كنا في السابق نتمسك بمبادئ الإيمان بوحدة العرب وبعث الحضارة العربية الجديد. وكنا حينها نسخر من القذافي، حيث كنا نشعر أنه معتوه يحاول أن يجد له مكاناً بين المناضلين العرب "الحقيقيين".

أما اليوم، بعد أن خنا أنفسنا وخاننا كل من وثقنا به، وتبين أن لعبة الآمال البعيدة - التي كانت لنا برداً على الأكباد - كانت سلاح حكامنا وأعدائنا على السواء! فقد صارت أفكار القذافي - التي لم تتغير قط - دليلاً على أن العرب لا زال فيهم إحساس ولا زال فيهم أمل ليس مصدره المخابرات الأمريكية!

أحياناً يتوقف شكي بوجود الله عندما أشعر بأن هناك من يؤمن، ولو من بعيد، بأحقية العودة إلى فلسطين 1948! هذا الحق الذي بات حتى أقدس رجال ديننا يجدون لاغتصابه مبررات في كتبهم "المقدسة"!