الأخ جورو .
أزعم اني أعرف الأمور أكثر حقيقة مما يبدوا .
و أزعم أني أفهمها أعمق كثيرا مما يفهمها البعض .
طارق حجي و بهجت و آخرون ينتمون لجيل أسبق ، أزعم أن ذلك الجيل ليس أكثر إنسانية فقط بل أعمق فهما للعالم و لمصر ، إن موقفنا من المسيحيين نهائي و غير قابل للمساومة ، هذا الموقف ليس حبا في الأقباط بل هو حب في مصر و مستقبلها ، فلنا أبناء سيعيشون في هذا الوطن ،و نحن نصر أن يكون وطنا حقيقيا و ليس مسخا طائفيا و امتدادا فقيرا للمجتمع للسعودي ، لقد ضحينا طويلا من أجل مصر و لن نتركها بسهولة غنيمة للفقهاء المرتزقة و لأبناء الطوائف مفقتدي العقول ، أو حتى لجهل بعض ابنائها المحبطين الضائعين .
إن حقوق المسيحيين التي تتفضلون عليهم بها هي حقوق أصيلة لا يكتسبونها بحسن السير و السلوك و لكن بالميلاد ، فقط بالميلاد و ليفعلوا بعد ذلك ما يفعلون فهم مواطنون يحكمهم القانون فقط و ليس الإسلام و لا أفكار الإخوان ولا فتاوى السعوديين ، فالقبطي مصري يعيش في مصر و السعودي غريب عنا يعيش في وطن غني و ينعم بثروته لا يشارك فيها أحد ،و يعلم الله اننا لا نريد لهم سوى كل خير ،و لكن عليهم التوقف عن التدخل في شؤوننا حتى لا نحرق أيديهم ، لقد بلغوا الرسالة منذ 1450 سنة و قبضوا ثمنها نهبا منتظما .. فكفاية لحد هنا .
المصري الحقيقي هو الذي ينظر لنفسه كمصري و ليس الذي يعادي القبطي لمجرد كونه مسيحيا ، إني مصدوم حقيقة من الأفكار التي تعرضها ، فلم أكن أراك سابقا عنصريا تتفضل على المسيحيين بحقوقهم التي اكتسبوها بالعرق و ضحوا من أجلها و من اجل وطنهم بكل شيء .
إن أسوا ما يفعله الأقباط هو الصمت و التقاعس عن طلب حقوقهم لأنهم بذلك سيفتحون الباب لاحقا على تدخلات أجنبية لا تستطيع مصر و لا أجعص منها تحملها ،ولو فرضت امريكا حصارا على مصر سيكون العرب أسبق الجميع إلى تطبيق ذلك الحصار و اسأل العراق .
أسوأ الفقراء هم المتعصبون .. صدقني ، فلن يرحمهم احد ، ليس لأنهم فقط قساة متعصبون و لكن لأنهم أغبياء جدا .
ولا أريد لمصر أن تكون متعصبة ولا قاسية على ابنائها وبالأساس لا أريد لها الغباء ..و لا العقوبات و الحصار .
هل بلغت .. فلتشهد سيدتنا مصر في سمائها العالية .