{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
شيخ سعودي يكفر كاتبين بصحيفة "الرياض" ويحرض على قتلهما
لايبنتز غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 409
الانضمام: Jun 2007
مشاركة: #11
شيخ سعودي يكفر كاتبين بصحيفة "الرياض" ويحرض على قتلهما
(لا)




لا للتطرف، ولا للإرهاب، ولا للخضوع للتخويف والتهديد والتحريض، لا لمن يسعون لنشر الظلام، ويهتفون باسم السواد القاتم والدم القاني، المرتلين ألحان الكراهية البغيضة على أسماعنا، الناثرين لصديد أفكارهم المتطرّفة على مرأى من أعيننا.



لو قلّبوا صفحات التاريخ قليلاً، لعلموا أنّ الباحثين المقتنعين بأفكارهم لا يتراجعون بسبب عويل متطرفٍ هنا، وصراخ متشددٍ هناك، بل يثبتون ويؤكدون على أفكارهم وقناعاتهم، ويعلمون أنّ صرخات المتشددين دليلٌ على إصابة موضع العطب، وعويل المتطرفين برهانٌ على وضع اليد على الجرح، ويوقنون أنّه من هناك يبدأ الحلّ، ومن هناك نضع أقدامنا على طريق الألف ميل نحو تحرير الإسلام من أيدي خاطفيه المتطرفين، وطريق الألف ميل في بناء حضارةٍ ورقيٍ تجعلنا نتواصل مع العالم من حولنا بلا عقد كراهية ولا إكراهات بغضاء، طريق الألف ميل في سبيل استعادة كينونتنا الإنسانية وفرديتنا التي يسعون لوأدها ليحولونا لقطيعٍ يسوقونهم بعصيّ تطرفهم ذات اليمين وذات الشمال.





ثار الثائرون على الشافعي حين جاء بالرسالة وكانت في زمانها تطويراً حقيقياً للعقل المسلم، حتى وصفها بعضهم بالأمر المحدث، ولكنّه لم يرضخ لهم وقال: "لا"، ونشر الرسالة قدر ما استطاع، فكانت نقلة في تاريخ العقل المسلم نحو التغيير والتطوير والبناء.



أجلب المتشبثون بأهداب السائد، المنافحون عن المألوف، على ابن رشدٍ حين أبدع في التوفيق بين العقل والنقل، بين الشريعة والفلسفة، ولم ينحن ابن رشدٍ لعاصفتهم الهوجاء، بل استمرّ وازداد إبداعاً وتألقاً أضاء به ما بعده من قرونٍ لا في تاريخ المسلمين فحسب، بل في تاريخ البشرية كلها.



نعق الناعقون على الشاطبي حين افترع علم مقاصد الشريعة، واتهموه بما شاءت لهم أفكارهم السوداء وعقولهم المغلقة وأذهانهم البليدة، فلم يرع لهم سمعاً وبقي إبداعه حدثاً طوّر العقل المسلم خطواتٍ عمّا كان عليه من قبل.



إنّ سلسلة الباحثين الأحرار والمبدعين المميّزين طويلة الذيل في تراثنا الإسلامي، الطبري وابن الجوزي وابن سينا والرازي وأبو الوليد الباجي وغيرهم كثير، وما يجمع بين هؤلاء كثيرٌ من أهمّه أنّهم كانوا عندما يحاول الجمود قبر أفكارهم وإبداعاتهم ينادون بصوتٍ عالٍ واثقٍ قائلين: "لا"، بل حتى المنتسبين إلى المدرسة السُنيّة التقليدية تعرضوا للتكفير في مسائل دقيقة، ابن حبان كفّره المتشدّدون في مسألة "اكتساب النبوّة"، وأبو الوليد الباجي كفروه في مسألة "أمية الرسول"، وابن تيمية كفّروه في مسألة "تسلسل الحوادث" وغيرها.



