Array

تعلمت العمل مع الدراسة منذ الصغر ، مما جعلني أتذكر مقولة :
(مفيش فقر .. الفقر في الدماغ)
لكن لما كبرت ورأيت ما يراه (أخونا عاشق الكلمة)
أيقنت أنه في بلادنا حتى ولو كان الدماغ (صاحي ومكتظ بالغنى) فربما وجد مناخًا ملبدًا بالسموم وأرضًا ملأى بالأفاعي
الأفاعي بجميع أحجامها هنا سيدتي
وربما كانت الأفعى الصغيرة أشد ضررا من الكُبرى
لأنها تمشي في صمت بجوارك .. لتقوم مقامك

...
خلال 5 سنوات قابلت فيها كثيرًا في مصرنا ، أنماط مختلفة ، وحتى هذه اللحظة لم أعثر على شخص !! [ يساند ويؤمن بالمساندة لا أن يخرج يده البيضاء بقطعة ورق يعطيها لسائل وتنتهي الحدوته] حتى على مستوى المتشدقون .. أو المتفيهقون .. أو المتشيخون .. أو التنماويون الجدد .. ما رأيته فيهم كلهم [ ولا أومن بـ : إلا من رحم ربي..لأنهم لم يرحموا ربهم من الضحك عليه وعجنه وطحنه بلسانهم]

[/quote]

صديقي عامر

تحيتي كالعادة أرسلها إليك معطّرة بالغاردينيا مزركشة بالياسمين
(f)

المقولة التي تعلمتها في صغرك كانت في محلها
وأعتقد أنها أوصلتك لما أنت عليه اليوم


عزيزي

أنا مدركة تماماً لتدني المستوى الاجتماعي
وانخفاض الدخول
وشح الوظائف المتاحة للعمل
وتنصّل الدول من دورها تجاه مجتمعاتها
الدول للأسف تنسى أننا نكبر بها ومعها
كما هي تكبر بنا ومعنا
ما زالت ترانا عبئاً يثقل عليها مشاريعها الجشعة
.
.
.

الخ

وأنا من أشد الأشخاص تعاطفاً مع المواطنين الغلابة
(وأنا واحدة منهم)
لكنني دائماً أبحث عن الحل
:what:
يجب أن نفكر بحل
:what:

قصتي التي طرحتها بالأمس يا عزيزي
كأنت كأحد الحلول
كانت كمخرج من مستنقع اليأس واللعنات
من المستنقع الذي دائماً نقع فيه



الفقير في المستنقع وهذا أمر أصبح طبيعياً للأسف

لكن لماذا نحن كأشخاص "لن أقول أغنياء"
بل مستوري الحال
نجلس ونلطم بجانب المستنقع
حيث أننا غير قادرين على إخراجهم منه
وغير قادرين على رمي رغيف الخبز لهم
كما نفعل للبط في حديقة الحيوان" آسفة لهذا التشبيه"
:barfy:

والأفظع أننا في لحظة
نجد أنفسنا داخل المستنقع نلطم معهم
:barfy:


الحكومة على الأغلب لن تنظف المستنقعات
ربما ستزيد عددها أيضاً

فماذا نفعل؟؟

أننتحر جميعنا؟؟
ونبقي السلطة تسرح وتمرح على جثثنا؟؟
:roll:

لقد عملت لفترة مع منظمة الهلال الأحمر
وكنت أحمل المعونات بيدايا الضعيفتان أنا وأصدقائي لمساعدة الفقراء
كنا نذهب إلى أماكن لم أكن اعلم أن لها وجود على الخارطة
كنا نجوع طوال اليوم دون أن نحس بهذا الشعور
الذي نشعره فجأة عندما نعود إلى بيوتنا مساءاً منهكين متعبين
كان غالبيتنا يدرس ويعمل بآن بالإضافة لتطوعنا في هذه المنظمة

بالإضافة للمساعدات المجانية التي كان يقدمها كل شخص حسب اختصاصه
الطبيب كان يعالج الكثيرين بالمجان
المحامي يترافع للكثيرين عن قضاياهم بالمجان
...............الخ

لقد كنا نجمع التبرعات
نزور التجار وكبار الأعمال
كنا نقتحم مكاتبهم الفخمة بلباسنا البسيط
كنا نهز ضمائرهم النائمة
فيمدوا أيديهم إلى جيوبهم
خجلين من أنفسهم

لن أنكر أن الكثير طردونا وأوصدوا أبوابهم في وجهنا
لكننا لم نكل أو نمل
كنا نمشي إلى هدفنا مثل القطار على السكة

ومن المؤكد أننا لم نستطع تحسين الوضع الاجتماعي للمجتع بأسره

لكننا على الأقل قدمنا شيء

آتينا بحركة

ساعدنا البعض


المشكلة ياعزيزي
أننا شعب منظّر وأنا هنا لا أعنيك بالذات
وأتحدث بالعموم

نحن نبكي على الآخر بدلاً من أن نمسح دمعته ونخرجه من محنته
اليأس تجذّر فينا
وأصبحنا عاجزين حتى عن التفكير
<_<

أنا أفتخر بكل شخص يبدأ ولو بخطوة صغيرة
حتى لو كانت ابتسامة أو كلمة أمل


عزيزي
في الحي الذي أعيش فيه خصصت مبلغ صغير ومتواضع من راتبي
لشراء الخبز لجيراننا الفقراء
بعد فيروس الغلاء الفاحش الذي أصاب جميع السلع

أعرف أنهم بحاجة لأكثر من الخبز
لكن ربما هذه هي إمكانياتي المتواضعة
ولن أبخل بها طالما أنني حيّة


أرجو أن يكون قد وصلك مقصدي

كل الودّ :redrose:


تحياتي ومودتي

أمان