كان المفروض إن غير المتعلمين ينتجوا سلع بدائية غير متطورة ، والمتعلمين ينتجوا سلع جيدة متطورة تماثل الإنتاج الأوربى ، لكن المتعلمين لم يدخلوا مجال الإنتاج وإكتفوا بالإستيراد
والسبب هو إنقسام المجتمع لسادة وعبيد ، أو غزاة وشعوب أصلية ، أو فاتحين ومفتوحين .. حيث يحتكر السادة أو الغزاة أو الفاتحين كل شىء ويكون الزراع والصناع بلا قيمة ولانفوذ ولاأهمية
فخريجى التعليم إختاروا ان ينضموا لطبقة الحكام ليتمتعوا بالإمتيازات الكبيرة ، ورفضوا ان ينضموا لطبقة الزراع والصناع الفاقدة للقيمة والسلطة فى المجتمع
كماأن التعليم الذى يتلقونه محذوف منه الفلاحين والمصريين والأوربيين وبالتالى فهم لايحترموا العمل ولاالعاملين المنتجين
فيه مثل شعبى يقول : الإيد البطالة نجسة ، لكن الثقافة المدرسية تقول : الإيد الشغالة نجسة ، فهم يحتقرون كل من يعمل بيده ، ولايحترمون سوى السيف أو القلم
فيه سبب آخر لعدم دخول المتعلمين مجال الإنتاج وهو أنهم يتصورون أنهم أوربيين أو مماثلين للأوربيين ، ولو دخلوا مجال الإنتاج وعجزوا عن إنتاج سلع مماثلة للإنتاج الأوربى فسينكشف وهمهم أنهم أوربيين أو مماثلين للأوربيين لذلك إكتفوا بالإستيراد حتى يظهروا بمظهر الأوربيين وأنهم ليسوا اقل منهم