الزميل الكريم "عامر"

لأخالف قليلا فناعتي بهذه القضية، واتلبس موقف المؤيدين لهذه الظاهرة، سعيا لنوع من الاحاطة بالموضوع

1- من رسم نبي الاسلام بطريقة "مسيئة" هم فنانون غربيون أي ليسوا عربا ولا مسلمين، وفي مقابلة أجراها "فليمنغ روز" – مسؤول قسم الثقافة في جريدة "يولاند بوستن"، والمسؤول عن تنظيم المسابقة الدنماركية الشهيرة- ، ذكر ان هذه الرسومات قد نشرت في الدنمارك، وتوجهت لجمهور دنماركي، لكنها استخدمت خارج سياقها.. وربما كان لاغتيال المخرج السينمائي فان خوخ، وتهديد عائشة علي بالقتل، بالغ الاثر في اطلاق مثل تلك المسابقة.. هذا ولا اعتقد انني احتاج التذكير الى ان نشرها كان سابق بما يقرب الشهرين او اكثر عن العاصفة التي اصابت العالم بسببها.. الامر الذي يترك علامات استفهام حول الهدف من ما جرى... وما زال يجري بطريقة او بأخرى.

2- معلوم ان "حرية التعبير"، رغم المآخذ التي تؤخذ عليها في أوروبا، ولسنا بوارد تبيين هذه المآخذ هنا والان، لها من القدسية تماما ما لرسول الاسلام بالنسبة للمسلمين، وعليه فكما ينفعل المسلم عندما يرى رسما يمس بشخص النبي المقدس لديه، فعليه ان يعذر الاوروبي ان انفعل تمسكا بما يجده مقدسا متبلورا "بحرية التعبير"، ومن يراقب ردود فعل الاوروبيين اتجاه هذه الرسومات يرصد نوع من التعجب من الدلال غير المبرر من قبل المسلمين، بحيث يجدهم الاوروبي هذا يتنعمون بكل حقوقهم المواطنية، بل وأكثر بحيث يبنون المساجد والمدارس ويمارسون شعائرهم الدينية بكل حرية في المجتمع "الغربي" "الليبرالي"، وبالمقابل يعتبرون أي مساس بما يجدونه مقدسا "حراما" و"ممنوع" على ذلك المجتمع، مع الاشارة ان ذلك المجتمع الذي ضمن لهم حرية ما كانوا ليحلموا بها في بلدانهم الاصلية، يمارس هو نفسه "السخرية" بحق ارثه الديني والتاريخي، فضلا عن الموروث الديني والتاريخي للاثنيات والديانات الاخرى التي تعيش في اوروبا..


3- النظر الى فن الكاريكاتير، بشكل عام، ومع غض الطرف عن هذه المفردة، على اعتباره "لعب عيال واشتغالات ع الفاضي واستفزاز لمشاعر الناس" فيه ظلم لهذا الفن، ولا اظن ان المقام هنا يسمح بالتوسع في هذه النقطة

تحياتي