هل عادت الدماء تجري من جديد في عروق أم الدنيا مصر التي أغفت لما يقارب الثلاثين عاماً ؟...
ها هي بهية تعود إلى الساحة من جديد لتقول : ما زلت حية، وما زلت عصية على أن أروض لهذا وذاك.
وها هو الشعب المصري يثبت أنه لا يسكت على ضيم، وأن النيل الذي شرب منه على مر العقود لا يحجبه سد ولا يحده حاجز.
وكم كان عاشق بهية صادقاً عندما غنى لها :
مصر يامة يا سفينة
مهما كان البحر عاتي
فلاحينك ملاحينك يزعقوا في الريح
يواتي....

لن أدخل في التحليلات المملة والمطولة لنجاح أو فشل إضراب اليوم. ولن أدخل في تفسير خلفيات أو تأويل نزاعات سياسية أو غيرها، كما لن أمتطي موج انتصار جديد للشعب المصري.
ولكن يكفيني أن أقول إن إضراب اليوم هو ما كان يجب أن يحصل منذ سنين لا في مصر فقط ولكن في كل الدول العربية التي باتت شعوبها تبيت تحت غبار سنين من القهر والفقر واللا مساواة على كل الصعد.....

مصر كانت وما زالت قلب الوطن العربي جغرافياً وعاطفياً. إن نامت نام العرب جميعاً، وإن صحت صحا العرب جميعاً.....
فهنيئاً لها ما فعلت اليوم. ولا بد لها أن تستمر حتى تصل إلى حريتها وكسر الحدود التي وضعت لها عبر السنين.

ولا يسعني وأنا أسمع أخبار طلاب الجامعة، إلا أن أنتظر عودتهم إلى الشارع مجدداَ لنغني لهم :
رجعوا التلامذة ياعم حمزة
للجد تاني
ونسير خلفهم ونصيح بأي لغة أو عقيدة : كفاية أو حرية أو خبز أو حتى صامتين..... لا لشيئ إلا لنثبت أن الشارع عاد أخيراً لمن يستحق أن يملكه : الشعب.

(f)