ظاهرة الجزيرة هي برأيي ظاهرة جيدة جداً، بل ممتازة.
وهي تعبير فعلي عن تهميش العلمانيين الدائم لأنفسهم. نحن كعلمانيين غير قادرين على التكيف مع العصر العربي الجديد حتى في ليبراليته. فيصل قاسم علماني على ما أعتقد، وهو لم يخطئ ولكنه بالعكس أبدع في تهميشه لما يمثله من علمانية ضمن رغبته برفع عدد المشاهدين، مثلاً فإنه قبلاً استقدم علمانيين غاية في الذكاء كالجباعي ولديه حنكة وثقافة قوية وبينة للعيان وعمله حرفي يستحق التقدير ولكن عليه برأيي أن يفكر أكثر ببراغماتية علمانية، وربما سيفعل بحسه البديهي العملي، ورأيي أنه لو استخدمه جيداً سيبقى بقوة في الجزيرة.
بكل حال، أفضل مذيعي الجزيرة حالياً هو أحمد منصور برأيي، رغم إسلاميته، لأنه يتميز بالهدوء وقوة الشخصية والثقافة، ويستحق بشكل طبيعي لقب أفضل منظم برامج ثقافية ولقاءات.
والسؤال الحقيقي ليس هل سيربح القرضاوي أمام فيصل قاسم، فالقرضاوي مجرد منتج خليجي/مصري/أخواني، لا حول له ولا قوة، هو مستفيد بشكل تجاري بسيط لا إداري وليس كمركز قوة بحد ذاته. بل بين تيار الإسلاميين في الجزيرة وبعض فلول العلمانية التي ربما ما زالت موجودة.
والتباكي لا ينفع شيئاً، فالفشل هو الفشل. وعلينا كعلمانيين الاعتراف بالفشل حين يحدث، لا أن نلقي باللائمة على غيرنا.

خالص تحياتي