قادة عرب رفضوا عرضا من بشار بمصالحة غير مشروطة ..مصادر دبلوماسية: قمة دمشق سترفض المحور السوري ـ الإيراني


--------------------------------------------------------------------------------







كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة ان قادة عرب مؤثرين رفضوا مقترحا من الرئيس بشارالاسد نقله مسؤول خليجي رفيع يرتبط بعلاقات خاصة بدمشق يقضي بتحقيق مصالحةعربية شاملة في القمة مع بشار من دون شروط مسبقة، وقالت ان هذا المسؤول حاول الترويج للمقترح السوري مشيرا الى انه سيعزز الموقف العربي الموحد في التعامل مع ايران ومع الغرب.
وعزت المصادر رفض هذا المقترح الى اولا، لانه يهدف الى تمكين بشار من تحقيق مكاسب تؤمن مصالح نظامه على حساب مصالح دول وشعوب تعاني من نهجه التخريبي والتآمري، وثانيا، لان الدول المعنية بالمقترح لا تريد مصالحة شكلية مع بشار يستخدمها لمواصلة سياساته المدمرة في لبنان وفلسطين والعراق وفي المنطقة ككل، وثالثا، لانها مقتنعة بان الانفتاح على نظام دمشق والتساهل معه لم يساعدا في التوصل الى تسوية للازمة اللبنانية اوجمع القوى الفلسطينية ودفع حماس الى التخلي عن نهجها الانقلابي واعادة غزة الى السلطة الشرعية، ولم توقف موجات الجهاديين عبر الحدود السورية الى العراق، ورابعا، ان المطلوب ليس عودة الدول العربية الى سورية، بل العكس كون زعامتها هي التي ارتكبت الاخطاءالكبرى بحق شعوب المنطقة واساءت الى قادتها والعمل العربي المشترك.

¼ بشار ليس عبد الناصر

وشددت المصادر على ان انعقاد القمة في دمشق وبغض النظر عن مستوى التمثيل ليس انتصارا لنظام بشار اومكافأة له على مواقفه، لان القادة والمسؤولين العرب لن يشاركوا فيها تلبية لمبادرته، وانما استجابة لقرار عربي رسمي اتخذوه بعقد هذه القمة السنوية في دمشق على اساس المداورة بين الدول في استضافة القمم وفقا لميثاق الجامعة العربية، وقالت ان بشار ليس هومن يفرض على الدول العربية القرارات التي ستصدر عن القمة، ولن يكون هومحركها وقرارتها ستكون عربية، لا سورية.
ورفضت المصادر المقاربات التي يحاول النظام السوري عقدها بين بشار والرئيس الراحل جمال عبد الناصر وقالت ان بشار ليس جمال وهولن يقود العمل العربي المشترك لا في هذه المرحلة ولافي المراحل المقبلة، لان ثقة الكثير من القادة العرب به منعدمة ، وبسبب رفض سياساته وخياراته وتحالفاته، وخلصت الى ان دمشق ستكون خلال يومي القمة مجرد » قاعة« يجتمع فيها القادة والمسؤولون العرب لاتخاذ قرارات ومواقف تتعلق بالقضايا التي تهمهم والتحديات التي تواجههم ويمكن ان يتخذونها في اي عاصمة عربية اخرى«.
واعتبرت المصادر ان جهود نظام بشار للايحاء بان مجرد انعقاد القمة في دمشق هوانتصار له، تستند الى تصورات خاطئة للاسباب التالية:
ـ ان قمة دمشق لن تكون قمة التحول في المواقف العربية حيال القضايا المتداولة، وقرارتها لن تأتي منسجمة مع التوجهات السورية وان هناك تفاهما بين عدد من الزعماء العرب باحباط الاستغلال السوري للقمة من خلال التمسك باصدار قرارات تنسجم بشكل كامل مع المجموعة العربية المعتدلة، وسيتم رفض اي محاولة من بشار لتبني القمة لاي موقف سوري يتعارض مع توجهات هذه المجموعة حيال اي قضية مطروحة، وان قرارات القمة ستكون استمرارا لقرارات قمة الرياض.
ـ ان هناك اتفاقا غير معلن اتخذته بعض البلدان العربية المؤثرة باحباط اي محاولة سورية لدفع القمة الى تبني مفهوم السلطتين في كل من لبنان وفلسطين، اذ ان نظام بشار يرفض رسميا وفعليا الاعتراف بالسلطة الشرعية اللبنانية الحالية التي تمثلها حكومة السنيورة وتدعمها سائر دول العالم، ويعمل بشكل حثيث على فرض منح المعارضة المرتبطة به حقوقا وصلاحيات تتعارض مع الدستور ومقومات النظام الديمقراطي، وهوما ترفضه الغالبية العربية وهي مصممة على ان تتبنى القمة قرارا يدعم استقرل لبنان وسيادته ويؤيد حكومة السنيورة الشرعية ويطالب بتطبيق قرارات مجلس الامن ويتمسك بالمحكمة الدولية لكشف قتلة الحريري ورفاقه، رافضا بالكامل التفسير السوري للمبادرة العربية.

