لا اعلم لم ذكرني هذا الاضراب بالاضراب العام التوريني عام 1920، على الرغم من اختلاف الظروف والازمنة والامكنة.. ربما لانه كان في شهر نيسان \ إبريل ايضا، وربما لغير ذلك.. على كل الاحوال، فان الفوارق بين اضراب الامس التوريني، واضراب اليوم المصري لا يمنع من "الاستئناس" في هذا الموضوع، بالكلمات التي كتبها أنطونيو غرامشي،

Arrayلقد كانت الحركة التورينية في إبريل، في الواقع، حدثا عظيما ليس في تاريخ البروليتاريا الايطالية فقط، بل أيضا في تاريخ البروليتاريا الاوروبية، ويمكننا أن نقول إنه كان حدثا عظيما في تاريخ بروليتاريا العالم كله.

للمرة الاولى في التاريخ حدث ان التزمت البروليتاريا بالنضال من أجل السيطرة على الانتاج، دون أن تكون مدفوعة الى ذلك بسبب الجوع والبطالة. والاهم من ذلك أنها لم تكن الأقلية، طليعة الطبقة العمالية، هي التي انطلقت في النضال، بل نزلت كل جماهير شغيلة تورينو إلى الميدان وقادت نضالها حتى النهاية غير عابئة بالخسائر والتضحيات.

واستمر اضراب عمال التعدين شهرا كاملا، بينما استمر اضراب العمال من الفئات الاخرى اياما عشرة.

وامتد الاضراب العام خلال الايام العشرة الاخيرة الى كل أنحاء مقاطعة (بيموني)، وشل عمل حوالي نصف مليون عامل صناعي وزراعي، وتدخل في حياة حوالي 4 ملايين نسمة بالتالي.

ووظف الرأسماليون الايطاليون كل قواهم لسحق الحركة العمالية التورينية، ووضعت كل وسائل الدولة البرجوازية تحت تصرف هؤلاء الرأسماليين، في حين أن العمال دعموا بأنفسهم فقط الاضراب دون ان يتلقوا أية معونة أو مساعدة، لا من قيادة الحزب الاشتراكي، ولا من الاتحاد العام للعمل. بل على العكس من ذلك، فإن قادة الحزب والاتحاد استخفوا بالعمال التورينيين، وعملوا كل ما باستطاعتهم لثني العمال والفلاحيين الايطاليين عن أي نشاط أو عمل ثوري ينوون من خلاله إظهار تأييدهم ودعمهم لإخوانهم التورينيين، أو تقديم المساعدة الفعالة لهم.

آنطونيو غرامشي
مختارات – جمعها: كارلوس ساليناري وماريو سبينيلا\ عربها: تحسين الشيخ علي[/quote]

(f)