مسلمون: لم يأتِ بجديد ودعايته أكبر من حقيقته
لا فتنة في هولندا بعد عرض فيلم فتنة

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام : لم يثر عرض فيلم النائب اليميني الهولندي خيرت فلدرز المسمى فتنة أي ردود فعل غاضبة كما كانت تتوقعها الحكومة الهولندية وصانع الفيلم فيلدرز نفسه. حيث مر ليل الخميس وصباح ونهار الجمعة كأي خميس وجمعة آخرين، ولم يخرج المسلمون الهولنديون للتظاهر بل نفذوا وعدهم بفتح المدراس والمساجد في المدن الهولندية لجميع الهولنديين كرسالة للتسامح يوم الجمعة. وأثار رد فعل المسلمين الهولنديين الهادئ على الفيلم ارتياح الحكومة الهولندية التي كانت منذ اكثر من شهر أدخلت قواتها الأمنية في حالة إنذار تحسبًا لأي رد غاضب يعقب عرض الفيلم. ولم يعرض الفيلم في أي قناة تلفزيونية هولندية أو موقع على شبكة الانترنت، بل عرض في موقع بريطاني وأعيد عرضه في عدد من المواقع الاخبارية الهولندية، حيث يبلع 16 دقيقة يركز على المادة الارشيفية أبرزها مشاهد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر واسبانيا وبريطانيا ومشاهد افلام تنظيم القاعدة في افغناسان والعراق وربطها بآيات من القرآن.

دعوة إلى رد حضاري
ردود افعال المسلمين بعد العرض كانت هادئة مقارنة مع ما كان متوقعًا، بل اكتفت باعتراض على تعميم صورة المتطرفين على جميع المسلمين.

ردود أفعال حول فيلم فتنة
اتصلت ايلاف بعد عرض الفيلم بمجلس مسلمي هولندا CMO واتضح أن أغلب اعضائه سافروا الى مصر للقاء شيخ الازهر مع وفد من مجلس الكنائس في هولندا للحث على أن يكون الرد حضاريًا على الفيلم، حسب ما أخبرنا الدكتور محمد سعيد الطريحي رئيس البرلمان الشيعي في هولندا احد اعضاء المجلس. وأكد وجود استياء بين الجالية المسلمة، وتوقع أن يكون اليوم موضوع خطباء المساجد في هولندا. وتوقع ان تظهر ردود افعال بعد ايام خارج هولندا وربما تتأثر الاوساط الهولندية بها بعد انتشار الفيلم. وقال: لا نتمنى ان يحصل ذلك ونخشى من استغلال تنظيمات متطرفة وارهابية لمشاعر المسلمين. ودعا الى عدم التجمع كاعتراض على عرض الفيلم خشية توجيه ذلك بغير ما يبتغيه صانع الفيلم. واستغرب الدعاية الطويلة للفيلم. لكنه حمل الحكومة الهولندية سكوتها على عرض الفيلم والسماح بتروجيه واستشهد بالقانون الالماني الذي صدر عقب الحرب العامية الثانية بعدم نشر او عرض او ترويج كل ما ينتقد العقائد الدينية او يهاجمها. ودعا الحكومة الهولندية إلى إتخاذ قرار وتبنيه شبيه بالقرار الالماني، وقال انه طلب ذلك منذ اشهر. واعتبر الطريحي ان الاعلام الهولندي اصبح جزءًا من المشكلة حيث بات يتمنى ان تظهر ردود افعال عنيفة من المسلمين، واستشهد باستغراب مذيعي التلفزة ومراسليها لعدم التظاهر المتوقع وتمنى هؤلاء ان يشهد اخر النهار تظاهرات عنيفة... وطلب من القائمين على الاعلام الهولندي الخروج من الصورة المكررة لنموذج المسلم الهولندي اما رجل شارع غاضب او اكاديمي لا علاقة له بالدين، إلا بمعلومات اكاديمية تاركين اهل الاختصاص دون سؤال حول امر يعنيهم اساسًا، وقال نحن ضد العنف ولا نرجو تكرار حادثة مقتل فان خوخ.

واتصلت ايلاف بالوفد الهولندي الى الازهر، حيث لم نتمكن من الوصول الى رئيس الوفد ادريس البوجوفي لانشغاله بالسفر لمدينة الاسكندرية حسب رد نائبته زينب الطريحي التي قالت لـ "إيلاف" عبر الهاتف من القاهرة إن الوفد من مسلمي ومسيحيي هولندا التقى شيخ الازهر محمد طنطاوي الذي دعا فيلدرز للحوار ومقابلته ليعرف حقيقة الاسلام. واضافت: اخبرنا من التقيناهم ان القانون الهولندي محترم ويمنح الحرية للجميع. واردنا توضيح للازهر وللمسلمين بأن الفيلم هو رأي شخص واحد وليس لهولندا كشعب وحكومة اي تبنٍّ للفيلم، وإن المسلمين مثلهم مثل المسيحيين من حيث التمتع بالحقوق. وطلبنا ان يكون الرد حضاريًا. وتكوين رد يوضح رسالة الاسلام الحقيقية واهم شيء هو توحيد رؤية المسلمين والمسيحيين في هولندا".

رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكينينده اوضح في تصريحات محلية ان الحكومة الهولندية لاعلاقة لها بالفيلم وتتبرأ منه، وأكد أن كان الفيلم يحمل أي اساءة إلى القرآن ككتاب مقدس، فالأمر متروك للقضاء وهو يرى ان كان فيلدرز سيعاقب او لا.

عمدة مدينة امستردام يان كوهين أكد في تصريح للتفلزة الهولندية على عدم تعميم رسالة التطرف على الاسلام بل يجب ان يكون الانتقاد موجهًا للمتطرفين وليس لعموم المسلمين.

اما النائب خيرت فيلدرز فقال اثناء عرض الفيلم إنه متواجد في هولندا ولا شيء حصل له حتى الان، لكنه لا يعلم ما الذي سيحصل لاحقًا...