أحاديث التاريخ لا تكاد تخطئ فضلاً عن أن تكذب، وقد حدثتنا أنّ الظلام لا يقف للنور، وأنّ التزوير لا يواجه الحقيقة، وأن الجهل لا يهزم العلم، إن التنوير لا يفتي بالقتل لأنه خصيمه، ولا ينصب المشانق لأنه يحاربها، ولا يكفّر المخالف لأنه مع حرية الرأي والتعبير، لكنّه يملك الحجّة التي بها يناضل، والرؤية التي عنها يدافع، والهدف الذي إليه يسعى وينصب.



في عام 1235م أسّس البابا غريغوريوس التاسع محكمة تفتيشٍ في الفاتيكان، كانت الخطوة الأولى التي انتشرت بعدها محاكم التفتيش في كامل أوروبا، تلاحق المفكرين والعلماء والباحثين، تقتل هذا وتعذّب ذاك، تشنق هذا وتمزق ذاك، باسم الله والدين، وتصدر فتاوى التكفير والاتهام بالهرطقة والزندقة، لاحقت هذه المحاكم غاليلو لأنه قال بأن الأرض تدور، وطاردت نيوتن لأنه قال بأن ظواهر الطبيعة يمكن تفسيرها بربط بعضها ببعض دون تدخل قوىً خارجية، وآذت ديكارت وسبينوزا وداروين وبرونو وغيرهم كثير ممّن لم يخضعوا ولم يتراجعوا ونادوا بصوتٍ عاقلٍ متزنٍ قائلين: "لا"، وانتصرت أفكارهم في النهاية وبقوا في ذاكرة البشرية مشاعل نورٍ وأعمدة علم، وأخمل التاريخ ذكر جلاّديهم حتى لا نكاد نعرف منهم إلاّ أقلّ القليل.



ما أشبه الليلة بالبارحة!، هكذا جرى على ضفاف السين في فرنسا، وعلى ضفاف التايمز في إنجلترا، وعلى ضفاف الراين في ألمانيا، وهكذا حدث ويحدث على ضفاف وادي حنيفة في السعودية، وعلى ضفاف النيل في مصر، وعلى ضفاف الأنهار المتحدرة من جبال أطلس في المغرب، وستظل شعلة التنوير والتغيير والتطوير سيفاً مصلتاً على رؤوس الظلاميين والمتحجرين والمتخندقين في كهوف الظلام.



نتذكر أسماء كبيرةً طالتها ملاسنات المتشددين بفتاوى تكفيرٍ ودعاوى تشويهٍ وتحريضٍ على القتل وحرمانٍ من الرزق وغير ذلك من أساليب الحرب الشرسة التي يشنّها التشدّد كلّما شعر بالاختناق من جرّاء طرح هذه الأسماء وأمثالها، فنذكر هنا الشيخ محمد عبده وجمال الدين الأفغاني وطه حسين وقاسم أمين وفرج فوده ونصر حامد أبو زيد كما نتذكر غازي القصيبي وتركي الحمد وحمزة المزيني وعبدالله الغذّامي ومنصور النقيدان ونستحضر الجابري وحسن حنفي وغيرهم كثير.



كم نحن اليوم بحاجةٍ إلى أن ننتصر للإسلام، أن ننتصر له من خصومه الألدّاء، خصومه الأكثر جنايةً عليه، خصومه الذين يزعمون أنهم حماته وهم خاطفوه، لقد ألقوا على أكتافه ما تنوء بحمله قداسته من تأويلاتهم المتطرفة وبشريتهم المدنّسة، ورموا عليه من نجاسات فكرهم وبشريتهم المشوّهة ما أضنى طهوريّته.



لم يكن في وضوح مبادئ الإسلام وسهولة ثوابته ما يمنعهم من إغراقها في مبادئهم هم وثوابتهم هم، وذلك إمّا عبر تضخيمها وتكبيرها وتوسيعها حتى تشمل كلّ ما هبّ في أذهانهم ودبّ في قلوبهم من قطعيّة وإقصائية وتضييق وتجبر وظلم، وإما بتفريغها من معناها الأصلي لتوافق ماله يسعون وينصبون.



