عقل في الكف.. الاختلاف سعة!


دمشق
صحيفة تشرين
رأي
الاربعاء 9 شباط 2005
حسن م. يوسف
عقب إعلان الادارة الأمريكية عن نيتها اطلاق قناة تلفزيونية باسم «الحرة» لتحسين وجهها البشع في منطقتنا، أجرت إحدى الصحفيات استطلاعاً طرحت فيه على الكتاب سؤالين أحدهما: (هل يمكن أن نتعاون معها سواء بالعمل فيها او بالمشاركة في برامجها وندواتها.)

يومها اعتذرت عن المشاركة في الاستطلاع لكنني بعد يومين أجبت على السؤالين في هذا الركن بالذات عبر زاوية بعنوان «مخلب قط» . وقد أجبت على السؤال الثاني بما يلي: ‏

«أنا شخصياً لن أتعاون مع القناة الأمريكية «الحرة» ولن أعمل فيها ولن أشارك في برامجها ونداوتها بأي حال من الاحوال، لأنني أعتقد أن هذه المحطة هي جزء من مشروع إعادة استعمار الوطن العربي الذي تسعى أمريكا لتحقيقه باستخدام العصا والجزرة! صحيح أن أمريكا تكثر من الحديث عن «الحرية» وحقوق الإنسان، لكنها في سياستها التطبيقية تدافع عن «حريتها» في سلب ثروات الآخرين و «حقوقها» في سحق كل من يفكر بمقاومة هيمنتها.» وقد اثارت الزاوية يومها ردود فعل متباينة لدى عدد من الاخوة القراء، كان بعضها مؤيداً لموقفي وكان معظمها لا يتفق معي لدرجة ان احد القراء الذين أعتز بصداقتهم اتهمني يومها بالتسرع: «.. يبدو انك ايضاً قد اعتمدت النظام الأمريكي الجديدللتنبيه عن الأخطار قبل وقوعها بجزمك ان القادم هو خطر وعلى الكتاب أن يطلقوا التحذير لقرب موعد الهجوم.» ‏

ومع احترامي الشديد لكل الآراء التي قيلت يومها، ها أنذا أعلن مجدداً أنني لا أزال مقتنعاً بموقفي الذي أعلنته قبل اطلاق قناة «الحرة» فهي تأتينا من الفضاء لتخدم نفس الهدف الذي تسعى الدبابة الامريكية لان ترسخه على الارض. ‏

وانا ككاتب افضل ان اقول كلمتي من على منبري الوطني، مهما كان متواضعاً، بدلاً من ان اعبر عن رأيي من خلال منبر قناة الحرة، التي اعلم جيداً انها، رغم المظهر الليبرالي، ليست سوى مخلب قط في يد الاستعمار الجديد! [SIZE=6]رغم كل ما سبق، اعتقد ان قرار اتحاد الكتاب العرب بمنع اعضائه من التعامل مع قناة الحرة خطأ سياسي فادح سيستغله أعداء بلدنا لاتهامنا بالشمولية وما الى ذلك من التهم. وقد يمطروننا بقنابلهم «الذكية» التي لم ولن تميز بين محبي امريكا وخصوم عدوانها! ‏

عندما زار الكاتب التركي الكبير عزيز نيسين سورية في الثمانينات، قال لي عبر الصديق المترجم فاضل جتكر: [SIZE=5]قد يكون من الضروري وجود رابطة او نقابة تدافع عن مصالح الكتاب، لكنني، لا أفهم الغاية من وجود «اتحاد للكتاب» فالكتاب وجدوا ليختلفوا! وأنا مع الزميل يعرب العيسى في مقولته: متفقون على الوطن؟ لنختلف على ما تبقى! فقد قال رسولنا العربي: اختلاف أمتي سعة في الدين!