{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الاضطـرابـات النّفسـجنسيّـة .... مقاربـة تصنيفيـة حديثــة
لايبنتز غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 409
الانضمام: Jun 2007
مشاركة: #2
الاضطـرابـات النّفسـجنسيّـة .... مقاربـة تصنيفيـة حديثــة



II-الاضطرابـات الجنسيّـــة : Troubles de la sexualité



إنّ جلّ تصنيفات الاضطرابات النّفسجنسيّة تحوي في ذاتها مفهوم السّواء، و بقدر ما تعتمد هذه السّوائيّة على الأخلاقيّات و القيم أو على السّواء الحيوي (البيولوجي) " normalité biologique" بقدر ما تكون حدودها واضحة بيّنة ، خلافا لهذا فإنّنا بقدر ما نبتعد من الحيوي و الثّقافي بقدر ما تتوسّع حدود السّوائيّة " La normalité" إلى درجة تداخل مع اللاّسوائيّة " anormalité L' " . و في هذا الإطار نستحضر المفهوم الضيّق للسّوائيّة الجنسيّة لكلّ من كرافت إيبنغ (Krafft. Ebing/1882) و رناي قييون (René- Gayon/1948) ففي حين يختزل أن الأوّل السّوائيّة في العلاقة الإيلاجية "Relation coïtale" نجد الثّاني يدافع عن الممارسات الجنسيّة الشّرعيّة و يحصر الشّذوذ ( اللاّسوائيّة الجنسيّة ) في الممارسات المنافية للحياء، و يبيّن هذا و ذاك نجد موقف وسط يعتمد "المعايير النّشأويّة" "critères ontogénétique" لتحديد مفهوم السّوائيّة .

إن الأخذ بعين الاعتبار القيم و الثّوابت المتداولة داخل المجتمعات يدعوا أحيانا إلى تعريف اللاّمتعارف "la non conformité" على أنّه اللاّسوي " l’anormalité ".و هذا ما دفعني إلى أن أصنّف ضمن حالات اللاّسوائيّة الجنسيّة : اضطرابات الميول الجنسيّة " Trouble de l’orientation sexuelle "إضافة إلى الشّبقيّات اللاّنموذجيّة "Erotisations atypiques"، الشّبقيّات الشّاذّة ( المنحرفة) "érotisations perverses" ، عدم استدماج الشّبقيّة الإلتحامية أو الشّبقيّة اللاّالتحاميّة السّائدة " Erotisation antifusionnelle prépondérante "، الإدمانات الجنسيّة "les addictions sexuelles" و الجناسات (العصابات الجنسيّة ) "Les sexoses ".



1 . اضطرابات الميول الجنسيّة : Trouble de l’orientation sexuelle

تتمثّل اضطرابات الميول الجنسيّة في : الجنوسيّة (الجنسيّة المثليّة) " Homosexualité"، الجنسيّة الغيريّة الكاذبة

"Pseudo-hétérosexualité " و رهاب التّحوّل الجنوسي "Transhomophobie "

1.1 الجنوسيّة (الجنسيّة المثليّة) "l’homosexualité "

رغم حذف الجنوسيّة كاضطراب جنسي من التّصنيفات الحديثة للاضطرابات النّفسجنسيّة إلا أنّني اعتبرها "اضطرابا و تندرج ضمن دائرة اللاّسوائيّة الجنسيّة عندما تكون متنافرة مع الذّات " Egodystonique" لكونها تشكّل إحدى مظاهر القطيعة في سيرورة " التّفرّديّة الجنسيّة ".

إنّ الجنوسيّة يمكنها أن تكون مطلقة ، مسيطرة أو متبقّية ، هواميّة أو/ و فاعلة ، متنافرة مع الذّات " Egodystonique" أو متوافقة مع الذّات " Egosyntonique ".



1.2 الجنسيّة الغيريّة الكاذبة : «Pseudo- hétérosexualité »

