Array
غریب انك تطلب مناقشة شخص تتهمه مسبقا انه نقل دون وعي :mellow:
[/quote]
عذرا على التعبير ان لم تستسيغه. ولكن بعد ان اطلعت على عدد لا بأس به من المواضيع التي وضعتها في موقعك، قلت في نفسي ان هذا الانسان لابد انه ينقل بلا وعي، على الاقل في بعض الاحيان. فمثلا وجدت في احد مواضيع موقعك ان النبي محمد اقتبس من الشعر الجاهلي ووضعه في القرآن. والمثال المضروب على ذلك هو بيت الشعر:
دحاها فلما رأها استوت ... على الماء أرسى عليها الجبال
والالفاظ المستخدمة في هذا البيت قريبة من الالفاظ القرآنية في سورة النازعات:
"والارض بعد ذلك دحاها . أخرج منها ماءها ومرعاها . والجبال أرساها"
ومن يتمعن في المعنى لا يجد تشابها بين ما يقوله القرآن وبين بيت الشعر سوى تشابه الالفاظ. فنجد بيت الشعر يصور الارض كالسفينه (استوت على الماء). بينما القرآن يقول "أخرج منها ماءها ومرعاها". الان بإمكانك القول ان محمد أخذ الالفاظ فقط وغيّر المعنى، لأنه لم يدخل في رأسه بأن الارض تعوم على الماء كالسفينة. والقول المنطقي ان قائل هذا البيت لا يفقه من اللغة العربية إلا القليل، أخذ ألفاظا من القرآن وأقحمها في بيت من الشعر، وهو بالتأكيد ليس من شعراء الجاهلية، والاحتمال انه من الموالي الذين جائوا للجزيرة العربية بعد الاسلام، فقد ابدع الكثير منهم في اختلاس الفاظ القران وإقحامها في أبيات من الشعر، ثم نسبة الشعر الى شعراء الجاهلية. وهذا ما قاله طه حسين. وعندما قال ذلك، لم يكن دفاعا عن القرآن، لأنه لم يكن يؤمن به، ولكن حفاظا على لقبه "عميد اللغة العربية"، فإن كان عميد اللغة لايستطيع تمييز الشعر المنحول من الشعر الاصلي، فسيكون اضحوكة امام الناس.
أمّا بالنسبة للايات القرآنية في الاعلى، وقد اتخذتوها هزوا في العديد من المقالات في موقعكم، فإنها لو أمعنت فيها النظر والتفكر لوجدتها تحتوي على معلومات علمية عظيمة لم يتمكن العلم الحديث من الوصول اليها بعد. فما تقوله العلوم الجيولوجية الحديثه ان البحار والمحيطات سقطت على الارض من كواكب أخرى على هيئة قطع من الجليد، والقرآن يقول ان هذه البحار والمحيطات جاءت من الارض نفسها. والجبال ارساها، مما يعني ان الارض في الاصل لم يكن فيها جبال، وإنما ارسيت بعد ذلك. ودحى الشيئ، كما هو في القاموس، "بسطه ووسعه"
http://lexicons.sakhr.com/openme.asp?fileu...ml/4097747.html
وهذا يعني ان الارض في الاصل كانت وعرة، وبعد ذلك بسطها. وأيضا وسعها، مما يعني انها كانت أصغر حجما من الان! وهذا يفسر نشوء البحار والمحيطات ونشأة الحياة على الارض، بعد ان كانت يابسة فقط لا ماء فيها ولا مرعى. وما تقوله النظريات الجيولوجية الحديثه من سقوط الماء كقطعة جليد، ونظرية حركة القارات، فهذه نظريات لاتستند الى دليل ونرفضها جملة وتفصيلا. "وهو الذي (((مد الارض))) وجعل فيها رواسي وانهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين..." (الرعد).
وفي القاموس: مد الشيء "زاد فيه"، والمواد تتمدد بالحرارة وتنكمش بالبرودة.
http://lexicons.sakhr.com/openme.asp?fileu...ml/4095176.html
فأين ما نجده في القرآن وما نجده في أبيات الشعر المنحوله؟
وأين ما نجده في القرآن وما تقوله النظريات الجيولوجية التي لا مصدر لها سوى تخمين البشر؟
ولو أمعنتم النظر (انت وزملائك الملحدين) في الخارطه المرسومة على الكرة الارضية لوجدتم جميع اليابسة تركب على بعض من جميع الجهات، حتى من جهة المحيط الهادي، الجهة التي لا تفسر تطابقها نظرية حركة القارت! وهل فسرت النظريات الحديثة الحركة البركانية الغير طبيعية في العصر الكمبري وما تلاه (Cambrian period) التي صدعت بالارض من كل جهة؟ وهل كان بمحض الصدفة ان تنشأ الحياة على الارض تزامنا مع الزلازل والبراكين ونشأة الجبال والمحيطات. والله سبحانه وتعالى يلخص ذلك في جملة واحده، "والارض مددناها والقينا فيها رواسي وانبتنا فيها من كل شيء موزون" (الحجر)، ويقابلها: "والقى في الارض رواسي ان تميد بكم (((وبث فيها من كل دابة))) وانزلنا من السماء ماء فانبتنا فيها من كل زوج كريم" (لقمان). وكل هذا حصل دفعة واحده، ومن غير تدرج وتطور.
هذا جوابا مختصرا لجميع المقالات التي تضمنها موقعكم والتي سخرت من آيات القرآن الخاصة بالارض، واذا اردت المزيد سنزيدك، وان اردت النقاش فأهلا وسهلا.
أما عن ذو القرنين، فسوف اخص له ردا منفصلا انشاء الله عندما تسمح الفرصة، آخر اليوم أو غدا. ولن اجادلك فيما يحتمله ظاهر القرآن، ولن نعتذر بالمجاز، ولن نقول رآى الشمس غربت خلف الجبل أو في البحر. كلش ولا تزعل! فالقرآن لا يفسر الا على ما يحتمله ظاهره من معاني القاموس. فإن قال القرآن "وجدها" فهو كذلك، وكما قلت في ردك السابق "وجدها" غير "رآها". فالرؤية تحتمل الخيال كما تحتمل الحقيقة، إمّا الايجاد فهو وجود الشيئ والتأكد من وجوده، قال تعالى: "كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا". فهل كان زكريا يتهيأ له أم وجد الشيئ وتأكد من وجوده؟ "حتى اذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة" وهل العين بحر؟ العين هي منبع ماء في مكان صغير نسبيا لا يقارن بالبحر بكل تأكيد.
"بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما ياتهم تاويله..." :o