في الاقتصادات الصحية كل مجموعة من الناس تدافع عن مصالحها ، فكل فريق يلعب لكي يكسب ، اما التصور البدائي الموجود حالياً فهو ان هناك فريقان : فريق الحكومة وفريق "الناس" وهدا علاوة عن انه تصور خاطئ فمن الممكن ان يأتي بكوارث ايضاً لو تركهكدا بدون تقويم.
من حق العمال تنفيد اضراب كما يريدون ، اضراب رجل لرجل بمعني : هم يضربون لتحقيق مصالحهم "هم" فقط ، اي ان ترفع مرتباتهم ، ولكن من "مصلحتنا" نحن كدافعي ضرائب ان تظل مرتباتهم كما هي ! يعني لكي يزداد ريع المصانع الدي يدخل بميزانية الدولة بالنهاية ، لاحظوا انني قلت مصلحتنا وليس ما نريده بالضرورة والدي يدخل به حسابات اخلاقية وحسابات اخري عن تقويم سلوك الحكومة وما الي دلك.
لا افهم ما معني ان يقول احد المحتجين : "مساندتهم في اضرابهم" و"عملوها الوحوش ياريتني كنت معاهم" ادا كان العمال بالحقيقة يطالبون باخد فلوس كانت ستصل اليك بالنهاية بخدمات الدولة ؟ لايمكن تفسير هدا الا بواسطة التحليل النفسي للانسان الدي تنازعه غريزة فوضوية تخفف منها غريزة البناء. ديستوفسكي (علي ما ادكر) كتب رواية عن الشخص الفوضوي الدي يثور لاي سبب ، ولكل سبب ويحاول تحطيم اكبر قدر ممكن عندما تسود الفوضي .
ما يربك بالفعل هو مجموعات المدونين ، صوت عالي بدون فعل ، كلامهم بلا مصداقية لانهم لو كانت الاسعار قد علت فعلا وللدرجة التي يصورنها بحيث يخال المرئ ان هناك مجاعة بمصر ، لما وجدوا نقوداً لدفع فواتير النت اصلاً..البعض يقول( المصريين ماتوا من قلة العيش) يالك من مغفل.. وهل لو كانت مجاعة هل كنت ستجد شريحة المدونين ومناضلي النت دوي المؤخرات الطرية من فرط ما جلسوا امام النت ؟ اقله يتبرعوا باشتراك النت لاطعام من يموتون من الجوع ؟ لو كان الجوع الصريح هو سبب وراء ماحدث لما بقي في العالمين عتياً ولاجباراً ..لكن الحقيقة هي ان "الكتلة الحرجة" (وهي كمية الناس التي تستطيع اشعال ثورة) راضية بشكر و باخر ولو "ولول" مناضلوا النت دوي المؤخرات الطرية.
انها بدايات حياة اقتصادية سليمة للمصريين ، فأول مرة يشغل الاقتصاد فكر المصريين بهدا الشكل والانكي ان الصعوبات الاقتصادية تأتي مع وجود الدعم اي انه لو تركت الامور بهده الطريقة فستصل الناس لقناعة ان الدعم مصيره لزوال ، ولن يكون هناك بقاء الا "للاصلح".
يجب ان نستبدل "الدعم" و"الوظيفة الحكومية" بمفاهيم مثل الكفاءة والمساعدة الاجتماعية المشروطة..يجب ان نبدأ برفع صوتنا ضد انفاق اموالنا في جيش لايحارب وشرطة متوحشة واسلحة غير دات جدوي ، يجب ان ندافع عن "ايمن نور" و"عبد الكريم سليمان" قبل ان نحتج علي رداءة "نظام اطعام شبه مجاني" لم يعد وجوده اصلاً واقعياً ولا مجدياً.