تكون الممارسات الجنسيّة في حالات الجنسيّة الغيريّة الكاذبة فاقدة لقيمتها الشّبقيّة و التّهيّج الجنسي لا يعدوا أن يكون مجرّد استثارة فسلجيّة خالصة « Excitation physiologique pure » ناتجة عن إثارة حيويّة (يبولوجيّة) ، قد تكون مدعومة أحيانا بهوامات جنوسيّة "Fantasmes homosexuels" و أحيانا أخري بمنعكسات عصبيّة آلية بحتة. إنّ مثل هذا السّلوك قد نجده عند الجنوسي المتنافر مع ذاته الذي يسعي إلى طمس جنوسيّته من خلال تكوين جنسيّة غيريّة سطحيّة (ظاهريّة) " hétérosexualité de surface " . في هذا السّياق أعرض حالة أحد الجنوسيّين (تسيطر عليه هوامات و أحلام جنوسيّة بحتة ) كان قد تزوّج على أمل التّخلّص من نزعة انجذابه الجنوسي ، يصف استثاراته الجنسيّة و استجاباته الفسلجيّة على أنّها مجرّد منعكسات آليّة لامتعيّة لاشبقيّة " anorgasmique anahedonique mécanique Réflexes "خالية من اللّذّة فاقدة لأيّ دعم هوامي جنسي غيري .رغم أنّه يتوصّل بيسر إلى إحداث الانتصاب و دفق المني علاقته الجنسيّة .

يعتبر تشخيص الجنسيّة الغيريّة الكاذبة يسيرا عندما تصاحب التّصرّفات الجنسيّة الغيريّة"conduites hétérosexuelle " هوامات جنوسيّة بحتة .



1.3 رهاب التّحوّل الجنوسي :"Transhomophobie "

يصنّف خوف التّحوّل إلى الجنوسيّة "رهاب الجنوسيّة" ضمن اضطرابات الميول الجنسيّة الذي قد يأخذ أحيانا أبعادا متضخّمة إلى درجة حدوث حالات هلع عند البعض، لكن هذا الخوف الشّديد من التّحوّل إلى الجنسيّة المثليّة نجده أقلّ حدّة و انتشارا عند الإناث منه عند الذّكور، ذلك أنّ الأثر السّلبي للجنوسيّة" L’homosexualisation" على الهويّة الجنسويّة الأنثويّة " identité du genre féminine" يعدّ أقلّ وطأة منه على الهويّة الجنسويّة الذّكوريّة " identité du genre masculine" (إنّ الرّغبة اللاّشعوريّة أبلغ أثرا في خلخلة التّوازي الجنسوي).



2. الشّبقيّات اللاّنموذجيّة : «Erotisation atypique »

رغم أن القوانين التي تخضع لها الشّبقيّة مازال يلفّها الغموض، إلاّ أن الاتّفاق يبقى حاصلا في تعدّد أنماط الشّبق الجنسي، ومن صواب القول أنّ مصادر النّزوة الشّبقيّة " الأيروس" و أشكالها التّعبيريّة لا تنظب مطلقا ، بداية من أبسط مظاهر الشّبقيّة المتعارف عليها إلى أكثرها غرابة و شذوذا، وفي هذا الإطار، نشير إلى تعدّد التّسمّيات المتعلّقة بالتّصرّفات الجنسيّة اللاّسويّة ، من انحراف جنسي إلى شذوذ جنسي، زيغان جنسي، عهر جنسي ….

يشكّل التّصرّف الجنسي جنحـة"délit " أو جريمـة جنسيّـة " crime sexuel"عندما يندرج تحت طائلة القانون و مجموع هذه التّصرّفات المتمثّلة في الممارسات الشّبقيّة التي تتعارض مع المألوف و المتعارف عليه اجتماعيا أو المتحمّل و المسكوت عنه في العرف الاجتماعي نعبّر عنه في علمنفسجنسي بـ" الشّبقيّات اللاّنموذجيّة" " érotisations atypique ".فهي تحتلّ مكانة متميّزة في التّصنيف السّريري للاضطرابات النذفسجنسيّة لأنّها تعكس خللا في النّشوئيّة الجنسيّة " L'ontogenèse sexuelle "، و قد عرضنا في جدول التّصنيف أهمّ أنماط الشّبقيّات اللاّنموذجيّة المتمثّلة أساسا في : الأثريّة الشّبقيّة، التّزيّي الشّبقي (الأثري)، الاستعرائيّة الشّبقيّة، تعشّق الصّبيان الشّبقي، تعشّق الحيوان الشّبقي، شبقيّة المحارم، الشّبقيّة الشّرجيّة، شبقيّة المضايقة الجنسيّة (شبقيّة التّحرّش الجنسي)، الماسوشيّة الجنسيّة و أنماط شبقيّة أخرى غير مفصّلة.



