قطعاً إنه لشرف كبير لنا أن يكون بيننا رجل مبدع بثقل الأديب سمير الفيل حيث الكلمات تنبض حياة وحساً وعاطفة صادقة لا تعرف الحواجز. أعجبتني بشدة عبارات مثل:

Array قبلته قبلة أودعتها كل أشواق السنين الخوالي . ثم ذابت في عتامة كأسه الزجاجي الشفاف.[/quote]

كما أن الصور الملتقطة تفيض بواقعنا الذي نعيشه نحن وليس كما يتخيله واحد يحلم بالكتابة ليصبح كاتباً رغم أنوفنا بل في

Arrayحين أنهى ورديته المسائية مرّ على بائع الفول ، وابتاع أقراص الطعمية الساخنة ، وبعض الأرغفة البلدية ، وعرج لعربة خضار ومنها اشترى حبتين من الطماطم المتوردة .[/quote]

نعيش كل هذه الصور الملتقطة من واقعنا نحن وتوقظ فينا حتمية المشاركة الفعالة في الأحداث فلا نقف موقف المتفرج بل نذهب معه لبائع الطعمية ونخوض التجربة بتمامها ونحن ننتظر معه على أحر من الجمر. هناك أيضا تطابق بين الصور الأيروسية في تورد الطماطم وتورد خدودها وكل ما هو وردي في هذا الجو الشبقي حيث عطر جسده يخالط عطر جسدها عندما هي:

Arrayشعرت ببرودة الجو وبدلا من إحكام الروب على جسدها المشتعل بالفتنة فكت الزر الأقرب إلى نحرها ، فانفلت من العروة . خلعت عنه ملابس الشغل ، ففغم أنفها رائحته الذكورية المميزة. [/quote]

في القصة إجمالاً نرى أنفسنا مع كل شهقة وتنهد حسّ وترقب؛ وفي بساطة الصور وقوة العبارات خرج عمل فني ممتع وشائق جداً.

هذه القصة فعلا رفعت معنوياتي بعد يوم محاط بصنوف شتى من الإحباط فما نفعت تعزيات البشر ولا الكتب المقدسة ولكني كنت بحاجة لعمل خلاّق مثل هذه القصة.

تقديري الشديد ومودتي الأخوية.