{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
شيخ سعودي يكفر كاتبين بصحيفة "الرياض" ويحرض على قتلهما
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #12
شيخ سعودي يكفر كاتبين بصحيفة "الرياض" ويحرض على قتلهما
الكاتب بين التكفير والتحريض

GMT 0:45:00 2008 الأربعاء 19 مارس

البيان الاماراتية



--------------------------------------------------------------------------------


سليمان الهتلان

في الوقت الذي يجدر بنا أن نكرس فيه أغلب جهدنا على هموم التنمية الشاملة في منطقتنا المقبلة على تحديات كبيرة وخطيرة ها نحن - من جديد - ننشغل بفتاوى التكفير ومحاولات التحريض ضد أهل الرأي المختلف وضد الأصوات الناقدة (على قلتها) في مجتمعاتنا، تلك أزمة.
الفتوى الجديدة التي يكفر صاحبها أثنان من كتاب جريدة الرياض السعودية (عبد الله بن بجاد العتيبي ويوسف أبا الخيل) تعيدنا ـ من جديد ـ إلى أسئلة حرجة تتناول خطورة الواقع وتؤكد أيضاً أننا بحاجة عاجلة لجهود جادة من أجل تحليل مناخنا الفكري وخطابنا الديني.
فمنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر (2001)، شهدت السعودية (والمنطقة عموماً) حوارات متواصلة ومختلفة وظهرت أصوات جديدة تدعو لانفتاح حقيقي على أزمات المجتمع وباشرت نقد الخطابات التي هيمنت على المشهد كله خلال ثلاثة عقود متواصلة مما رسخ نوعية من التفكير المحافظ والمنغلق في أحيان كثيرة.

فمن غير المعقول أن ينجب الفكر المنغلق والإقصائي جيل منفتح على العالم ومتسامح مع «الآخر»، ومن البديهي أن يغذي هذا الخطاب الأحادي مشاعر الخوف من أي فكرة جديدة ومختلفة، ومن البديهي أيضاً أن يتوجس المجتمع خيفة من أي صوت جديد أو رؤية إصلاحية بعد هيمنة خطاب (وفكر) إقصائي طويلاً.
يقابل هذا الخطاب الكاره لكل شيء تلكؤ أو تردد في اتخاذ خطوات عملية وفاعلة لتفعيل أفكار تنويرية كثيرة ستسهم بالتأكيد ـ إن أتيح لها فرصة الحياة ـ في إخراج المجتمع من حالة العداء ضد الآخر وضد كل فكرة جديدة ومختلفة.
وللأمانة فاللوم هنا لا يقع كله على الخطاب الديني في السعودية في تأسيس هذه الحالة المخيفة من التفكير المعادي للحداثة (بكل أشكالها) إذ أسهم الخطاب الصحافي التقليدي هناك في تكريس حالة الانغلاق تلك كنتيجة طبيعية لهيمنة مدرسة صحافية بليدة وراكدة تحكمها مصالحها الخاصة أكثر من مسؤوليتها المهنية والأخلاقية.

هل حقاً أسهمت الصحافة المحلية في فتح نوافذ جديدة للمجتمع كي يعي حقائق التغير الكبيرة حتى في بلدان الجوار القريبة؟ أم أنها استغلت كل فرصة لتهميش تجارب النجاح في البلدان المجاورة وتضليل «الداخل» تجاه ما يحدث من حركة خارج حدوده؟
ندرك جيداً أن تركة ثلاثة عقود من الإقصاء الفكري وغياب الأصوات الناقدة الجريئة لن تزول بين ليلة وضحاها. ولكننا في الوقت نفسه نعرف أن خطوات الإصلاح الفكري في المنطقة كلها لاتزال بطيئة وتتراجع كلما هدأت الأزمات السياسية وكأن الإصلاح مرهون بأزمات إقليمية ودولية.
وفي نهاية النهار: من يدفع ثمن هذا التباطؤ؟ قلناها مرارا ونكررها ـ للأسف ـ كثيراً بأن حقائق التغيير في عالم اليوم كثيرة ومتواصلة. وسنكرر التذكير بأن «اليوم» تاريخ جديد ومختلف عن «أمس». أما «غداً» فعصر آخر لا يكون له أي علاقة بالأمس القريب والبعيد فهل من العقل أن نواجه تحديات الغد التنموية الكبرى بفتاوى تكفيرية أو مقالة تحرض السلطة ضد كل من يكشف مواطن القصور أو يحذر من الكارثة؟
تكفير مواطن مسألة خطيرة لكن القضية هنا أبعد من تكفير كاتبين لأنها تعكس حقيقة مؤلمة منها أن العقل (في عالمنا) ما زال أسير الرقابة (بكل أنواعها) التي تعزل المجتمع عن سماع آراء أخرى تؤسس ـ حتى وإن بشكل أولى ـ لثقافة تحترم اختلاف الرأي وتشيع جواً جديداً من الحوار والمناظرة وقبول الرأي الآخر، ثقافة تؤمن فعلاً بالتسامح وتمنح فرصة لرؤية ما لا يُرى وسماع ما لم يُسمع بعد.
وهذا «مشروع» ضخم لا بد أن تتصدى له مؤسسات كاملة ولابد أن يكون «إستراتيجية» تنموية للمجتمع كله وتلك مهمة صعبة تتطلب كثيراً من التضحية وبعض التنازلات. أما إلقاء اللوم كله على جانب واحد من المشكلة (كأن نلوم الخطاب الديني فقط دون غيره من الخطابات) فلن يقود إلا إلى عودتنا للعبة تبادل التهم واستغلال كل فرصة لتصفية حسابات قديمة وجديدة.

