الأصل ليس فصل الحدث عن ظروفه، ولا عما يحيط به من قرائن، حينذاك لا يكون البحث مجديا إطلاقا.

قد يسر العالمانيون بصيرورة الدين أمرا شخصيا ينتقل منه المرء من شكل لآخر كما يغير ثيابه، ضمن الحريات الأربعة التي يرون، ولن نجادلهم بهذا فالثمار تتشابه بين شجر متباين، لكن الأمر ليس كذلك مطلقا، فلأمر ما جدع قصير أنفه، هو أنفه وحده وجدعه أمر يخصه، لكننا لن نترك أمر جدعه لأنفه للنوم على الغش.

الرجل لم يظهر له رب المجد يسوع في تجل يأمره بالكف عن رفس مناخس، وليس بريئا مطلقا، الرجل عنده عداء شخصي لأمته، وهذا أمر يعنيه فلن نعبأ بمن يقتله السل بغضا ما لم يظهر لنا السوء، الرجل يريد الشهرة والرقي في سلالم الوظائف الصحفية، وهذا أيضا يعنيه، لكنه يريد كل ذلك على حسابنا وهذا ما نرفضه.

ليس تحول هذا الإنسان بعملية منفصلة عن الزمان والمكان والظروف التي تحيط به، ولو أنه أراد التحول للمسيحية وغيرها فليس ذلك بالضرورة عن طريق تمجيد دولة إسرائيل.

هنا يظهر أمره، ويبدو لنا أن فاتورة تحوله علينا أن ندفعها نحن.

بيوتيفل مايند، لا تظنني سأغاضبك من أجل أقوالك، لكنني أرجو منك أن لا تندفع يحملك الهوى والكره لما تجهل، فأنت كمصري، أو غيرك لن يعرف بالضرورة أن كلمة الخوري هي وظيفية دينية كنسية تشابه القمص في مصر، فمن الصعب أن تتهم رجلا أنه من بيت الخوري أنه بالضرورة مسلم، هذا مما يندر عزيزي، وحين يغضب بسام من أجل صنيعة هذا الرجل، ذلك أن بسام يعرف معنى أن ينتشر التعصب في بلده، وينهار التعايش بين المسلمين والمسيحيين، وأن هذا الرجل الساعي للشهرة قد يؤدي إلى حركة من العوام قد تؤدي إلى خسائر مادية أو حتى أعظم، بشرية، وهذا ما يرفضه بسام.

بسام لن يرفض تحول حنون من الإسلام إلى الكاثوليكية، وهو بالمناسبة لا يعبأ كثيرا بكليهما، بسام يأبى أن يصير موضوع التحول أداة لإثارة النار بين الرماد الساكن في بلده. ومن أجل هذا انفعل.

أما نقدك للإسلام، فلو أنني رأيت شيئا من نقدك يرقى لمستوى النظر لقد ربما أنظر فيه، لكنه للأسف مثل جل من يعادون الإسلام، ينطلقون من مبدأ من جهل شيئا عاداه، قد تكون عاديت تدين الخوارج، وهذا أمر مألوف، وقد تكون مررت بظروف صعبة نظرا لانحطاط منطقتنا ضمن الظروف الصعبة التي قد تضغط على الأقليات أكثر من الأقلية، لكنني لم أجد غير ذلك مما أستطيع بحثه ونقاشه.

عامة، حاول أن تنتزع الإسلام من صدور الناس، لكنني لا إخالك ستنجح ضمن هذا الطريق، لعل اختيارك طريقا أكثر كياسة لا يصادم العامة قد يكون أنجع لك ولغيرك.