Arrayنيوترال يبدو لي انك متحمس جدا بس عندي سؤال,

ماهو تعريفك للإضراب وماهي شروط نجاحه في رأيك؟[/quote]


أنا غير متحمس لأى شئ بل أن كمية المخاوف والسيناريوهات السوداء والكارثية التى تدور برأسى كفيلة بالقضاء على أى شبهة حماسة بداخلى.

نظرتى للأمور اليوم هى أن جيلى فى مجمله جيل فاشل وأسباب هذا الفشل كثيرة ومتنوعة ورغم إنى لست من هواة إلقاء اللوم على الأخرين لكن فى نفس الوقت لاأستطيع تبرئة الأجيال السابقة لنا مما حاق بجيلى وتمرير كل كوارثهم وخطاياهم وإحباطاتهم وعقدهم النفسية لنا أو كما يقول الشاعر النحرير ويورث أبناءه دينه... واسمه..... وقميص الفتن, وهذا بالظبط مافعلته الأجيال السابقة لنا, وبعد كل ماحدث مازال لديهم من الجرأة والبجاحة واالوقاحة وإنعدام الإحساس والدم بحيث يلقوا علينا محاضرات ومواعظ عن الحكمة والتعقل وعن عظمة جيلهم وإنجازاته الباهرة وكيف أن علينا أن نقتفى أثارهم!

أنا حتى وقت قريب كنت معتقد إن شخص كوائل عباس من جيلى وفوجئت عندما علمت بأنه فى أوائل العشرينات من عمره يعنى من دور الواد شلبى إبنى وكنت أنا فى الجامعة وهو لسه كان بيعملها على روحه! ولإكتشف أنه فى غفلة منى ومن الزمن ظهر للوجود جيل أخر بعد جيل العمالقة الذى هو جيلى:lol22: ومن المفترض أن يكون جيلى هو القدوة لهذا الجيل الناشئ لكنى بخلاف أولاد المتناكة الذين سبقونا ليس عندى أدنى إستعداد للإستمرار فى الكذب وتزييف الحقائق والتحدث عن إنجازات لم تحدث وعظمة لم تكن موجودة ونجاحات متوهمة !كما أنى لست على إستعداد لنقل الإرث الثقيل من التشوهات والعقد النفسية والمخاوف الذى أورثنا إياه من سبقونا إليهم وأفضل شئ أفعله الأن أن أصمت تماما وأتركهم يحاولون إصلاح ماأفسده الدهر ومن سبقهم فربما ينجحون! وقد تتعثر خطواتهم فى البداية لكن على كل حال يكفيهم شرف المحاولة التى لم ولن ننالها وربما هذا الصمت من جانبنا يكون هو الشئ الوحيد الجيد الذى نستطيع تقديمه لهم والذى قد يمنعهم عن لعننا مستقبلا كما نلعن نحن اليوم من سبقنا.

أنا شخصيا ماذا لدى لأقوله لمن يأتى بعدى? لاشئ بالمرة! اللهم إلا إذا كان الحصول على فيزا أمريكا والهجرة إليها يصلح كبرنامج سياسي لحل مشاكل مصر!

بأى حق اليوم أستطيع أن أخاطب شخص كوائل عباس وجيله وأنصحهم وأحاضرهم عن أى شئ?
أضعف الإيمان اليوم أن أخرس تماما كما خرست لعقود طويلة وألا أقف حجر عثرة فى طريقهم بإدعائى لحكمة لم ولن تكون موجودة!

هناك مسرحية شعرية لصلاح عبد الصبور إسمها ليلى والمجنون بها بيتين من الشعر يجب أن يكونوا نبراسا ومثالا لكل الأجيال الفاشلة حتى يكفوا إيديهم وألسنتهم عن الجيل الجديد الذى مازال يتحسس طريقه وكان على شكل حوار بين إثنين من الصحفيين فى جريدة بعد حريق القاهرة;

أحمد: أين كنت فى ليل الموت?
سعيد: ولهذا لن أكتب حرفا بعد اليوم!

الجيل الفاشل يزعجه جدا أى نجاح يحققه أى جيل يأتى بعده لأن هذا النجاح بيفضحهم ويعريهم أمام أنفسهم وأمام الأخرين ويبدد كل الحجج والذرائع التى يعللون بها فشلهم ولذلك وبشكل لاشعورى ولا إرادى يحاولون القضاء على أى بارقة أمل لدى من يأتى بعدهم حتى لا يفضحوا وتتم تعريتهم وتستمر دائرة الفشل ولابد لأحد أن يكسر تلك الدائرة الجهنمية وإذا كان جيلنا لم يستطع كسرها فعلى الأقل لانقف عثرة فى طريق من يحاول ذلك.