ففي الوقت الذي نرفض فيه مثل هذه الفتاوى التكفيرية يجب أن نرفض أيضاً محاولات التحريض الأخرى ضد أهل الرأي الناقد والمختلف. فهل يعقل أن يستمر السكوت إزاء صوت نشاز ومعروف باستغلاله لعلاقات «النسب والحسب»، وهي تأهيله الوحيد، لتحريض السلطة ضد كل من يختلف معه أو يرفض أن يكون «خوياً» في معيته؟ كيف لمواطن يحترم نفسه.
ناهيك عن صحافي وكاتب، أن يصف حديثا تلفزيونيا حر وجريء مع رجل وطني كريم ومسئول معروف بصراحته وحرصه على تنمية بلاده وتطورها بما يشبه التصريحات النارية لوليد جنبلاط؟ ما الفارق بين محرض يستغل الفتوى الدينية ومحرض آخر يستغل علاقات القربى لقمع أي صوت يختلف معه؟ وأين «الوسط الثقافي» أو «الصحافي» من محاولات التحريض التي يمارسها بعض المنتمين إليه بحق كل صوت جريء ومختلف؟
هل هو الجبن أم النفاق أن تقوم دنيا الإعلام العربي ولا تقعد إن تعرض كاتب لتحريض من صاحب فتوى فيما تخرس ألسن الوسط الثقافي والصحافي وتدفن رؤوسها في الرمل إن تعرض صاحب رأي وطني أو زميل مهنة لتحريض رخيص وعلني من زميل مهنة آخر يستغل سلطته العائلية لقمع المختلفين معه وفي وضح النهار؟
سيأتي من يبرر بأن الفتوى قضية خطيرة، وأنا أعرف عز المعرفة أنها فعلاً خطيرة وظاهرة قاتلة وقد ندفع كلنا ثمناً باهظا لها، لكنني أثق تماماً أن التحريض ـ بكل ألوانه وأشكاله ـ يبقى «قلة أدب» يجب أن ترفض وتستنكر وفي وضح النهار أيضا.



03-20-2008, 12:05 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
شيخ سعودي يكفر كاتبين بصحيفة "الرياض" ويحرض على قتلهما - بواسطة بسام الخوري - 03-20-2008, 12:05 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  شخص سعودي يقول الرسول والصحابه كانو يستعبدون الناس حتى جاء الملك فيصل فحرر العبيد الجواهري 0 1,014 06-09-2011, 03:38 PM
آخر رد: الجواهري
  ما السر في "تحرر" ثلاث شعوب charles de gaulle 78 2 1,842 05-20-2011, 11:01 PM
آخر رد: أسامة مطر
  آينشتاين : " الله خرافة طفولية" طرفة بن العبد 30 11,479 01-21-2011, 10:45 PM
آخر رد: مؤمن مصلح
  Humanism .. تعريف بـــ"المذهب الإنساني" في الإلحاد Beautiful Mind 23 7,554 09-20-2008, 01:47 PM
آخر رد: Obama
  الديانة "الساينتولوجي" Free Man 2 1,848 06-16-2008, 12:30 PM
آخر رد: محارب النور

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 4 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS