سعيد بتنقيحاتك طارق..وبانتظار ان يدلي العلماني بدلوه ان اراد بدلوه وها انا اول موقع:


نحن مجموعةٌ من العلمانيين واللادينيين العرب، نؤمن بحق الإنسان الأصيل وغير القابل للتفاوض في التعبير عن رأيه، ونعتبره ركناً أساسياً من أركان حقوق الانسان، ولكننا رغم ذلك نسجل اعتراضنا على ماورد على لسان الدكتورة وفاء سلطان في حلقة الاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة في يوم الثلاثاء الموافق للرابع من مارس/آذار وخصوصاً تصريحاتها غير المتوازنة وغير المسؤولة بشأن الضحايا المدنيين من جرّاء العدوان الإسرائيلي على غزة. إذ أننا نؤمن بأن ضحايا ذلك العدوان هم أولاً بشرٌ قبل أن يكونوا فلسطينيين و/أو مسلمين. ونؤمن أيضاً أن إطلاق تعليقاتٍ فجّة حول دماء إخواننا في غزة إنما هو أمر غير لائقٍ تماماً، فكما إن كلَّ الشعوبِ ترفض التعليقات غير اللائقة حول دماء ضحاياها : على سبيل المثال فإن الامريكيين يرفضون أي تعليقات غير لائقة حول دمائهم التي سالت في 9/11/2001، وكذلك الصينيون الذين ما انفكوا يحتجون على مناهج التاريخ اليابانية التي تتناول بشكل غير لائق دماء ضحاياهم التي سالت في الحرب العالمية الثانية. إذ أن الشعوب هي من تحدد مقدساتها وخطوطها الحمر، ونحن كلادينيين عرب وكجزءٍ من الشعب العربي ورغم اختلاف أطياف مواقفنا السياسية من القضية الفلسطينية بين ليبرالي ويساري وبين أممي وقومي، فإننا - الموقعين ادناه، نعتبر أن تصريحات وفاء سلطان إن هي إلا شطط مجحف وغير لائقٍ علي الإطلاق، وذلك بناءً على ثوابت إنسانية و/أو ثوابت يفرضها علينا انتماؤنا.
إن أي اقترانٍ بين هذا الموقف شديد الغرابة من القضية الفلسطينية وبين نقد الإسلام هو أمرٌ لا نرغب بوجوده وتثبيته بشكل خاطئ في أذهان الجماهير: إذ أنه لا علاقة على الإطلاق بين القضيتين، بل إننا نؤمن أن الخلطَ بينهما وخروجهما من نفس الشخص بهذه الطريقة المؤسفة سيكون له نتائجَ عكسية ووخيمة على قضيتنا الأساسية كعلمانيين ولادينيين : ألا وهي بالتحديد فصل الدين عن الدولة ونشر الفكر العلمي كبديلٍ عن الفكر الخرافي الذي ينخر في أوصال أمتنا العربية من وجهة نظرنا.

طبيب/ محمد موسي الطنطاوي