3 . الشّبقيّات المنحرفة (الشاّذّة) : " Erotisations perverses"

عندما يتمّ الإشباق نتيجة رغبة الإيذاء و المضايقة أو إزعاج الشّريك و تحقيره و الحطّ من شأنه و عندما يستمدّ طاقته و مصدره من الأذى المحدث للغير سوار كان معنويّا أو مادّيا فإنّه يدخل حتما ضمن دائرة الشّذوذ (ستولر 1978) . إن مفهوم الشّبقيّات الشّاذّة يعود بنا إلى مجموعة التّصرّفات الجنسيّة التي تكون فيها رغبة إيقاع الأذى بالآخر معبّرة سواء بصفة مباشرة (شأن السّادية الجنسيّة) أو بطريقة مقنّعة ( شأن بعض حالات التّطلّع الجنسي الشّبقي، الاستعرائيّة الشّبقيّة والتّزيّي الشّبقي). إن الجنوسيّة و الشّبقيّات اللاّنموذجيّة لا يمثّلوا انحرافا شبقيّا في حدّ ذاتهم و لكنّهم يتحوّلوا إلي شذوذ عندما تكون لذّة إيقاع الألم و إيذاء الآخر المصدر الأساسي لللإشباق (كذلك الشّأن بالنّسبة للجنسيّة الغيريّة).

4. الشبقيّة اللاّالتحاميّة السّائدة :" Erotisation antifusionnelle prépondérante "

لا يمكن اختزال الحياة الجنسيّة في مجرّد العمليّة الجنسيّة أو الفعل العشقي " l’acte d’amour "، فمن خلال التّبادل الجنسي تكون المشاعر الإنسانيّة معبّرة عن ذاتها بجميع تناقضاتها و مفارقاتها و ازدواجيتها، فالمشاعر الجنسيّة النّقيّة الخالية من البغض و الكره (المثالية) تدخل في إطار الأسطورة والخرافة أكثر من كونها تعبيرا صادقا عن حقيقتها.

إن سيرورة النّضج الجنسي لا تتحقّق إلاّ بقدر ما يمتلك الإنسان من طاقة لإدماج المكوّنات الإلتحاميّة و اللاّإلتحاميّة للإشباق (كريبولت 1991)، يحدث (على المستوى السّريري)" الإضطراب الشّبقي الإلتحامي" عندما يحصل عجزا في التّوصّل إلى الإشباق " Erotisme " سواء ضمن إطاره الإلتحامي العاطفي و العشقي " لاشبقيّة التحاميّة " أو عندما لا يتوصّل إلي الإشباق إلاّ بتجريد الموضوع الجنسي ( الشريك ) من خصائصه الإنسانيّة " Déshumanisé "و مميّزاته العاطفيّة و الشّخصية " Dépersonnalisé " محدثا ما نعبّر عنه بـ"الشبقيّة اللاّإلتحامية" ، حيث يصبح الشّريك الجنسي مجرّد أداة للولوج إلى المتعة فاقدا كينونته الذّاتية، فهو ليس أكثر من وسيلة للتّهيّج و الإثارة الجنسيّة ( على خلاف حالات الشّذوذ الانحرافي الشّبقي حيث تحتلّ ذات الموضوع مكانة متميّزة في العملية الشّبقيّة ) . إن المنحرف الجنسي (السّادي) يحقّق الإشباق بتفتيت الموضوع الجنسي و تحطيمه إلاّ أنّه في حالات الشّبقيّة اللاّإلتحاميّة لا يتمكّن الشّخص من الولوج إلى المتعة الشّبقيّة الإيغافيّة إلاّ بتجريد الموضوع الجنسي من مشاعره و عواطفه "désentimentalise".



5. الإدمانات الجنسيّة: "Les addictions sexuelles"

إن اعتلال التّصرّفات الجنسيّة تنكشف بصفة أكثر جلاء و وضوحا عندما تأخذ الرّغبة الجنسيّة شكلا وسواسيّا وعندما يكون الإنسان خاضعا بصفة استحواذيّة مطلقة لكل ما هو جنسي، عندها تتمثّل النّزوة الشّبقيّة أو "الأيروس" " Eros "في صورة شيطان ساحر، هيئة الشّيطان الذي يأسر الإنسان في فلكه بسحره ملغيا حرّية تصرّفه الجنسي إلى درجة عبوديته وأسره للرّغبة الجنسيّة القاهرة، شأنه في هذا شأن المدمن الفاقد لإرادته تجاه موضوع إدمانه. إن هذا السّلوك الإدماني للجنسي يأخذ أشكالا متعدّدة متمثّلة أساسا في : الوساوس الجنسيّة "obsessions sexuelle" ، فرط الجنسيّة اللاّإنتقائي " hypersexualité hyposelective "، الاستمناء الاستحواذي " masturbation compulsive"و الإغراء الجنسي اللاّمنحبس " séduction sexuelle incoercible" .



