هابيل المسلم يضحي بحياته لإنقاذ طفل مسيحي من حريق في صعيد مصر


القاهرة-الرأي-هشام يونس:
هناك مواقف تعبر عن حقيقة العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر بعيدا عن الأغاني والخطب الدعائية ,وربما أيضا أكثر من ادعاءات الساسة وأحيانا انتهازيتهم, وقصة عم هابيل الذي ضحى بحياته من أجل إنقاذ حياة الطفل أيمن المسيحي هي خير مثال لذلك.

وبطل القصة التي جرت أحداثها في محافظة المنيا بصعيد مصر هو محمد محمد عبد الرحمن، وشهرته "عم هابيل"، ويبلغ من العمر "50 عاما " .

ودون أن يخطب الرجل فينا كثيرا عن إيمانه بالوحدة الوطنية وأن المسلمين والمسيحيين نسيج واحد في قلب مصر المحروسة.فقد دفع حياته ثمناً لإنقاذ طفل مسيحي، من حريق اندلع داخل منزل أسرته، ولقي مصرعه دون أن يتوقف أمام ديانة الطفل قبل إنقاذه ولكنها الشهامة والمروءة التي لا تفرق في الحالات الإنسانية بين لون أو جنس أو دين.

أما أحداث القصة فقد شهدتها مدينة مغاغة حيث كان عم هابيل في منزله بينما جيرانه المسيحيون هم أسرة صديقه المسيحي محروس خليل قريلقس الذي توفي منذ 6 سنوات وفجأة سمع عم هابيل أصوات صراخ واستغاثة فخرج مسرعا ليجد حريقا قد اندلع في منزل أسرة جيرانه المسيحيين الذين هرعوا إلى خارج المنزل.

تبين لعم هابيل أن الحريق تسببت فيه اسطوانة بوتاجاز,فنظر بسرعة لأفراد أسرة صديقه المسيحي الذي يحفظهم عن ظهر قلب فلم يجد أصغرهم الطفل أيمن 12 سنة في الشارع بين من فروا من المنزل .

دون أن يفكر صرخ عم هابيل "أيمن" واندفع وسط النار لإنقاذ الطفل الذي كان يعتقد أنه نائم بالداخل وبحث عنه دون أن يجده فلم يخرج بسرعة لكنه لكي ينقذ منزل أسرة صديقة احتضن أنبوبة البوتاجاز وأسرع بإلقائها خارج المنزل لإنقاذ المنطقة من حريق مدمر وليمنع انهيار المنزل إذا انفجرت الأسطوانة.

عندما نجح عم هابيل في رمي أسطوانة البوتاجاز خارج منزل أسرة صديقه المسيحي كانت النيران قد أمسكت بملابسه وحاول أهل الحي التعامل مع النيران التي أمسكت به لإطفائها ونقلوه بسرعة إلى المستشفى, لكن القدر كان أسرع من محاولات الأطباء لإنقاذ عم هابيل فلقي الرجل الشهم وجه ربه داخل قسم الحريق في مستشفي مغاغة العام.

أما أيمن الطفل الذي حاول هابيل إنقاذه فمن مفارقات القدر أنه في يوم الحريق توجه إلي منزل شقيقه هاني ولم ينم في منزله واعتقد الجيران وبينهم عم هابيل أنه نائم داخل المنزل، مما دفع عم هابيل إلي التدخل لإنقاذه.

وقال هاني محروس خليل قريلقس "32 سنة" لجريدة المصري اليوم : تربطنا بعم هابيل علاقة طيبة منذ أكثر من 35 عاما، وحرص علي رعايتنا عقب وفاة والدي منذ 6 سنوات، فكان دائم السؤال عنا، ويشاركنا في أعيادنا ومناسباتنا السعيدة والحزينة.

وقالت صباح رياض سليمان "56 سنة"، وهي والدة أيمن: جميع الأديان تعتبر عم هابيل شهيداً، لمحاولته منع كارثة محققة، أنا أصلي له منذ وفاته وأدعو له بالرحمة، بينما الحزن يسيطر علي أفراد أسرتها.

أما أسرة عم هابيل، التي تضم الزوجة والأبناء، ربيع "34 سنة" ومحمود "32 سنة" وناصر "31 سنة" ووليد "29 سنة" وإسلام "21 سنة" فقد قالوا لذات الصحيفة أن والدهم تصرف من منطلق الواجب الإنساني، والعشرة الطيبة، التي كانت تربطه بأسرة "قريلقس" صديقه المسيحي.




هذا الرجل وصل الى مستوى راقى من الانسانيه

عقبالنا لما نوصل لهذا المستوى

تحياتى للجميع

:redrose: