عزيزي Amsyr، الأخ المحترم،

من ملاحظاتي الشخصية إن العربي شخصية معقدة فهو إن خاصم فجر وإن ألحد وهو مسلم فهو يحن لإسلامه والويل كل الويل لمن يقترب من الإسلام أو يمس النبي محمد بأي كلمة. أين كنتم يا مسلمين يا ملحدين يا أنصار احترام الميراث الإسلامي عندما تضافر الإعلام العربي كله وبلا استثناء للطعن والتجريح في عقائد المسيحية ودون إدانة صغيرة منكم ولو بكلمة "عيب"؟ أين كنتم عندما خرج أحمد ديدات وكتبه التي تملأ الأسواق ومسحت بالمسيحية البلاط ولا يجروء مسيحي وقتها أن يفتح فمه وإلا تم تقطيعها إربه هذا الكافر ابن الكافر؟ امتلأ السوق العربي بكتب لا حصر لها وأكثرها هو في الطعن والتجريح في المسيحية وصارت لها شعبية فظيعة. الثقافة الشعبية مشبعة بمثل هذه الكتب والتلفزيون لا يبخل أيضا بمساهماته فيقول لنا من حين لآخر أن هناك فلان كان مسيحي وأسلم ولا يجروء واحد أن يقول إنه كان مسلم وتنصر مثل حالاتي؟ طالما أنت مسلم حتى ولو بالانتماء الثقافي فحتما تعرف موقعك من خريطة العالم الدولي الكزموبوليتاني ولن أخصص وأقول العالم المتحضر.

وعلى فكرة، تفريقك بين الإسلام السياسي والإسلام الروحاني هو مزحة ودعابة طريفة ولا تنطوي على أي واحد له عقل ويعرف أن الإسلام دين ودولة وأن الهجرة للمدينة قد أرست دعائم الدعوة وإن الإسلام ليس نوع من أنواع النسك البوذي أو الرهبنة السريانية بل "إذا جاء نصر الله والفتح....". هناك فتح. هناك هيمنة سياسية لإسلام سياسي ضمن نسيج النص القرآني مهما حاولتم تبريرها ونفيها وإقصاء أصحاب الإسلام السياسي وكأنهم هبطوا من كوكب آخر وفجأة وبقدرة قادر صاروا دخلاء على روح النص القرآن ولا تزال به سورة التوبة بأكملها دون تجميد.

وتقول:

Arrayهذه الظاهرة هي تحول البعض (وأرجو بشدة أن يكون هذا البعض قليلاً) من المسيحيين الشرقيين إلى مهاجمة الإسلام كعقيدة والنبي محمد كشخصية وإطلاق كافة الشتائم والنعوت القبيحة بحقهما وحق كل من يتبعهما مما يخطر ولا يخطر على البال.[/quote]

وهل سبق أن سألت نفسك لماذا ينشغل المسيحي من أساسه بالتفكير ولو مجرد التفكير في محمد أو نقده؟ ألعل هذا كان رد فعل في مجتمع يعامله وكأنه مواطن من الدرجة العاشرة ولا يتورع عن التجريح في عقيدته؟ وإن كنت ملحد حقاً كما تقول، لماذا تأثرت مجرد التأثر بأي كلام يقال عن محمد؟ ألعل هذا هو الحنين للإسلام؟ وأي إلحاد هذا يكون عندئذ؟ أؤكد لك أنه لو تمت معاملة المسيحيين المشرقيين أقل معاملة آدمية ومساواتهم بباقي المواطنين في جميع الحقوق لما فكر أحد بالمرة مجرد التفكير في محمد. بماذا يهمني أنا كمسيحي شخصية محمد؟ من جماله وأنا مش داري؟ :smug:

من جهة الفتح العربي أو الغزو العربي فحتما قام بتشويه ثقافتك العربية التي تحبها أسوأ تشويه وتحولت من ثقافة تعددية إلى ثقافة أحادية قمة الأحادية. البدوي لا يعرف سوى الأحادية والإسلام هو وريث الثقافة الرعوية البدوية السامية. من بلاد خرج من رحمها الإلهة عشتار إلى بلاد تفرض الإسلام على الناس ولو كره الكافرون و"طوعاً أو كرها". القرآن هو الذي يتحدث وهذه هي أقل أدبيات القرآن: طوعاً أو كرها.. وتستنكر مسألة حد السيف وكأني بالإسلام جاء من القسم الملحق بمقالات مونتاني الفلسفية :smug:حقيقة ما أغرب أمر المسلم حتى ولو ألحد! الحمد لله إن الواحد خلص من الإسلام ودون أسف بالمرة عليه.