5.1 الوسوسة الجنسيّة : "l’obsession sexuelle"

يمكن اعتبار الوسوسة الجنسيّة حالة إدمان ذهني عندما تستحوذ على كامل مجال الوعي والإدراك بأفكار و صور جنسيّة لا يستطيع المرء التّخلّص منها بمجهود إرادي، و ما إن يصبح المرء أسير هذه الأفكار اللاّإرادية (الوساوس الجنسيّة ) حتّى يجد نفسه خاضعا بصفة مطلقة لسيطرة هوامات و أحلام جنسيّة متسلّطة عليه قسرا. إن الاستحواذ الفكري للجنسي سواء كان مؤقّتا أو دائما تصاحبه معانات نفسيّة قاسية و ألم معنوي شديد (خاصّة عندما تكون الأفكار الجنسيّة الوسواسيّة صراعيّة المنشأ "conflictuogène " ) و قد يستطيع الشّخص التّخلّص مؤقّتا من استحواذيّة الأفكار الجنسيّة سواء من خلال إتيان الفعل الجنسي بصفة قسرية متكرّرة أو من خلال لجوءه إلى وسائل دفاعيّة مختلفة أهمّها الاحتماء بالدّين و الانخراط في طقوس دينيّة متشدّدة.



5.2 فرط الجنسيّة اللاّإنتقائي : " Hypersexualisation hyposelective "

كما أن الجنس بإمكانه أن يستحوذ على الذّهن و الفكر، بإمكانه ألاّ يكون خاضعا للمراقبة و التّحكّم الذّاتي مؤدّيا إلى تصرّفات متميّزة سواء بالإفراط في الممارسات الجنسيّة الغيريّة بصفة عشوائيّة لاإنتقائيّة " conduite allosexuelle non sélective " أو إلى عمليّات استمنائيّة متكرّرة بصفة قسريّة استحواذيّة "Masturbation compulsive".

إن المظاهر السّريريّة لهوس الشّبق الأنثوي / الذّكوري " nymphomanie / satyriasis " تتميّز عادة بالاستحواذيّة "La compulsivité "، بالنّهامة " L’avidité"، باللاّإشباع "insatiabilité L’" و باللاانتقائيّة " L’absence de sélectivité".

إن حالات الهوس الشّبقي الأنثوي النّقيّة " nymphomanie pure" تعدّ نادرة المشاهدة في الممارسة السّريريّة النّفسجنسيّة فهي و إن وجدت تكون عادة مصحوبة باضطرابات نفسمرضيّة جسيمة، إلاّ أنّها تبدوا متواجدة في الهوامات الذّكورية " fantasmatiques masculine" أو الهوامات الأنثويّة " fantasmatiques féminine" أكثر منها في حقيقة الواقع .

إنّ مصطلح فرط الجنسيّة اللاّإنتقائي يشير إلى السّلوكات الجنسيّة الغيريّة الاستحواذيّة (القسريّة) التي تنعدم فيها إنتقائيّة اختيار الشّريك الجنسي ، تكون هذه الظّاهرة ظرفيّة ومرحليّة عند المرأة و قد ترتبط أحيانا بحالة انهيار نرجسي " Déflation narcissique " أو بقلق الهجر "d’abandon Anxiété " أو بوضعيّة استجداء القضيب " quête phallique " . أماّ عند الرّجل فإنّ فرط الجنسية اللاّإنتقائي يعدّ أكثر انتشارا نظرا لاستعماله بعض التصرّفات الجنسية لأغراض دفاعيّة نفسيّة. إن المشاعيّة الجنسيّة " la promiscuité " في حالات الجنوسيّة الذّكورية" l’homosexualité masculine تعدّ مثالا لهذا .

5.3 الاستمناء القسري (الاستحواذي) " Masturbation compulsive "

يعدّ الاستمناء الاستحواذي المظهر الأكثر انتشارا للإدمان الجنسي " addiction sexuelle "، فهو بمثابة وسيلة قسريّة مؤقّتة لتفريغ شحنة جنسيّة ترزح تحت وطأة الأفكار الوسواسية ، قد يأخذ أحيانا شكل وسيلة دفاعيّة لمقاومة حالة قلق شديد تسيطر علي الإنسان. وأحيانا أخري تفرض عمليّة الاستمناء الاستحواذي نفسها بقوّة عندما لا يكون للشّخص أيّ اختيار لتفريغ طاقته الجنسيّة و في هذه الحالة يكون الفعل الاستمنائي المتكرّر"l’acte masturbatoire répétitif "من الشّدّة و القسوة إلى درجة حدوث جروح و كدمات "Lésion irritative "بالعضو الجنسي .



