هناك نقطة أخري مهمة;

هناك شكوي دائمة بأن مصر في أي عمل عربي مشترك تحاول أن تفرض سيطرتها وهيمنتها علي الأخرين وكان هناك حديث دائم لدي العرب عن هيمنة الثقافة المصرية وحتي اللهجة المصرية علي المناخ الثقافي بالعالم العربي وبالتالي الحديث عن ذوبان مصر في الأخرين يصبح كالمثل القائل" ضربني وبكي وسبقني وأشتكي" وخلاصة الأمر أنا لاعايز أهيمن علي أحد ولاأحد يهيمن علي بل الأفضل لمصر أن تنفتح علي الثقافات المحلية في العالم العربي.... أنا مثلا أستمتع بالدبكة الشامية وأتمني أن تنتقل لمصر ومعها المطبخ الشامي أيضا.

مصر عندما أنفردت بالساحة وفي غياب أي تنافس أدي ذلك للجمود وتدهور المستوي وعندما ظهرت مراكز أخري منافسة بدء الأداء المصري يتحسن من جديد وهذا واضح في الدراما التليفزيونية والسينما.

الإعلام المصري وقبل ظهور الجزيرةوغيرها من الفضائيات كان وصل لحالة مزرية وهناك تحسن ملموس وتدريجي في أداء الإعلام المصري بسبب وجود تنافس.

في الثمانينات وعندماكان يحدث حادث بحجم العبارة الغارقة التي راح ضحيتها ألف شخص كان الإعلام الرسمي وعلي رأسه التلفزيون بيتجاهلها تماما كما لو كانت حصلت في دولة تانية ومش هقولك مبينقلش صور, مبيقولش الخبر من أساسه وتعرفه من الأهرام تاني يوم في الصفحات الداخلية!!!!!

ياعزيزي يوم إغتيال السادات أنا كنت بتفرج علي العرض العسكري وبعد ماحصلت الدوشة وبدأت الكاميرا تهتز قطعوا الإرسال وقالوا إن العرض أنتهي وذهب الرئيس لبيته في الجيزة وبعدها بدقيقتين بدأوا في عرض فيلم العمر لحظة للمرة ال64 وكأن شيئا لم يحدث!! حتي خرج علينا بطل الضربة الجوية بعد الغروب وهو مربط ليعلن وفاة السادات وهو كان ميت أصلا في المنصة!

هذا العصر ولي بغير رجعة ليس لأن الحكومة أنصلح حالها ولكن بسبب وجود مصادر لانهائية للأخبار وبالتالي يصبح التكتم علي شئ ضرب من العبث.

طول عمر الإعلام بأوروبا وأمريكا إعلام حر ونزيه في مجمله لكن هذا لم يؤثر في الإعلام المصري لأنه إعلام غير عربي وغير منافس للإعلام المصري علي المستوي المحلي لكن عندما سطعت شمس الفضائيات العربية وكل الناس ولت وجهها شطر الجزيرة بدؤا يحترموا نفسهم وظهرت برامج كالبيت بيتك والعاشرة مساءا وثقافة الحوار لأبو إسلام:lol22: تناقش مشاكل لم أكن أتخيل أن يأتي يوم وتناقش علي شاشة التلفزيون المصري.