Array
لكني ايضا افرق بين نخبة الاخوان التي تدير الجماعة و بين شبابها و مؤيديها,
بالنسبة لي لن يصدمني اي تصرف من اي فرد او كيان فجميعنا بشر, كل شئ قابل للنقد و التعديل و التمحيص
بالنسبة لهم, هناك هالة التقديس التي يصبغونها علي الكثير من رموز جماعتهم كما ان مرجعيتهم الدينية فوق النقد, يمكن اختزال كل هذا في مشهد عضو مجلس الشعب المنتخب من قبل الشعب و هو يقبل يد مرشد عام الجماعة!
نسبة من الشباب الذي نشأ في كنف الجماعة يعاني المر في محاولة فهم ما يحدث في جماعته و لا يعرف كيف يوازن بين رفضه لسياستها و مفهوم الطاعة الذي شب عليه
يعرف قيادات الجماعة ايضا ان الشباب علي وشك الانفجار و هم في غاية الحذر فالجماعة لو فقدت السيطرة علي شباب الحركة الاسلامية سوف تصبح كارت محروق بالنسبة للحكومة, و اهم شئ يجعل الحكومة تصبر علي الاخوان هو استيعاب شباب الاسلاميين بعيدا عن القاعدة و الجهاد و امثالهم من التنظيمات و لو تراجع دور الاخوان في هذا المجال لما اصبح لهم اي فائدة
الشباب علي الناحية الاخري يري جماعته عبر 30 سنة لم تنجح في زحزحة النظام او تغيير الاوضاع,
اغلبية الشباب الذي يمثل وقود الاخوان هم من الطبقة المتوسطة و الفقيرة و هؤلاء يراقبون تطور الاوضاع الاقتصادية التي تعيد صياغة طبقات المجتمع و يجلس اغلبيتهم في مقاعد المتفرجين
تسرب لكثير من شباب الاخوان احساس بان الاستمرار هذه الاوضاع ثلاث عقود اخري ممكن
علي الناحية الاخري تتغير الحسابات حولهم و علي اكثر من جبهة
هناك الصعود السلفي و هؤلاء عنصر خطير في ضرب المرجعية الدينية للاخوان و هم وحدهم قادريين علي المزايدة عليهم بحرية في مجال الدين و العقيدة و هذا العنصر قاتل بالنسبة لهم, ما يقوله الكثير من الشباب السلفي في الاخوان لم يقله مالك في الخمر
[/quote]
عن أي كوادر تتحدث وأي انفجار تقصد!!
شارك الاشتراكيون الثوريون في التحالف من أجل "الإصلاح" والتغيير وتحمل تنكيت وتبكيت الجميع ولم يكسب من كوادرهم فرد واحد!! حتى لو كسبنا كادر أو 100, ليس هذا مايحتاجه اليسار. لسنا مقاولون أنفار ويخطئ من يفكر بهذا المنطق العقيم. جمهور الإخوان سيتخلى عنه عندما ينمو تيارين ممسوحين بأستيكة منذ عقود في الشارع المصري: اليسار بأطيافه, الديمقراطي والثوري والليبراليين.
على المستوى السياسي أيضا, حفرنا قبرنا بأيدينا; باعنا الإخوان عند أول مفرق للطرق, بمجرد فتح باب التصويت في الانتخابات الرئاسية, بعد إعلان التحالف بأقل من شهر, كان الإخوان هم أول من أعلنوا عدم التزامهم بموقف المعارضة بكل أحزابها وتياراتها.
أعلنوا عدم مقاطعتهم للإنتخابات الرئاسية وكانوا الرابحين الأعظم من معركة التغيير, سواء على المستوى السياسي أو الإعلامي بينما لم نكسب نحن إلا المهاترت العقيمة وفضيحة تفسخ وضعف اليسار على الفضائيات وصفحات الجرائد.ألا يعلمنا هذا اي شيء! إذا كنت تقصد بالكوادر الشباب القاهريين المنتمين للشرائح المتوسطة للعليا من الطبقة الوسطى فافتح مدوناتهم وستجد أن خلافاتهم مع القيادات سطحية جدا وليس لها أي علاقة ببرنامجهم السياسي الذي أعلن أحد نوابهم في البرلمان أنه مطابق لبرنامج الحزب الوطني في محاولة لإثبات أحقيتهم في حزب سياسي علني. وإذا كنت تتحدث عن كوادرهم في الريف فأين نحن منهم. لم نرى منهم أحدا. ولو رأونا, بكل هذا الضعف والتخبط لبصقوا في وجوهنا. يحتاج هذا الجمهور الذي تتحدث عنه لمتابعة معارك حقيقية ينتصر فيها اليسار ليبدأ في التساؤل.
الإخوان ليسوا فزاعة وفقط, مصالحهم مشتبكة مع مصالح النظام الاستبدادي الرأسمالي وهم جزء منه. إذا كان جمال مبارك يتحدث عن الإصلاح البيروقراطي والمهني بهدف خدمة شريحة حديثة من الرأسمالية المصرية فهذا الكلام لا يختلف كثيرا عن مشروع الاخوان الذين توغلوا بما يكفي في الأجهزة الإدارية ويحتاجون لجزء أكبر والمع من الكعكة. الفرق الوحيد هو الخطاب الإسلامي بالإضافة للجمهور المستهدف والمستخدم للوصول للهدف النهائي. افتراض أن العلاقة بين الطرفين هي علاقة صراع هو أسوأ خطأ وقع فيه اليسار الثوري في مصر, مستندا لأفكار اليسار الثوري في انجلترا. ترجمة خالية من أي روح لأدبيات ليس لها أي علاقة بالواقع المصري ولم يؤدي تبنينا الدوجمائي لها إلا للخسارة والضياع.
أدعوك لقراءة مقال سمير أمين
"الإسلام السياسي في خدمة الإمبريالية" وأعرف أنك ستختلف معه كثيرا لكنه بالتأكيد أفضل مليون مرة وأكثر واقعية من كتاب النبي والبروليتاريا الذي نقلته بنفسي على صفحات النادي, باب قرأت لك, منذ عام أو ربما أكثر.