5.4 الإغراء الجنسي اللاّمنحبس :Séduction sexuelle incoercible

إن المرغوبيّة الجنسيّة " désirabilité sexuelle " و الرّغبة في إحداث حالة ولهان و عشق و افتتان جنسي عند الآخر تدخل ضمن إطار الإدمانات الجنسيّة عندما يستعمل الشّخص كافّة وسائل الإغراء و الغواية المتاحة له لجذب اهتمام الآخر (حتى يقع أسير حبّه و غرامه) ذلك رغبة في تعزيز نرجسيته الذّاتية و ما إن يستجيب الطّرف المقابل لسلطة إغراءاته و غواياته و يقع في غرامه حتّى يفقد قيمته كـ"موضوع مرغوب" و يتحوّل إلى "موضوع لامرغوب".

غالبا ما يكون هذا السّلوك أنثويّا وخاصّة عند المرأة الهستيريّة حيث يعدّ نمطيّا و نموذجيّا ، فهي تستعمل الإغراء الجنسي بشكل استحواذي لتحقيق سلطتها على الرّجل و السّيطرة عليه للتحكّم فيه. يقابل هذا الإغراء الجنسي الأنثوي اللاّمنحبس عند الذّكور ما نعبّر عنه بـ "الدونجيونية"" Donjuanisme "، حيث أن الدونجيون لا يهتمّ كثيرا بالممارسة الجنسية الإيلاجية (الجماعية) "l’activité sexuelle manifeste " – على خلاف المصاب بهوس الشّبق الأنثوي ( الساتير الجنسي )" le satyre sexuel " - فهو يبحث أوّلا و قبل كل شيء على الغزو العشقي "conquête amoureuse " و السّيطرة بصفة قسرية على الآخر و ما إن يحقّق مبتغاه حتى يفقد الموضوع (الشّريك الجنسي ) أهمّيته و يهجره، مواصلا سعيه من جديد، بلهفة و اندفاع لامنحبس للإيقاع بشريك آخر و للبحث عن ضحيّة أخري تقع في شراك حبّه تعزيزا لنرجسيّته. إن الذّكور الذين تمّ شحنهم في طفولتهم (من طرف أمّهاتهم) بنرجسيّة مفرطة" surnacissisé"هم أكثر عرضة لـ"الدونجيونية".



6. الجناسات (العصابات الجنسيّة) : " Les sexoses (les névroses sexuelles)"

تشمل اضطرابات "خلل الوظيفة الجنسيّة" "dysfonctions sexuelles Les " أو "الجناسات" " Les sexoses " (كريبولت ويبرو 1976)في هذا التّصنيف : اضطرابات الرّغبة و المخيّلة الشّبقيّة" imaginaire érotique " ، عوز التّهيّج الجنسي و الإيغاف "déficience de l’excitation et de l’orgasme"و اضطرابات الإيلاج (الجماع) "anomalie coïtale" . قد جرت العادة على عرض خلل الوظيفة الجنسي الذّكوري و الأنثوي متفرّقا كلّ على حدة، إلاّ أنّ القراءة المتزامنة تبيّن بصفة جليّة الثّناشكليّة الجنسيّة " dimorphisme sexuel"لهذين الإضطرابين.



6.1 اضطرابات الرّغبة الجنسيّة : "Troubles du désir sexuel "

هل الشّبق الجنسي طاقة متجدّدة لا تنضب أم هل ينضب يوما ما في غياب الرّغبة الجنسيّة" Erotisme sexuel"؟.إن الرّغبة الجنسيّة باعتبارها مكوّنا نفسيّا داخليّا يتميّز به الإنسان تتجاوز في بعدها "الواقع الآني" الخاضع للغريزة و النّزوة.

سنحاول بعد عرض الاضطرابات الكيفيّة للرّغبة عرض الاضطرابات الكمّية لها مع التّركيز على ضحالة الرّغبة " Déficience du désir" التي قد تتحوّل عند فقدها أو قصورها إلى نقيض الرّغبة " anti-désire " شأن حالات النّفور الجنسي " Aversion sexuelle " الرّهابي أو اللاّرهابي.

يتم تشخيص النّفور الجنسي الرّهابي عندما يحدث الجنس حالة خواف ورعب بصفة دائمة ، ملحّة و لاعقلانية، مترتّبة عنه استجابة تجنّبيّـة. فقد تنتشر الوضعية الرّهابية "l’attitude phobique " لتشمل كلّ ما يتعلّق بالسّلوك الجنسي ، إلي درجة يكون استباق الفعل الجنسي كافيا لإحداث حالة قلق حاد فعند مجابهة منبّه رهابي جنسي تنتاب الشّخص حالة خواف تؤدّي إلى هلع حقيقي "Etat de panique" (افتراض وجود بنية عصابيّة للشّخصيّة في مثل هذه الحالات يعدّ شديد الإحتمال).

