العقل الجميل




( غريب جدا أنك تقول أنك لست بعثيا ..
و لا تعتبر نفسك قومي بالمعنى الأيدلوجي مع اتفاقك مع إطار عملها .. ما الفارق ؟)

هناك فارق كبير جدا لاننى ببساطة لا اتفق مع اطار العمل لديهم ولا مع تفسيرهم الايديولجى البدائى..انه تفسير ايديولجى تبناه بعض المثقفين العرب المسيحين والمسلمبن السنة من منطقة الشام سوريا ولبنان وفلسطين متاثرين بالنموذج الالمانى البيسماركى للوحدة بالحديد والنار .ز ومتاثرا بالنظرة القومية العضوية التى انتشرت فى المانيا وشرق اوروبا وكانت الصهيونية احد تعبيراتها.. وفيما بعد تطور هذا المفهوم القومى وتم دمجه بالفكر الاشتراكى ( تماما مثل الصهيونية فى بداياتها ومثل القومية الالمانية النازية ومثل بقية الحركات القومية التى انتشرت فى شرق اوروبا


لكن ما انا مقتنع به شىء بسيط ومفهوم والاغلبية تعتقد به ايضا كمسلمة

نحن فى هذه المنطقة مرتبطين جذريا بشكل من العلاقات التى تصل لمستوى امة لكنه مشروع غير منجز لحد هذه اللحظة ( فالعوامل الجغرافية والمصالح الاقتصادية والتاريخ والثقافة كلها موحدة)

لكن ما يمنع اقترابنا من بعضنا البعض بهدف تلبية مصالحنا هو عاملين

الاول غياب الديمقراطية فلو ملكت شعوبنا الديمقراطية فانها وبكل هدوء ستبدا بالاقتراب من بعضها البعض طوعيا وتشكيل اطر ومنظومة سياسية اقتصادية موحدة ببساطة لان هذا فى صالح الشعوب العربية وفى صالح المواطن العادى

ثانيا هو وجود تدخل خارجى عميق فى شؤوننا بل وفرض حكام علينا

انت كما ترى اننى اختلف تماما مع فكر البعث


(قبل أن تخبرنا انك فلسطيني كنت أظنني أقرأ مداخلات للبكري بتاع جريدة الأسبوع هو اللي بيتكلم ..)


وانا شعرت انك لم تدرك اننى فلسطينى رغم ان فلسطينيتى واضحة جدا

( لست مقتنعا بالديموقراطية التي أتت بها أمريكا بداخل دباباتها (و لكنها ديموقراطية على أي حال)


لا لست مقتنعا بتاتا ان اميركا لديها مشروع ديمقراطى للمنطقة وهى لم تجلب اى ديمقراطية للعراق بل ادت لانهيار مجتمع كامل نحو عناصره وهوياته الاولية البدائية الطائفية والدينية ودمرت الدولة العراقية... والمطروح الان فى العراق ولمدة جيلين للامام ليس اقامة ديمقراطية كما تتصور بل هو اعادة احياء المجتمع العراقى والوطنية العراقية والدولة العراقية وبعد ذلك ان سمحت الظروف لربما ياتى الحديث عن الديمقراطية



اخيرا بالنسبة لاسرائيل ما حاولت ايضاحة (ولا زلت انت تصر على التعامل مع الموضوع فى اطار النوايا ..مثلا تصورك انها دولة عاقلة ولن تستخدم سلاحها النووى )..لا هذا منطق خطير جدا ان تضع قضية حياتك ووجدودك تحت نوايا دولة تتصور انها عاقلة وهى مشربة بفكر فى منتهى البدائية والتخلف التلمودى...هذه مغامرة خطيرة غير مسموح به من ناحية عملية بحتة

ما اردت قوله انك من الممكن فى لحظة ما ان تتصرف وفقا لموازين القوى القائمة لكن من غير المسموح الترويج لهذا التعامل كايديولوجيا وكما لو ان الطرف الاخر اصبح جيدا ورائعا وكل ما فى الامر ان الاخرين اغبياء وغير قادرين على اكتشاف حقيقة جودته المفترضة