¼ قمة الرفض

ـ ان العواصم العربية الكبرى ستصر على تبني قرار بدعم السلطة الفلسطينية التي يقودها محمود عباس، ورفض الموقف السوري الذي لا يعترف بها ودعوته للتعامل مع حماس على قدم المساواة معها، بحيث يتضمن القرار دعوة حماس الى العودة اليها بما يعزز الوحدة الفلسطينية ورفض نهجها الانقلابي.
ـ ان العواصم العربية الفاعلة رفضت محاولات بشار للتقليل من اهمية الازمة اللبنانية من خلال تركيزه على انها ستكون » قمة فلسطين « لان فلسطين هي قضية كل القمم، ولان هذه العواصم تتعامل مع لبنان على اساس انه قضية اقليمية استراتيجية تمس موازين القوى في المنطقة، وبالتالي فهي لن تسمح لبشار بتذويب وتبديد اهميتها وستصر على رفض محاولته اعادة هيمنة نظامه والتصرف بشعبه واحباط عمل المحكمة الدولية.
ـ ان القمة لن تشهد المصالحة العربية ـ السورية ولن تبدل شيئا في طبيعة العلاقات المتأزمة بين نظام بشار وعدد من الدول العربية، وبالتالي فهي لن تقدم اي نوع من الدعم اوالمساندة لاستراتيجية رأس النظام السوري وخططه المستندة إلى التحالف العضوي مع ايران والقوى المتشددة في المنطقة بما يتعارض مع المصالح العربية الحيوية، وان مواقف هذه الدول من بشار ستبقى متوترة وفاترة بعد القمة الى ان يجري تغييرات جذرية في سياساته اللبنانية والفلسطينية والعراقية والاقليمية .
ـ ان عقد القمة الان فيه مصلحة عربية وليس سورية اوايرانية، لاسيما وان هناك اتفاقا بين العواصم العربية المؤثرة على رفض اعتماد اي موقف سواء في هذه القمة اوغيرها يتعارض مع التوجهات العربية ومع مصالح اللبنانيين والفلسطينيين والعراقيين وغيرهم من الذين يعانون من النهج السوري التدميري في المنطقة.
ـ ان القمة العربية ستتصدى بحزم لمحاولات ايران وحلفائها اضعاف صياغة موقف عربي موحد من القضايا اعلاه، وعملها لاحداث اختراقات تمكن طهران من تغيير موازين القوى في المنطقة لمصلحتها وستوجه القمة تحذيرا لاسرائيل من عدم اضاعة فرصة السلام المتاحة الان.
ـ ان القمة لن تؤمن الحماية لنظام بشار من المحكمة الدولية ولن تقدم اي مساعدة من اي نوع تتيح للمسؤولين المتورطين في جرائم قتل الحريري ورفاقه بالافلات من المحاسبة والعقاب، لاسيما وان بشار عرض على الاميركيين عقد صفقة تؤمن الحماية لمسؤولي نظامه من المحكمة وهوما رفضته واشنطن بشكل جازم.
ـ ان القمة لن تكون مسرحا لتحرك عربي يصبح طريقا يسلكه بشار لتحسين علاقاته مع الغرب وبشكل خاص مع الولايات المتحدة وفرنسا، وان العواصم العربية الكبرى ستقف ضد اي محاولة لصدور قرار من القمة يمنح الدعم لنظام بشار في المواجهة الراهنة بينه وبين هاتين الدولتين حول لبنان، كما وسترفض اي محاولة من الرئيس السوري لاستغلال القمة لتصفية حساباته مع الولايات المتحدة ومع دول اخرى تعارض سياساته التخريبية، وان قرارا حول السياسة الاميركية تتخذه القمة سيكون نابعا من موقف عربي موحد وليس من موقف سوري مفروض على العرب.
ووفقا للمصادر فان القمة ستكون قمة الرفض العربي الضمني اوالصريح لاستراتيجيا التغيير في موازين القوى التي يعتمدها المحور السوري ـ الايراني وحلفاؤه من القوى والتيارات المتشددة، وانها ستتخذ قرارات عربية المضمون والتوجه والصياغة تتعلق بالمسائل الحساسة في لبنان والعراق وفلسطين وايران وقضايا المنطقة تستند الى الشرعيتين العربية والدولية والى قرارات القمم السابقة ومجلس الامن وليس توجهات سورية وايران في المنطقة والعالم.


--------------------------------------------------------------------------------


الوطن