علي مدي ثلاث عقود تقريبا و اللعبة السياسية في مصر مرهونة بالصراع بين الحكومة و التيار الديني ممثلا في الاخوان المسلمين و علي هامش الصراع تم الاجهاز او اختراق او تمييع معظم التيارات و الاحزاب السياسية,
فما بين اختراق الاخوان للاحزاب و النقابات مما ادي بالحكومة الي تجميدها او اختراق الحكومة للاحزاب و الضغط علي قياداتها لضمان تبعيتها او في اقل تقدير تحييدها, في النهاية اصبحت معظم الكيانات الحزبية المصرية علي الهامش و معظم القوي الفعالة في المجتمع المدني مرهونة و تحت رحمة هذا الصراع بين الحكومة و الاخوان و تخيل البعض ان معادلة الشارع لكم "اي الاخوان" و السلطة لنا "الحكومة" سوف تسود
ثلاثة عقود و الدولة مجمدة
الحكومة تري الاخوان خطرا علي الدولة, خطرا علي وحدة نسيج الامة, تراهم جماعة محظورة تنشر السموم و مع ذلك لا مانع لدي الحكومة ان تعقد معهم الصفقات مثل صفقات انتخابات النقابات
الاخوان هم المعارضة, يصرخون مبارك يعتقلنا, الشرطة تعذبنا, معتقلينا يتعرضون للاغتصاب, و اعضائنا دائما مراقبين, لكن في النهاية يخرج مرشدهم ليقول الاخوان رجال مبارك

الاخوان يقولون نحن بالملايين نستطيع ان نحرك الشارع و نشعل الاضرابات و نهز اسس الحكومة, ثم لا شئ
يخرج مرشد عام الاخوان يطلب من كفاية التأدب في حديثها عن رئيس الجمهورية و لكن نفس المرشد يخرج ليقول طز في مصر
كنت سوف احترم المرشد لو قال طز في مبارك و ان الاخوان رجال مصر..........نحن ننتمي للاوطان و ليس الاشخاص......لكن مثله لا يقول هذا
الاخوان صدعوا دماغنا بأنهم لا يريدون السلطة بل و خرج المرشد في حوار صحفي يقول من يريد ان يحكم بلد مثقل بالمشاكل و الكوارث مثل مصر !!!!!
إذا كانوا لا يريدون السلطة و غير مستعديين لتحمل هذه المسؤلية فعلي اي اساس يترشحون في الانتخابات و ما الذي يسعون اليه
الان الحكومة تغلق امامهم كل المنافذ و الفوائد كثيرة
فرصة جيده للاحزاب تعرض برامجها و تحاول ان تستعيد بعض شعبيتها في غياب خطاب الاخوان الديني الذي يغلق عقول الشارع امام اي فكر سياسي او اقتصادي
الاخوان عليهم ان يواجهوا ضغوطهم الداخلية, شباب الاخوان مهما بلغت طاعة و سجوده تحت ارجل مكتب الارشاد فلن يستطيع تحمل استمرار الوضع علي ما هو عليه
منهم من يعتقد بضرورة تغير سلوك الاخوان السياسي نحو حزب سياسي مدني ذا مرجعية دينية علي غرار التجربة التركية
اخرين لديهم ميول للعنف و يشعرون ان الاخوان كثيرون و اغنياء و اقوياء و لذلك فبالنسبة لهم آن الاوان للتحرك و الاصتدام بالنظام و السعي للتخلص منه
اقتربنا من لحظة الفاصلة و مصر تراقب و علي جماعة الاخوان ان تختار اي الطرق سوف تسلك
المقالة التي نقلتها اري فيها مقدامات هذه اللحظة