افكر في بدء جروب, انا الأخرى, يحمل شعار "سيبوهم في حالهم" ارجو فيه القوى السياسية -كما يسمون انفسهم- الإبتعاد عن الإضرابات العمالية. يمكن تفلح !

اعلن عمال المحلة عن اضراب يوم 6 ابريل منذ شهر تقريبا. تلقفت القوى السياسية دعوة الإضراب وقررت تركب, كما قال نيوترال بالضبط. المشكلة ليست فقط في فشل الإضراب العام الذي كان مقررا ان يكون اضراب تضامني مع مطالب عمال غزل المحلة, فأنا لم اسمع من قبل عن اضراب عام لا يشارك فيه اي من الأحزاب السياسية ولا النقابات ولا تدعو اليه قوى سياسية محددة ذات جماهيرية واسعة تسمح بإنجاح الإضراب.
منذ البداية تشكل اكثر من جروب على الانترنت, الأول لكفاية, وشارك فيه حوالي 2000 , بالتيلة. ثم تشكل بعدها جروب من شباب تجربتهم السياسية محدودة جدا ونجحوا في جمع اكثر من 60000 توقيع لأنهم اعلنوا من البداية عدم انتماءهم لأي تيار سياسي محدد. كوميديا سوداء تظهر الحالة السياسية في مصر وموقع كفاية وغيرها على الخريطة السياسية.
طبعا, بعد ماتشكل جروب الشباب الغير مسيس, سال لعاب قيادات كفاية من القوميين وغيرهم وتوارى بغير حياء شعار التضامن مع عمال غزل المحلة رغم ان هذا الإضراب تحديدا من اهم الاضرابات العمالية التي حدثت من سنوات طويلة لأن مطلبهم الأول كان وضع حد أدنى للأجور 1200جنية مصري بالإضافة لتثبيت الأسعار وهو ما يختلف عن مطالب أغلب الإضرابات العمالية السابقة ذات المطالب الآنية والمحدودة. اصبح شعار الإضراب الكرنفالي العام ضد غلاء الأسعار. والنتيجة, هو انجذاب عشرات الآلاف من المصريين القرفانين للشعار العام بدون قدرة حقيقية على تنفيذه والالتزام بمطالبه. ولو علموا ان الإضراب كان تضامنيا مع عمال غزل المحلة لما شاركوا ولا اهتموا اصلا بالموضوع كما هو معروف. انتهازية سياسية من جانب من يدعون انفسهم بالقوى الوطنية لم اراها تنجح ولا مرة سوى في الفشل!

اليسار فين بقى في الموضوع؟؟ اليكم الحقيقة المرة: مفيش يسار.

المحصلة النهائية: فشل منتظر او على الأقل صعوبات ترقى لدرجة المستحيل لإضراب العمال, لأنه يتعرض الآن, في هذه اللحظة, لضغوطات امنية شديدة تفوق قدراتهم على المقاومة, بجانب غياب مساندة حقيقية لمطالبهم لأن المعنيين الحقيقيين بمساندة الإضراب ليس لهم اي علاقة به والأنكى انهم مهطلين وراء ال60000 الف شبح على الانترنت. وطبعا فشل بديهي للإضراب التافه الذي اشك جدا في خلفياته ونوايا الداعين اليه من وراء هذه الدعوة الفاشلة او ربما الناجحة على مستوى إفشال اضراب عمال غزل المحلة ومعها حكومة نظيف. للأسف, اي متابع حقيقي لأحوال مصر سيكتشف حقيقة بشعة جدا وهي انه لا يوجد في مصر سوى النظام المصري. لما بيزهق, بيتخانق مع بعضه: بينا.