن تدوس قدماه تراب فلسطين مرة أخرى ... وأمي كذلك ... ويعلم الله إن كنتُ سأرى فلسطين يوما ما، ليس عندي منها إلا ورقةُ تينٍ تم تهريبها -حرفيا- لي من الخليل، حتى حفنة تُرابٍ لم يرضى الإسرائيليون لها أن تصلني!!!!

والآن، أنا ها هنا في مكان واحد مع وزارة الخارجية الأمريكية أطلب منها أن تُحاورني وتشرح لي كيف أنني إرهابي ولا حق لي بتراب وطني، ولا دخل لي بدماء أهلي التي تُراق ... حتى بعضُ الحيوانات تحظى بحماية أكبر بكثير مما حظي به شعبُنا!!!!

لستُ أنتمي هنا، ولا أريدُ هذا الإنتماء بعد اليوم طالما اسم "وزارة الخارجية الأمريكية" باقٍ ... وأظن أن أغلبية الزملاء الكرام هنا يُفضّلون الحوار مع قاتلهم.

أديروا له خدّكم لعلّه ملّ من صفع الخد الأول، أديروا لهُ خدّكم الآخر بلكي رجع ومنّ عليكم بمداخلة جديدة:rose: