Array
عن أي كوادر تتحدث وأي انفجار تقصد!!
شارك الاشتراكيون الثوريون في التحالف من أجل "الإصلاح" والتغيير وتحمل تنكيت وتبكيت الجميع ولم يكسب من كوادرهم فرد واحد!! حتى لو كسبنا كادر أو 100, ليس هذا مايحتاجه اليسار. لسنا مقاولون أنفار ويخطئ من يفكر بهذا المنطق العقيم. جمهور الإخوان سيتخلى عنه عندما ينمو تيارين ممسوحين بأستيكة منذ عقود في الشارع المصري: اليسار بأطيافه, الديمقراطي والثوري والليبراليين.
على المستوى السياسي أيضا, حفرنا قبرنا بأيدينا; باعنا الإخوان عند أول مفرق للطرق, بمجرد فتح باب التصويت في الانتخابات الرئاسية, بعد إعلان التحالف بأقل من شهر, كان الإخوان هم أول من أعلنوا عدم التزامهم بموقف المعارضة بكل أحزابها وتياراتها.
أعلنوا عدم مقاطعتهم للإنتخابات الرئاسية وكانوا الرابحين الأعظم من معركة التغيير, سواء على المستوى السياسي أو الإعلامي بينما لم نكسب نحن إلا المهاترت العقيمة وفضيحة تفسخ وضعف اليسار على الفضائيات وصفحات الجرائد.ألا يعلمنا هذا اي شيء! إذا كنت تقصد بالكوادر الشباب القاهريين المنتمين للشرائح المتوسطة للعليا من الطبقة الوسطى فافتح مدوناتهم وستجد أن خلافاتهم مع القيادات سطحية جدا وليس لها أي علاقة ببرنامجهم السياسي الذي أعلن أحد نوابهم في البرلمان أنه مطابق لبرنامج الحزب الوطني في محاولة لإثبات أحقيتهم في حزب سياسي علني. وإذا كنت تتحدث عن كوادرهم في الريف فأين نحن منهم. لم نرى منهم أحدا. ولو رأونا, بكل هذا الضعف والتخبط لبصقوا في وجوهنا. يحتاج هذا الجمهور الذي تتحدث عنه لمتابعة معارك حقيقية ينتصر فيها اليسار ليبدأ في التساؤل.

الإخوان ليسوا فزاعة وفقط, مصالحهم مشتبكة مع مصالح النظام الاستبدادي الرأسمالي وهم جزء منه. إذا كان جمال مبارك يتحدث عن الإصلاح البيروقراطي والمهني بهدف خدمة شريحة حديثة من الرأسمالية المصرية فهذا الكلام لا يختلف كثيرا عن مشروع الاخوان الذين توغلوا بما يكفي في الأجهزة الإدارية ويحتاجون لجزء أكبر والمع من الكعكة. الفرق الوحيد هو الخطاب الإسلامي بالإضافة للجمهور المستهدف والمستخدم للوصول للهدف النهائي. افتراض أن العلاقة بين الطرفين هي علاقة صراع هو أسوأ خطأ وقع فيه اليسار الثوري في مصر, مستندا لأفكار اليسار الثوري في انجلترا. ترجمة خالية من أي روح لأدبيات ليس لها أي علاقة بالواقع المصري ولم يؤدي تبنينا الدوجمائي لها إلا للخسارة والضياع.

أدعوك لقراءة مقال سمير أمين "الإسلام السياسي في خدمة الإمبريالية" وأعرف أنك ستختلف معه كثيرا لكنه بالتأكيد أفضل مليون مرة وأكثر واقعية من كتاب النبي والبروليتاريا الذي نقلته بنفسي على صفحات النادي, باب قرأت لك, منذ عام أو ربما أكثر.
[/quote]