تكون الرّهابات الجنسيّة شاملة معمّمة أحيانا ونوعيّة جزئيّة أحيانا أخري شأن رهاب الأعضاء التّناسليّة، رهاب الحيوان المنوي، رهاب الإفرازات المهبليّة، رهاب الاتّصالات الفمتناسليّة، رهاب الإيلاج.

في حالات النّفور الجنسي اللاّرهابي يحدث الجنس (سواء بصفته الشّاملة أو الجزئيّة ) حالة تقزّز و اشمئزاز دون شعور بالخوف أو الرّعب.و تعتبر ضحالة الرّغبة الجنسيّة "l’appauvrissement du désir sexuel " أكثر أشكال اضطرابات الرّغبة انتشارا في المعايدة النّفسجنسيّة " Consultation psychosexologique "، خاصّة عند المرأة ذلك أن الرّجل أكثر ميلا إلى إخفاء ضحالة رغبته الجنسيّة خاصّة إذا كانت كفاءاته الجنسيّة الفسلجيّة سليمة مثل الانتصـاب " l’érection " و القـذف " l’éjaculation ".

يتمّ تشخيص "عوز الرّغبة الجنسيّة المعمّم "عندما تنعدم الرّغبة الجنسيّة الغيريّة بصفة تامّة. في حين أنّ عوز الرّغبة الجنسيّة قد يأخذ شكلا انتقائيّا عندما تنحصر الرّغبة الجنسيّة (على مستوي المخيّلة والصّور الذّهنيّة) علي شريك واحد.

إنّ العلاقة بين الرّغبة الجنسيّة و الهوامات الجنسيّة تعدّ علاقة تفاعليّة فالرّغبة تكون أحيانا المحرّك الأساسي لنشوء أو إثراء المخيّلة الجنسيّة و الصّور الهواميّة و أحيانا أخري تكون الهوامات الجنسيّة هي المحرّك الأساسي لتشكّل الرّغبة الجنسيّة، فهي مستحثّة من خلال المخيّلة و الصّور الذّهنيّة الجنسيّة، لكن تتعطّل أحيانا وظيفة الهوامات الجنسيّة المتمثّلة في استثارة الرّغبة وإثرائها لتتحوّل بدورها إلي "مكوّن شبقي" كافية بذاتها لإحداث "الشّبق الجنسي" فيتحوّل "الخيالي" أو "الهوامي" إلى منطقـة شبقيّـة نفسـداخليّة " Zone érogène intrapsychique". خلافا لهذا فإن العجز أو الإخفاق في تصوّر الهوامات المشبقة " Fantasmes érotique" يعدّ مسؤولا عن ضحالة الرّغبة الجنسيّة و اضمحلال الوظيفة الجنسيّة الفسلجيّة (كريبولت و دازيني 1987) و مؤشّرا على عوز التّفكير العمليّاتي "Pensée opératoire" في استيعاب المشاعر و العواطف الجنسيّة وعقلنتها. ونظرا لكثرة الحالات التي يكون فيها المخيالي " l’imaginaire" ضحلا في كلّ ما يتعلّق بالجنسي"Le sexuel " فإنّي أرجح فرضيّة وجود عمليّة دفاعيّة لا شعوريّة لكبت الهوامات الجنسيّة وأستبعد فرضية "التّفكير العملياتي" العاجز عن عقلنة العواطف والأحاسيس الجنسيّة.



6.2 ضحالة المخيّال الشّبقيّ : l’imaginaire érotique hypo-actif

يمكن اعتبار ضحالة المخيّال الشّبقيّ اضطرابا نفسجنسيّا مستقلا بذاته نظرا لأنّ عوز الرّغبة الجنسيّة يتوازى مع ضحالة الصّور الذّهنيّة و الهوامات الجنسيّة الشّبقيّة . إلاّ أنّ بعض الأشخاص نجدهم يحتفضون برغبات جنسيّة نشطة مستحثّة بأنماط متنوّعة من الاستثارة الحسّية والحواسيّة (بصريّة، لمسيّة،كلاميّة، شمّية …) رغم أنّهم يتميّزون بضحالة الهوامات الجنسيّة " Fantasmatique sexuelle "



6.3 اضطراب الاستثارة الجنسيّة : " Troubles de l’excitation sexuelle "

