أعتقد بأن هناك ثلاثة شروط - يتوجب عليها الاجتماع - لحصول "عروبة" بلد من البلدان اليوم. واحد هذه الشروط موضوعي والثاني ذاتي والثالث تاريخي:

1) الشرط الموضوعي هو "اللسان العربي" السائد في بلد من البلدان (عند الأغلبية على أقل تقدير).

2) الشرط الذاتي هو أن تؤمن الأغلبية في بلد من البلدان بأنها عربية أو أنها تريد أن تكون عربية (حتى لو نازعها الشك في ذلك).

3) الشرط التاريخي هو ارتباط هذا البلد الذي أجتمعا فيه الشرطان السابقان بالمنظومة العربية التاريخية في الزمان والمكان. هذه المنظومة هي أضيق قليلا - بعض الشيء- من البلاد التي خرج إليها الإسلام (العربي في مادته الأساسية طبعاً) عندما خرج هذا الأخير من جزيرة العرب وبسط نفوذه على منطقة شرق المتوسط وجنوبه في القرن السابع الميلادي. هذه "المنظومة الجغرافية التاريخية" تمتد من العراق في الشرق حتى جبل طارق في الغرب، ومن جبال طوروس في الشمال حتى اليمن في الجنوب (والصومال لو شاءت طبعاً). وكان أحد الشعراء قد اختصر هذه الحدود ببيتين من الشعر كان لهما شهرة عظيمة في منتصف القرن الماضي، هما:
بلاد العرب أوطاني
من الشام لبغدان
ومن نجد إلى يمن
إلى مصر فتطوان

واسلموا لي
العلماني