Array
العلاقة الأمريكية الاسرائيلية أكبر دليل على وجود هذه المؤامرة فهذه العلاقة ليست علاقة طبيعية أبدا ، تخيلوا أن هناك شخص عملاق ومصارع بلطجي شراني ويخيف الحارة والكل يحسب حسابه ويتقي شره ويتودد له خوفا وطمعا ، و تخيلوا بالمقابل أن هناك قزم تافه في هذه الحارة الكل يحتقره ويشتمه لأنه لص ويعتبر ملطشة للرايح والجاي في الحارة ، لكن الغريب أن علاقته مع العملاق المخيف بالذات غير ذلك فهو يأتي ويستغل هذا العملاق ويجبره أن يدفع له الأموال آخر كل شهر ويقوم بتوبيخه وشتمه امام الناس اذا تأخر عليه ويشغله في خدمته وتنظيف بيته وحراسته أحيانا ببلاش ، مع انه من الناحية المادية غني جدا بل واغنى بكثير من هذا القزم كثيرا ولا يحتاج ابدا ان يعمل عند احد، تخيلوا أنه نفس العملاق البلطجي الذي لا يجرؤ أحد منهم على التفكير بتحديه ومواجهته

أكيد أن الناس لن تفهم هذه العلاقة الغريبة وغير المنطقية وكيف يرضخ ويخضع هذا الكبير لهذا القزم التافه ، فهو إما ماسك عليه ذلة او ماسكو من ايدو اللي بتوجعه أو عاملو عمل أو كاسر عينه بلغة الناس السوقية

علاقة اسرائيل بأمريكا بالضبط تشبه هذه العلاقة غير السوية بين هذا العملاق وهذا القزم

علاقة خوف وتبعية وكل الإدارات الأمريكية تتقرب من اسرائيل وتقوم هذه الاخيرة بابتزازها ماليا وسياسيا بطريقة عجيبة ، علما أنه لا يوجد أي مصالح مشتركة بين الدولتين واسرائيل وهذه الاخيرة لا تشكل أي اهمية من اي نوع للولايات المتحدة من اي ناحية تذكر بل على العكس تمثل عبئا أخلاقيا وسياسيا واقتصاديا وعسكريا على أمريكا لكن أحدا في صناع القرار بأمريكا لا يتجرأ على توجيه ادنى نقد لسياسة امريكا في هذا المجال ناهيك عن انتقاد دولة اسرائيل التي تخترق

هناك لوبي صهيوني وماسوني يسيطر على أمريكا ، هذه هي الحقيقة في الواقع الموضوعي لا يمكن انكارها وهذا اللوبي يوجه القرار السياسي والاقتصادي لمصلحة اسرائيل وضد المصالح الوطنية الامريكية ، علما أن وزن اليهود السكاني لا يفترض من الناحية النظرية البحتى ان يؤهلهم لممارسة هذا الدور.
[/quote]

ثاندر ليس فقط المشروع الاسرائيلي هو ما يدار في امريكا على عكس رغبة الراي العام وعلى عكس مصلحة البلاد .... الموضوع اعمق من هذا كثيرا ويمكن فهم هذه الثنائيات التي تربكنا كثيرا عندما نتقبل حقيقتان
1- امريكا كبلد بها متسع كبير من الحريه ... حرية الراي والتعبير...في هذا المجال امريكا تعمل كنظام ديمقراطي تماما
2- بالنسبة للسياسات (داخلية وخارجيه) فامريكا تعمل طبقا لاراء النخبه الحاكمه وهي( في الحزبين الرئيسيين) على يمين الشعب الامريكي تماما....لا علاقة لها بمتطلباته...يعني مثلا التامين الصحي هو طلب رئيسي للغالبية الساحقه(80%) وحتى هذه اللحظه لا يوجد تامين صحي ولم يطرح الا في هذه الانتخابات في عام 2008 بعد كل هذه السنين... وحتى عندما طرح الان فهذا لان تكلفة التامين الصحي الخاص مرهقه جدا للشركات الكبرى وقد بدات هذه الشركات تبدي تاففا من الوضع(الشركات التي تدير صناعات توفر لعمالها التامين الصحي على حسابها الخاص) . وهناك امثله كثير لا يتسع الوقت لطرحها كلها....يعني باختصار لا يمكن ان تفكر في امريكا كبلد ديمقراطي ينفذ فيه القيادة رغبات الشعوب...غير صحيح...السياسة والاعلام يدوران في فلك خاص بهما لا يتطابق مع الشارع في مواضيع كثيره اساسية للغايه بالنسبة للشعب

انتهينا اذن من غرابة العلاقة لانها عندما تتسق مع مصالح النخبه الحاكمه(حتى لو اختلفت مع رغبة الشعب ومتطلباته) تصبح علاقة صحية للنظام....لماذا اذا هي مفيدة للطبقه الحاكمة ومتى بالظبط بدات هذه العلاقة غير السويه وكيف سيطرت اسرائيل على الاعلام الامريكي بحيث اصبح اي نوع من انواع النقد لها يجابه برد قاسي عنيف (هذا اذا اذيع النقد اصلا) فهذه قصه اخرى بدات من ايام النكسه عندما برزت اسرائيل كشريك مثالي لامريكا في المنطقه مرورا بغزو لبنان واكتشاف اسرائيل لحاجتها لبناء لوبي اعلامي قوي في الاعلام الامريكي (الفاسد اصلا) وبناء منظومه PR عبقرية مسيطره تماما على كل وسائل الاعلام منذ ذلك الوقت

طبعا لان امريكا بلد حر ولان ليس كل الامريكان بلهاء فهذه الامور اصبحت تثير كثير من الامريكيين واصبح الكلام عن الصهيونيه في مواقع الانترنت والمدونات عامل رئيسي بل وتطرف البعض واصبح يتحدث بلغة شبيهه بلغة عبد الباري عطوان ... يعني لو طنطاوي وضع هذا التصويت في موقع امريكي فسيصوت عدد لا باس به لخيار المؤامرة...وشبكة الاعلام الحديديه بدات تتكسر وبدات مواضيع نقد لاسرائيل كان لا يمكن ان يحلم احد بها تظهر قليلا على السطح وربنا يسهل

الخلاصه: هناك طبعا لوبي اسرائيلي في واشنطن ولكنه ليس هو "اللوبي"!! فهناك مائة لوبي ولوبي في واشنطن وكل من له مصلحة مع امريكا سيكون له لوبي في واشنطن وكله بيدور على مصلحتة والشاطر هو اللي يلعبها صح