الزميل عبد المسيح : صباحك سعيد
أنا أكتب بالعربية ، وكل أهل لغة ينطقون الأسماء الأعجمية بكيفية تتلائم مع لغتهم ، فالفرنسيون يسمون المسيح : جيزي، فهل يشبه هذا اللفظ يسوع أوعيسى؟ ويسمون يحيى (جان).
والإنكليز يسمون المسيح (جيزوس) ويسمون يحيى (دجون).
والإسبان يسمون المسيح (خيسوس) ويسمون يحيى (خوان).
ونصارى العرب يسمون المسيح يسوع ، ويسمون يحيى (يوحنا).
المسيح بلسان قومه اسمه إيسو أو يوشوا، فحتى أنتم لا تنطقون اسمه كما كان ينادى به.
وحيث أني أكتب بالعربية فإني أستعمل اسم إيسا أو إيسو أو يوشوا معربا ليصبح اسمه (عيسى) هذا هو اسمه عند كل العرب إلا عند نصارى العرب، وأما يحيى فهو اسم مترجم من لغته الأصلية إلى العربية، فيوحنا تعني يحيى ، وما زال يهود العرب يسمون أبناءهم باسم يحيى .
وأما وصف المسيح بأنه روح من أمر الله فتلك حقيقة لا يقول بها القرآن فقط بل أنتم أيضا تقرون ذلك ، وعقليا فإنه روح لأنه لم يخلق من حيوان منوي حي بل أسباب الحياة كاملة أتت من الله فكان روحا، أما نحن فنخلق من حيوان منوي فيه حياة ثم بعد ذلك تضاف إليه حياة روحية بعدما يصير جنينا .
طيب ، لدينا اسمان : المسيح (الروح) و ( يحيى)، وحيث أن الله عزيز حكيم فإن اختيار الأسماء لا يأتي عبثا بل عن حكمة، فكلمة (روح) و (يحيى) لم تأت اعتباطا بل هي حكمة جديرة بالتدبر، فاهتدينا إلى أن الإنسان يحيى بالروح ، وأن مراد الله من إرساله للمسيح الروح ويحيى هو ضرب المثل لخلق الإنسان، وتتبعنا المراحل المترتبة عن ذلك فوجدناها تحققت واقعيا شهد بها التاريخ وكتبكم والقرآن.
إذن فأنتم ادعيتم أن المسيح مات من أجل خطاياكم فلم أصدقكم وتحريت عنه بنفسي من خلال تحليل قصته وعلاقتها بقصة يحيى فوجدت أن التحريات لم تثبت ما تدعون ، فأيقنت أن عقيدة الفداء هي وحي من الشيطان ليضل أتباع المسيح، وقد نجح الشيطان في ذلك بامتياز.
فإذا كان المسيح مع جلال قدره وسمو مكانته قد أتاه الشيطان يريد أن يفتنه فما بالك بأتباعه!! ألا يأتيهم ليفتنهم!!

أما محاولتك لشرح التجسد وتشبيهه بالموجات الكهرومغناطيسية...
هذه دعوى أين أساسها من الصحة؟
كل صاحب دعوى يبرهن على ادعائه بالأدلة التي تثبت صحتها، فالقتيل يبرهن على قتله الطبيب الشرعي الذي يشرح جثته ، والمتهم يتحرى عنه لجمع الأدلة التي تدينه أو تبرئه.
ماذا قدمت أنت لتثبت صحة دعواك؟ لا شيء.
التخمين التخيلي الذي ذكرته أنت يستطيع أي يهودي أن يأتي بمثله فيدعي أن المسيح نبي كذاب ويستطيع أن يأتي بإصحاح من أسفار التوراة للاستشهاد به. إذن فتحليك للأمور مثل تحليل هذا اليهود ، فلا هو سيقنعك ولا أنت ستقنعه لأن دعواكما بلا دعائم.
إذن فأنت تتعبد لربك بالظن ، ويا ليته كان ظنا لأن الظن قد يصيب وقد يخيب ، ولكنه وهم لم يرتق لمرتبة الظن، والمطلوب أن تعبد الله لا عن وهم ولا عن ظن وإنما عن علم ، والعلم هو اليقين وهو عكس الظن.
مع تحياتي