أنا شخصيا كنت معتقد إن موضوع الإضراب سيفشل لامحالة ولكن تغير رأيى بالأمس عندما شاهدت الهلع والأكاذيب التى تروجها المنشورات الحكومية وأدركت إن بالفعل الحكومة خايفة وعايزة تمنع الإضراب أو أى شكل من أشكال العمل الجماعى حتى لاتكون سابقة يتم البناء عليها بعد ذلك.

إضراب اليوم ناجح بكل المقاييس إذا وضعنا فى الإعتبار أنها المرة الأولى منذ عقود طويلة التى يشترك فيها المصريون فى عمل جماعى سياسي خارج عن سيطرة الحكومة ويكفيه أن كل مواقع الأخبار المعروفة أوردت خبرا عنه وحتى منشورات الحكومة سارعت كلها بهبلها المعتاد لإعلان فشل الإضراب مما يعنى ضمنيا نجاحه لأن مجرد إشارة تلك المنشورات لوجود إضراب يعنى أن الأمر أصبح خارج عن نطاق التجاهل والصمت الرسمى المعتاد وبالتالى الإنتقال للخطوة التالية وهى نشر الأكاذيب عنه وهو تخصص الصحافة الرسمية فى مصر.


Arrayإحنا لسه مش دولة عشان الناس تحاول تتصرف تصرفات جماعية.

بكره يظهر نارمر أو سعد زغلول و ساعتها هتلاقي آلاف مؤلفة في الشوارع ..[/quote]

مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة وشعب تم وضعه على الرف لعقود طويلة لاتتوقع منه أن ينظم نفسه فى يوم وليلة ليقوم بعمل جماعى ناجح 100 % .

الشعب المصرى مازال فى روضة العمل الجماعى ونتيجة اليوم تبشر بالخير وأن هناك قوى أخرى على الساحة بعيدة عن سيطرة الحكومة وحزبها وأجهزتها الأمنية الأخطبوطية تستطيع إتخاذ قرار وتنفيذه ولو بشكل جزئى وأن يلتف حولها نسبة معقولة من الشعب.

الشعب المصرى وبسبب القمع الحكومى وعدم إتاحة الفرصة للتيارات السياسية المختلفة أن تنمو بشكل طبيعى فى حالة سيولة سياسية ولا خطوط فاصلة بين التوجهات السياسية المختلفة ولكن كل مايجمعها هو حالة سخط مزمنة ولأسباب كثيرة ومختلفة فهناك من لايعنيه من الأمر سوى لقمة العيش وبجانبه من تعدى مرحلة رغيف العيش ويريد إصلاحات سياسية حقيقية ونظام ديمقراطى حقيقي وهناك من تداعب خيالة حلم الدولة الدينية وهناك كدابين الزفة وبمرور الوقت سيحدث فرز تلقائى للقوى المختلفة وتبرز زعامات جديدة بوجوه محددة ومطالب واضحة وقدرة أكبر على العمل الجماعى المنظم.

مبارك ليس رئيسا لمدة سنة أو سنتين ولم تتاح له الفرصة بعد ولكن إبن القحبة بقاله فى الحكم 27 سنة وأعتقد أن فترة 27 سنة كافية جدا لإصدار حكم عليه وأنا شخصيا أعتقد أن الحكم ليس فى صالحه والتمسك به خوفا من المجهول القادم أصبح بلا معنى ويعنى تجمد البلد لعقود طويلة قادمة وأحسن لمصر أن تجرب وتخطأ بدلا من إستمرار الوضع الحالى وإضراب كهذا فى حد ذاته عامل سيدعو مبارك نفسه إلى تغيير سياساته الأمنية لإمتصاص غضب الناس.