أعجبني موقف "بيوتيفل مايند" وموقف "أبو ابراهيم" (f)

بالنسبة لي، أومن (كعلماني) أنه من حق "مجدي علام" - غير القابل للتصرف - أن يطلب الدخول إلى المسيحية عبر المعمودية يوم الفصح المجيد. ومن حق "البابا"، وهو "أسقف روما"، أن يعمدّه بيديه أمام الناس كافة. فهذا جميعه يدخل في "إطار الحرية الدينية" لكل دين من الأديان. فالحرية الدينية تعني - بين جملة ما تعنيه - حرية اعتناق الفرد (أو الجماعة) لدين من الأديان، وحرية المؤسسة الدينية لهذا الدين في نشر أفكارها وممارسة دعوتها وإذاعة نجاحاتها وممارساتها على الملأ. شريطة أن يتم هذا دون قصر وإكراه وإجبار وإرهاب للآخرين، أفراداً ومجموعات.

هذه الحرية الدينية إذاً تكفل اعتناق المسيحية لمجدي علام وغيره كما تكفل لقداسة البابا تعميده. وهي تكفل - على قدم المساواة - اعتناق "الإسلام" "لستيفن" أو "جيمي" أو "الياس" أو "حنا" أمام سماحة "شيخ الأزهر" (لو أراد)، وتكفل لهذا الأخير الدعوة لدينه وإذاعة اعتناق هذا الدين على الملأ لو شاء ذلك وأعد له العدة. طبعاً، الأمر لا يتوقف على المسيحية والإسلام فقط، ولكن على جميع الديانات المختلفة الأخرى وبشكل مساوٍ للمسيحية والإسلام.

من ناحية أخرى، فإن هذه "الحرية الدينية" لو فسرناها تفسيراً معاكساً - A Contrario - تكفل للفرد (والجماعة) أن يتخلى عن دينه الذي ولد عليه أو الذي اعتنقه سابقاً دون أية مشكلة. بل هي تكفل "للادينيين" و"الملحدين" الدعوة إلى "مذهبهم ومعتقدهم" ونشر أفكارهم واجتهاداتهم وإذاعتها أمام الناس، دون أن يتعرضوا لإحن ومحن وإرهاب من طرف الدينيين.

استناداً إلى ما تقدم، وثقة مني بضرورة علمنة المجتمعات وقيمها، فإنني أشكر "قداسة البابا" على هذه الخطوة الجميلة وأشد على يده بعرفان وامتنان. وأدعو "سماحة شيخ الأزهر" و"حاخامات اليهود" ورجالات "البوذية" و"الهندوسية" و"الكونفوشيوسية" و"الشينتو" وجميع الأديان إلى إذاعة مثل هذه التحولات للأشخاص إلى أديان مختلفة. إيماناً مني بضرورة الزرع في النفوس أن "الدين - كل دين - هو خيار فردي حر"، يستطيع المنتسب إليه أن يتحول عنه ويبدله بل يخلعه مثلما يخلع ثوبه، دون أن يؤذيه هذا التحول والتبديل في أي حق من حقوقه المدنية، ودون أن يسقط عنه واجباً واحداً من هذه الواجبات المدنية.

واسلموا لي
العلماني