لا أذكر بأنني سمعت هذه المخلوقة قبل اليوم، وليتني لم أسمعها. فهي متطرفة عاطفية من قمة رأسها حتى أخمص قدميها. وتحليلها للأحداث ومعرفتها بالتاريخ ضحلة يضحك منها بعض مراهقي المنتديات.

شيء مؤسف حقاً أن يصل بنا الأمر - نحن العلمانيين - إلى أن نكون ملكيين أكثر من الملك و"غربيين أكثر من الغرب". فعند هذه المخلوقة المتوترة المتشنجة أن الغرب هو الصحيح وهو الإيجابي وهو التقدم وهو التطور وهو الرقي في جميع المجالات أمس واليوم، بينما العرب والمسلمون هم النقيض. مع هذا، فهذه النظرة ليست مشكلة بحد ذاتها لو كانت مبنية على "المعلومة التاريخية الرزينة" و"الحجة العلمية العاقلة" ولكنها للأسف مبنية على بعض الصراخ والتعميم والجهل وليّ عنق الحقائق وإرجاع كل الآفات إلى عامل "الدين".

بعكس ما هو متوقع، فلقد انتابتني نوبة من الضحك وأنا أسمعها تتهم "حماس" وتدافع عن "اسرائيل" بهذا التهافت. بل انني اعتبر حديث هذه الدكتور المتهورة دعاية مجانية "لحماس" و"للمتطرفين" من الإسلامويين، ولعلها طعنة لنا نحن - معشر العلمانيين في العالم العربي - في الصميم. إذ يذكرني خطابها بعمليات "أبو نضال" وما جلبته من إحن ومحن للفلسطينيين أنفسهم.

أخيراً، سوف أطالب أصدقاءنا في منتدى "اللادينيين العرب" أن يلغوا لقاءهم مع مثل هذه "الأشكال" (في حال أنهم لم يلتقوها بعد، وهذا ما لست متأكداً منه). فالأحرى بهم ألا يعطوا منبراً مجانياً لمثل هذه "المتطرفة" ولا لمثل خطابها العقيم الجارح العاطفي "المتخلف". فهي عندي "وأسامة بن لادن" و"أيمن الظواهري" وجهان لعملة واحدة.

واسلموا لي
العلماني