ليست ثوابت الإسلام -فحسب- هي ما شوّهه واختطفه هؤلاء الزاعمون أنهم حماة الدين ورعاته، بل حتى محرّماته لم يكادوا يتركوا منها محرماً إلا انتهكوه، فالدم الحرام –على سبيل المثال- لم يصبح كلأً مباحاً فحسب، بل أصبح سفكه قربةً لله وليست قربةً مستحبةً فحسب بل قربةً واجبةً ومفروضةً!



وأنا أطالع كتب المتشددين في التراث الإسلامي قديماً وحديثاً وأتأمل خطاباتهم، لا ينقضي عجبي من قدرتهم على تخريب كلّ مبدأ نبيل، وتشويه كلّ فضيلة ساميةٍ، وإفراغ كل قيمةٍ من قيمتها، وكل خلقٍ من أخلاقيته، وتضييق كل متسع، وتوسيع كل ضيق، باختصار لقد نظّروا لنقيض ما أراد الإسلام، وبنوا ما أراد أن يهدم، وهدموا ما أراد أن يبنى.



مشكلة بعض هؤلاء مع الإسلام أنهم تلقّوه مشوّهاً واقتنعوا به حتى تغلغل في دواخلهم، وخالط ضمائرهم وأستحوذ على ألبابهم، وهم عاجزون بحكم قدرتهم الذهنية وبيئتهم المحيطة عن الانعتاق من هذا التشويه والتخلص منه عبر مساءلته عقلياً ومحاججته بالبرهان والدليل، لذا تجدهم يدافعون عن السائد لأنه سائد، وعن المألوف لأنه مألوف، ويحيلون مسائل العلم إلى إيمان، بل ويحيلون العادات الاجتماعية إلى عباداتٍ شرعيةٍ، والمسائل الفرعية في الدين إلى أصولٍ إيمانيةٍ، لتستمر جنايتهم وتتواصل سلسلة الجناية على الإسلام ممن يحسبون أنهم رعاته ودعاته وهم لا يعدون أن يكونوا كهنة التشويه وأحبار الحراسة.



إن دعاة التنوير والتغيير والتطوير يجب ألا يستكينوا لمثل هذه الحملات المغرضة والتأليب المدروس والتحريض الدموي، فتلك شنشنة نعرفها من أخزم، ويجب أن تصل الرسالة واضحة للمتطرفين بأنّ التنوير قادمٌ والتغيير مقبلٌ والتطوير سيظلّ على الدوام هدفاً ورسالةً، وأنّ الإسلام الذي جاء رحمةً للعالمين هو الذي سينتصر ويبقى، وسيكون لتشويهاتهم وتخريفاتهم مكانٌ رحبٌ في مزبلة التاريخ.



عبدالله بن بجاد العتيبي


03-17-2008, 12:06 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
شيخ سعودي يكفر كاتبين بصحيفة "الرياض" ويحرض على قتلهما - بواسطة لايبنتز - 03-17-2008, 12:06 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  شخص سعودي يقول الرسول والصحابه كانو يستعبدون الناس حتى جاء الملك فيصل فحرر العبيد الجواهري 0 1,014 06-09-2011, 03:38 PM
آخر رد: الجواهري
  ما السر في "تحرر" ثلاث شعوب charles de gaulle 78 2 1,842 05-20-2011, 11:01 PM
آخر رد: أسامة مطر
  آينشتاين : " الله خرافة طفولية" طرفة بن العبد 30 11,479 01-21-2011, 10:45 PM
آخر رد: مؤمن مصلح
  Humanism .. تعريف بـــ"المذهب الإنساني" في الإلحاد Beautiful Mind 23 7,554 09-20-2008, 01:47 PM
آخر رد: Obama
  الديانة "الساينتولوجي" Free Man 2 1,848 06-16-2008, 12:30 PM
آخر رد: محارب النور

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS