لأى نظام حكم هناك مايعرف برأس المال السياسى له والذى يمكنه من القيادة والعمل وإتخاذ قرارات ربماقد لاتحظى بالتأييد الشعبى ولكنه يتخذها رغم ذلك..

أحد أهم أسباب عدم قدرة بوش على الدخول فى حرب مع إيران أن رصيده من رأس المال السياسى إستنفذ فى العراق وليس لديه من هذا الرصيد مايكفى للدخول فى مغامرة جديدة

نظام كالنظام الصينى ورغم إنه نظام شمولى إلا أن لديه رصيد سياسى ضخم يتمثل فى إنجازات إقتصادية هائلة على الأرض تسمح له بقمع الطلبة فى أحداث الميدان السماوى أو فتح النار على المتظاهرين فى التبت.

عم بهايم مبارك ليس له أى رصيد سياسى يسمح له اليوم بإتخاذ أى قرار جرئ وكل مايطمح إليه هو بقاء الوضع على ماهو عليه ومحاولة رشوة هذه الجماعة أو تلك الفئة لإسكاتهم مؤقتا! ورغم إنه محق فى كثير من الأحيان فيما يقوله إلا أن غياب الرصيد السياسى بيجعله عاجز عن إتخاذ قرارات جذرية ومهمة

النظام محق تماما فى مسألة بيع القطاع العام والتخلص منه لكن نتيجة غياب الرصيد السياسى فشل فى إقناع الشعب بذلك وتم تصوير الأمر على إنه نهب للقطاع العام وبيع لمصر ونتيجة لعدم الشفافية إنتشرت إشاعات الفساد بالنسبة لتلك المسألة وأصبحت هناك صعوبة شديدة تواجه النظام عند إقدامه على بيع أى شركة بالإضافة لإفتقاده المصداقية بالنسبة لعملية الخصخصة ففى الوقت الذى يبيع فيه شركات منتجة ولكن خاسرة مازال يحتفظ بمؤسسات خاسرة وفاسدة حتى النخاع وغير منتجة كالمؤسسات الصحفية التى يطلقون عليها الجرائد القومية وإتحاد الإذاعة والتلفزيون.

موضوع كموضوع الزيادة السكانية ونتيجة لغياب الرصيد السياسى لم يجرؤ على إتخاذ قرار حاسم بالنسبة له وأستسلم للأمر الواقع رغم أن مصر تحتاج اليوم شئ أشبه بالطريقة الصينية لتحديد النسل لوقف الكارثة المتجهين إليها.