إذا اعتبرنا أن الرّغبة الجنسيّة و المخيال الجنسي ينتميان إلى "المجال النّفسداخلي" "le champ intrapsychique" وأن الاستثارة الجنسيّة تنتمي إلى " المجال النّفسفسلجي" "psychophysiologique champ Le" حيث يكون الجسد مجال تعبير التّهيّج الجنسي المتمثّل أساسا في انتصاب العضو الذّكري " érection pénienne " عند الرّجل والابتلال المهبلي " lubrification vaginale " عند المرأة ، تعدّ هذه التّفاعلات الجسميّة أهمّ المؤشّرات النّوعية للاستجابة الجنسيّة حتّى و لو كانت مجرّد منعكسات تّناسليّة لامتعيّـة " Réflexes anahédonique "، خالية من أيّة قيمة شبقيّة.

لقد صنّف كلاسيكيا كلّ من ضعف الانتصاب عند الرّجل و البرود الجنسي عند المرأة بصفة متفرّقة ، حيث تمّ تشخيصهما علي أنّهما اضطرابين منفصلين و مستقلّين عن بعضهما . إلاّ أنّ تعريفهما في التّصنيفات النّفسجنسيّة التّقليديّة يبقي مرتبكا و مزدوجا ، فهو يعني أحيانا الخدار الجنسي "Anesthésie sexuelle" و أحيانا أخرى فقد القدرة الشّبقيّة "Incapacité d’érotisation" أو العجز الإيغافي (الإنعاضي) " Anorgasmie" .

في هذا السّياق نشير إلى أن المرأة الباردة جنسيّا (كذلك الرّجل العاجز جنسيّا) تكون عرضة لوصمة التّفرقة و التّحقير" stigmatisée " كأنّها حاملة لمرض معد شأنها شأن المرأة التي تعاني من الهوس الشّبقي "Nymphomane"، و من المفارقات أن نجد هذا في المجتمعات التي تهمّش الوظيفة المتعيّـة للجنس "La fonction hédonique" على حساب الوظيفة التنّاسليّة.

مازال يصنّف العجز الجنسي الذّكوري و بصفة أخصّ عجز الانتصاب، كتشخيص مستقل بذاته في التّصنيفات السّريريّة التّقليديّة لكونه يمثّل أهمّ مؤشّر لتقييم تدنّي الاستثارة الجنسيّة " Déficit de l’excitation sexuelle" ، لكنّي لا أعتبره كافيا بمفرده لأن يكون مؤشّرا على تدهور الاستثارة الجنسيّة " Défaillance de l’excitation sexuelle " ، خاصّة عندما يكون عجز الانتصاب ذو منشأ نفساني (قد يكون كافيا لوحده للدّلالة على تدهور التّهيّج الجنسي في حالات العجز العضوي).

في هذا الإطار نشير إلى أنّه قد تمّت مراجعة كلّ من البرود الجنسي " Frigidité" و عجز الانتصاب" Impuissance " منذ صدور " الدّليل الإحصائي و التّشخيصي الثّالث المراجع " للجمعيّة الأمريكيّة للطّب النّفسي و تمّ إدراجهما ضمن اضطرابات الاستثارة الجنسيّة عند المرأة و اضطرابات الانتصاب عند الرّجل ( على أن تحدّد إن كانت ذو منشأ عضوي ).



6.3.1البرود الجنسي الأنثوي " La frigidité "

إن مصطلح العجز الجنسي " L’impuissance sexuelle " يتمثّل عند المرأة بـ "عجز الإبتلال المهبلي " و عند الرّجل بـ"عجز الانتصاب" " Impuissance érectile " و نظرا لـ"الثّناشكليّة الجنسيّة" "Dimorphisme sexuel" فإنّي أعتبر أن مصطلح البرود الجنسي الأنثوي " Frigidité " الذي أعرّفه بـ "عدم قدرة التّهيّج الجنسي" لم يفقد بعد قيمته العلميّة ومازال صالحا للاستعمال في علمنفسجنسي.

يكون "البرود الجنسي معمّما" عندما تعجز جميع المنبّهات (سواء كانت هواميّة، استمنائيّة أو جنسيّة غيريّة) على إثارة التّهيّج الجنسي، و عندما لا تتوصّل المرأة إلى الاستثارة الجنسيّة إلاّ بممارسات استمنائيّة و تعجز عن ذلك في إطار علاقة جنسيّة غيريّة. أماّ "البرود الجنسي العلائقي" فيكون انتقائيّا إذا كان باستطاعة المرأة الإستجابة للاستثارة الجنسيّة مع أشخاص دون آخرين (شأن الزوّج مثلا عند انعدم توافق المشاعر و تنافر الطّباع ). قد نجد أنماطا أخرى من البرود الجنسي الأنثوي تكون أسبابها سواء عضويّة بحتة أو نفسانيّة بحتة أو مختلطة عضويّة-نفسانيّة .إنّ تحديد منشأ البرود الجنسي (نفسي/عضوي/نفسعضوي) منذ بداية الفحص أمر في غاية الأهمّية للتّوصّل إلى تشخيص سليم.



