بيتي كان لفلسطيني؟
يهودا ليطاني
29/03/2008
احد ما في البقالة فتح عينيه عجبا وسأل: لماذا تعيد البيض الطبيعي؟ انه طازج، هذا الصباح فقط تلقيناه . وجدت انه مكتوب علي كرتونته انه يأتي من مستوطنة في السامرة ، أجبت. ماذا جري؟ أوليسوا يهودا؟ ، سأل الرجل. نعم، نعم ، أجبت، ولكني لا اشتري من انتاج المستوطنات . منذ متي؟ سألني. منذ الازل ، أجبت. فنظر الي وكأنني جننت وقال بكياسة: كل بقيوده .
بعد ذلك، في شبكة محلات تجارية تنشر علي الملأ كم هي زهيدة بضائعها وجدت، تماما الي جانب الصندوق، بان سلسلة السلطات التي وضعتها في عربة المشتريات هي من انتاج مصنع في السامرة. كان من الصعب تمييز ذلك حسب اسم المصنع ومكان الانتاج (حيث كتب فقط انها انتجت في منطقة صناعية ما). وفقط خاتم التسويغ للحاخامية سمح بتشخيص مكان الانتاج. عندما عدت الي منصة السلطات، تبين ان نصف انواع السلطات علي الاقل التي تباع في ذاك المحل تنتج بالذات في المستوطنات. وهذا ليس لطيفا عندما يأتيني زوار الي بيتي يحملون معهم زجاجة نبيذ فاخر من جبل الخليل، هضبة الجولان أو السامرة. أبتسم وأشكر ولكني اعرف بان هذه بركة معطلة ـ فلن افتح هذه الزجاجات أبدا. يكفيني الاحباط اليومي في ضوء اهمال الحكومة في موضوع تفكيك المواقع الاستيطانية غير القانونية والتوسيع العفوي زعما للمستوطنات. لا يزال الاختيار في يدي ان اشتري او لا اشتري انتاجهم، أنا ايضا اصبح في أقلية آخذة في الانحسار.
دوما حرصت علي الا اشتري بيتا كان يسكن فيه في الماضي عرب طردوا او اضطروا الي المغادرة. في الشهر الماضي دعيت الي بيتي صلاح، حداد فلسطيني من شرقي القدس، للقيام باعمال مختلفة، وسألني اذا كان بوسعه ان يأتي بأبيه الذي جاء للزيارة من خارج البلاد. فجلس الاب الكبير في السن في الساحة بينما كان يعني صلاح باقامة السياج، وبين الحين والاخر كنت أتوجه اليه مع شراب ساخن او ضيافة. في احدي المرات قال لي الاب أنه يستمتع بجلوسه في ساحتي، اذ انه علي مدي سنين طويلة لم يصدف له أن كان في هذا المحيط. من أين تعرف هذا المحيط؟ سألت. تربيت هنا ، اجاب الاب، في القرية هنا الي جانبك، التي اضطررنا الي مغادرتها في العام 1948. كل شيء هنا في المحيط كانت اراضينا. هنا، في ساحتك، كانت تنمو اشجار زيتون كنا نقطف ثمارها كل سنة. وبين القطاف والقطاف كنا نعتني بها بل ونلعب بينها ايضا. هنا في الاسفل، قرب شجرة الكينيا الكبيرة، كان بيت مختارنا. هو الاخر ترك، بعد وقت قليل من مغادرتنا . كنت مذهولا. طوال السنين كنت واثقا، كما قلت لصلاح بان بيتي بني علي ارض اشتريت من الكنيسة اليونانية الارثوذكسية. الاب، الذي أنصت الي الكلام قال: لا، لا، هذه لم تكن اراضينا، في واقع الامر، اراضي جيراننا . صلاح الذي لاحظ ضائقتي قال: دعك، كل هذا كان قبل زمن بعيد. ستون سنة. لم اكن ولدت في حينه. من اجل السلام بين الشعبين نحن مستعدون لان نتنازل عن مُلكنا في القرية، المنازل والاراضي. صحيح يا ابي؟ . هز الاب رأسه بعدم رغبة. حزن كبير طل من وجهه.

يديعوت 27/3/2008