- انا لا اتحدث عن استمالة كوادر الاخوان لاي تيار اخر, عملية صناعة كوادر الاخوان المخلصة عملية طويلة تبدأ من المدارس الاعدادية "احيانا قبل ذلك" و تستمر عبر المرحلة الثانوية و الجامعة و اغلبية من يكمل البرنامج التأهيلي حتي نهايته يصبح من الصعب ان يبتعد كثيرا عن دائرة التيارات الدينية و ربما لهذا السبب اشرت للسلفيين فنسبة ممن لا يعجبه الاخوان يقبل علي التيار السلفي لما يحمله ايضا من خطاب ديني بعيدا عن تقلبات و وجع دماغ السياسة
- التيارات التي تحالفت مع الاخوان ارتكبت حماقة فادحة من البداية, العقل يستطيع ان يري ببساطة ان جماعة الاخوان لا تحتاج لهذا التحالف من الناحية الجماهيرية لكنها تحتاجها من باب البروباجندا و انها تقود عملية المعارضة بهدف "الاصلاح" بشراكة مختلف التيارات, للاسف هناك من انخدع بهذا الفخ مع ان كل سوابق الاخوان تقول بانهم يستخدمون مثل هذه التحالفات كورقة علي مائدة صفقاتهم مع الحكومة, الغريب ان هناك من قال مرارا و تكرارا ليس معني ان نرفض الحكومة ان نتحالف مع الاخوان لكن للاسف تم اتهام هذه الاصوات بالسلبية او العمالة للحكومة, مثل هذه الاخطاء ما يجعل الاحزاب و التيارات المختلفة تخسر جماهيرها,يدخل رجال التيارات المختلفة التحالف متخيليين انهم قد يكسبون بعض من شعبية الاخوان و يتناسون ان اساس شعبية الاخوان ليس البرامج السياسية لكن في الاساس هو الدين و هذا ما يصعب علي التيارات السياسة ان تزايد علي الاخوان فيه لكن علي الناحية الاخري معظم مؤيدي هذا الحزب او هذا التيار يرفضون بالتأكيد منهج الاخوان و يشعرون ان حزبهم قد تخلي عن جزء من مبادئه و افكاره و تدريجيا ينفضون من حوله.
الاخوان يستطيعون دائما تبرير هذه التحالفات امام جماهيرهم بداية من الحرب خدعة, مرورا بان هذا مقدمة اختراق و نهاية بأننا لم نتنازل عن شئ من مبادئنا بينما الاخرين تخلوا و تراجعوا و ان مكاسبنا اكثر من مكاسبهم
و يبقي الدرس ليس معني ان تعارض الحكومة ان تتحالف مع كل من يعارضها بذات من تعرف يقينا انه اسؤ منها بمراحل و ان وصوله للسلطة يعني وضعا اسؤ مما تعيشه الان
- شباب الاخوان و مؤيديهم ليسوا فقط علي مواقع الانترنت و لكن حتي هؤلاء لديهم اعتراضات علي نهج الجماعة, لكن يجب ان تلاحظي ان الفترة الماضية تصاعدت حملة الاعتقالات و مشاكل غزة و في مثل هذه الحالات تكون الميول نحو تأجيل الخلافات "من نوعية لا صوت يعلو فوق صوت المعركة".
- إذا كان جمهور الاخوان سوف يتخلي عنهم عندما ينمو الليبراليين و اليسار الشيوعي فكيف اصلا سوف ينمو التيارين؟؟
تتحدثيين عن معارك ينتصر فيها اليسار, لكن مع من سوف تكون هذه المعارك ؟
هل مع اليمين الاسلامي"الاخوان" فلماذا تم التحالف معهم ؟
ام مع الجماهير العريضة التي تري اليسار مجموعة من الكفرة الشيوعيين؟
ام مع الحكومة الرأسمالية ؟ ام مع الامبريالية العالمية ؟
لا اعتقد في نهج الثوري بل اميل لعملية تحديث طويلة المدي تتحرك ببطئ لكن خطواتها ثابته, لقد رأينا بأعيننا النهج الثوري و كيف تثمر شجرته في زمن قصير لكنه يتناسي ان يغرس جزوره في التربة فيسهل اقتلاعه, و لا اتمني ان تسير مصر في نفس الطريق ثانية. افضل شباب يبحث و يتسائل عن مخرج حقيقي لتخلف بلادنا حتي و لو تراكم ببطئ عن شباب تجذبة الشعارات و الانتصارات الوهمية و لا تنسي ان هذا كان سلاح الاخوان فعلا
ليس لدي اي ثقة في الاخوان و لا في الحكومة لكن ما تفعله الحكومة يضع الاخوان في حارة سد, انتخابات الشوري خرج الاخوان صفر اليدين, المحليات تم منع اغلب مرشحيهم و مجلس الشعب القادم اعتقد ان الحكومة في طريقها لنفس الشئ, من الناحية الاخري الاعتقالات مستمرة و لا تتوقف و علي الاخوان الآن ان يحددوا المواقف.
هل ما يهدد به المرشد من عنف حقيقي, في هذه الحالة سوف يصدق عليهم ما تم اتهامهم به مرارا بأن تطليقهم للعنف لم يكن اكثر من تقية و خوف من النظام و اي مواجهة عنيفة الآن سوف تحسمها الحكومة, الحكومة تأكلت شعبيتها لكن جهازها الامني لا يزال قوي,
او ان يعلن الاخوان مسلك سياسي اكثر انفتاحا و برنامج يتراجع فيه الخطاب الديني في خطوة ربما سوف تبعثر الكثير من الاوراق في اروقة التيار الاسلامي
اما استمرار الحال علي ما هو عليه فيعني ان الاخوان لا ينجحون في الانتخابات و يستمر اعتقالهم و الاخوان بلا اي رد فعل
الكرة الان في ملعب الاخوان
- تشابك مصالح الحكومة مع الاخوان طبيعي جدا, فهما اقوي تيارين علي الساحة و بتالي فنقاط تماسهم كثيرة و لكن هذا لا ينفي صفة الصراع بل و الصراع علي هذه المصالح نفسها, ربما ما نراه الان من شد و جذب بين الحكومة و الاخوان هو محاولة الحكومة رسم دور الاخوان من جديد و بطريقتها بينما يقاوم الاخوان محاوليين الحصول علي اكبر دور ممكن "حصة اكبر من الكعكة"
احب ان اوضح هنا ان خلافي مع الحكومة في نهجها الاقتصادي ليس في تحريرها الاسواق او الخصخصة بل في تفشي الفساد و اهدار الموارد و عدم وجود خطط واضحة المعالم تسير عليها الحكومة, في هذا المجال تستطيعي تصنيفي في خانة الليبراليين و ان كنت لا احب احصر نفسي تصنيف محدد.
الساحة المصرية تحتاج اليساريين كقوة ضاغطة مدافعة عن مصالح قاعدة عريضة في المجتمع لاحداث توازن مع التوسع الرأسمالي الذي تنتهجه الحكومة حاليا مقترنا بدرجة عالية من الفساد و الاحتكارات, الغريب ان القاعدة الجماهيرية التي يفترض ان تؤيد اليسار موجودة و حاضرة لكن اليسار المصري غير موجود و محصور خلف خطاب جامد لا يفقه اغلبية المجتمع.