6.3.2 عجز الانتصاب النّفساني : " Impuissance érectile psychogène "

إنّ عجز الانتصاب النّفساني بالنّسبة للرّجل يعكس اضطراب الاستثارة الجنسيّة ، شأنه شأن البرود الجنسي الأنثوي قد يكون معمّما، علائقيّا أو انتقائيّا.



6.3.3 الاستثارة الجنسيّة الكاذبة : " Pseudo-excitation sexuelle "

من خلال التّقييم السّريري يبدو أنّه من الأهمّية الأخذ بعين الاعتبار الأحاسيس والمشاعر الذّاتية "les sensations subjectives " المتزامنة مع الإستجابة التّناسليّة، إذ يتمّ تشخيص "الاستثارة الجنسيّة الكاذبة" عند انعدام مشاعر الإحساس باللّذّة الجنسيّة مع وجود استجابة تناسليّة فسلجيّة سليمة (انتصاب لامتعيّ " érection anahédonique " و ابتلال مهبلي لامتعيّ " lubrification vaginale anahédonique" ).



6.4 الاضطرابات الإيغافيّة (الإنعاظيّة) : " Troubles orgastiques "

عندما يصل التّهيّج الجنسي إلى مستوى الاستثارة القصوى يتحقّق الإيغاف (الإنعاظ) ممثّلا ذروة الحالة الشّبقيّة . تصنّف الاضطرابات الإيغافيّة إلى اللاّإيغافيّة (اللاّإنعاظيّة) "Anorgasmie"، الإيغافيّة الكاذبة :" Pseudo-orgasmie "و خلل الإيغافيّة : "Dysorgasmie "



6.4.1 اللاّإيغافيّة (اللاّإنعاظيّة) : "Anorgasmie"

تحدث اللاّإيغافيّة عند انعدام الإيغاف فتكون أوّليّة "Anorgasmie primaire " عند غيبة الإيغاف بصفة مطلقة في كامل مراحل الحياة الجنسيّة، و ثانوية "Anorgasmie secondaire " عند غيبة الإيغاف في مرحلة معيّنة من الحياة الجنسيّة.

6.4.2 الإيغافيّة الكاذبة :" Pseudo-orgasmie "

إنّ الإيغافيّة الكاذبة تعدّ أكثر الإظطرابات النّفسجنسيّة انتشارا و أكثرها جهلا في المعايدة النّفسجنسيّة و ذلك لأنّ المظاهر الفسلجيّة للإيغاف (التّقلّصات المهبليّة “contractions vaginales ” ، دفق المني "Ejaculation ") تكون موجودة و لكنّها غير مصحوبة بـ"إحساس المتعة الشّبقي"و في هذا الإطار يتمّ إدراج "استجابة التّهيّج الجنسي" المحدثة باستثارات فسلجيّة جزئيّة.



6.4.3 خلل الإيغافيّة : "Dysorgasmie "

تتميّز العلاقة الجنسيّة السّويّة بتزامن الإيغاف مع الإستثارة الجنسيّة القصوى، لكن قد يختل هذا التّزامن أحيانا و يحدث الإيغاف سواء بصفة مبكّرة أو متأخّرة، محدثا "خلل الإيغافيّة"، فعندما يسبق الإيغاف حالة الاستثارة القصوى يحدث "الإيغاف المبتسر أو المبكّر" " orgasme prématuré ou précoce " وهو أكثر مشاهدة عند الرّجل ( يقابله في التّصنيف المعتمد على الاستجابات الفسلجيّة "الدّفق المبتسر أو المبكّر" " éjaculation prématuré ou précoce " .و عندما يتحقّق الإيغاف بعد الإستثارة الجنسيّة القصوى وخارج نطاق التّحكّم الإرادي يحدث "الإيغاف المتأخّر" " Orgasme retardé ".



03-05-2008, 10:38 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الاضطـرابـات النّفسـجنسيّـة .... مقاربـة تصنيفيـة حديثــة - بواسطة لايبنتز - 03-05-2008, 10:38 PM

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS